[متى يغامر الإنجليز؟] نجا روي هدجسون مدرب المنتخب الانجليزي من تجربته الاولى وباق من التحدي مباراة واحدة قبل ان يعود الهداف واين روني الى تشكيلة الانجليزي عسى ان يكون كالعطار الذي نجح بقدرته وعلمه أن يُصلح ما أفسده الدهر بالانجليزي بشرا وحجارة وأفكاراً أحسبها شخصيا رائدة. ما فاز الانجليزي قط بمباراته الافتتاحية في النهائيات الاوروبية طوال اثنين وثلاثين عاما وفي سبع محاولات، حتى عندما كان تيري فينبلز "المقدام" مدربا للانجليزي يوم استضاف ويمبلي الضيف السويسري قبل ستة عشر عاما بالتمام والكمال. ولعل هذه الحقيقة التاريخية أكسبت هدجسون تعاطفا وشيئا من وقت وهو الذي تسلم زمام القيادة قبل اسابيع ستة ولعب على سبيل التجربة مباراتين واقام مع الانجليزي بضعة تدريبات. الإقالة؟ مبكر الحديث عنها والاستقالة مستبعدة فالرجل عقده اربعة اعوام وهو يوم قاد منتخب الامارات رغم كل الهزائم والكبوات رفض الاستقالة وأكمل عقده حتى النهاية. الانجليزي رغم كل شيء ما زال فاقدا للهوية، لاعبوه نجوم في انديتهم ولكنهم عند تمثيل البلاد يُمسون بإرادتهم مسلوبي الإرادة ومفرطين بزمام المبادرة. ما كشفته التجربة الفرنسية أن التشكيلة الانجليزية في حالة تقترب الى الموت السريري فالهجوم لا تعرف له قائدا والوسط مُحركه يحمل شارة القائد، لكنه لا يمت سوى بالاسم لستيفن جيرارد الذي عرفناه ينبوعا اعصارا مصنع اجتهاد وأفكار في الأعوام الماضية وهو الذي قضى نصف الموسم الماضي جليس الفراش بسبب الإصابة الأليمة. أما الدفاع الانجليزي فقصته قصة لا تكاد تخلو من غرابة، فضائح ومشاكل وحتى افضل عناصره المُستبعد لا يتوقف عن الكلام انتقادا للمدرب بدعوى عدم اختياره في التشكيلة. ماذا يملك هدجسون من اوراق عندما يلتقي بعد يومين التشكيلة السويدية؟. للمدرب الانجليزي خبرة كبيرة في ملاعب الدول الاسكندنافية كمدرب وله صولات وجولات مع اندية سويدية حقق معها اول ألقابه ولكن هذا الكلام كان قبل ستة وثلاثين عاما والكرة تغيرت كثيرا وما احسب هدجسون بشخصيته كإنجليزي يرغب في المغامرة من أجل تحقيق ما اخفق في انجازه كل المدربين الذين سبقوه في تدريب الكتيبة الانجليزية. انتقدت الصحافة قبل بدء المنافسة بعضا من جوانب التشكيلة تحديدا ضمها اكثر من لاعب من ناد أشرف عليه هدجسون سابقا وانتهى الموسم الماضي ناديا بلا هوية وتعرفون طبعا ان الحديث عن ليفربول. لاعب واحد ضمه هدجسون وإذا ما أشركه اساسيا امام السويد فإنه حقا قرر أن يختار المغامرة التي قد تضرب وجود روني في المباراة الأخيرة. العملاق اندي كارول جلس تسعين دقيقة احتياطيا واذا حضر امام السويد فهذا يعني أن هدجسون قرر الاستجابة لصوت التجربة ورفع شعار "مع كارول أكون او لا أكون". لا يختلف اثنان أن الحديث عن الانجليزي لا يضم في جوانبه إثارة أو يفتح نوافذ التفكير الإيجابي بطريقة مثيرة وهذا يدعونا للسؤال تُرى اذا كان هكذا هو حال الانجليزي كيف سيكون حال المتأهلين البقية عندما تستضيف فرنسا النهائيات المقبلة بعد اربع سنين ويكون عدد الحاضرين بدلا من ستة عشر سيزداد بنسبة خمسين بالمئة؟ ويأتي في نهاية اليوم تشافي الاسباني ويقول بطولة الأمم الاوروبية قوية لانها لا تضم الهندوراس والسعودية!!!