[Decrease font] [Enlarge font] مع قدوم العطلة الصيفية يميل أكثر الناس إلى الراحة والاستجمام، فكيف يكون الحال بالنسبة للأدباء، هل يرتاحون هم أيضاً من القراءة والفعاليات التي ترهقهم طوال السنة أم أنّ لديهم مشاريع قرائية وسياحة في الكتب إضافة إلى السياحة في الطبيعة؟ الاستطلاع التالي يسلط الضوء على عادات بعض الأدباء السعوديين في الإجازة الصيفية: إيحاءات الريف الشاعرة أشجان هندي قالت إنها ستكون منشغلة في هذا الصيف بالمشاركة في مؤتمر الشعر العالمي في لندن، أضافت أنها تبدأ إجازاتها عادة في السياحة والابتعاد عن صخب المدينة والاتجاه نحو القرى والريف. واعتادت الشاعرة بديعة كشغري أن لا تمارس الكتابة الإبداعية في الصيف، لكنها تكتفي بحضور بعض المسرحيات والفعاليات وزيارة المتاحف فهي ترى أن الكتابة تنسجم أكثر مع الاستقرار في مكان واحد والثبات والصفاء، أما في الصيف فهي تركز على جمع مادة ووقود للتجربة وتخزينها في الذاكرة وليس من خلال التفاعل والكتابة المباشرة لأنها تحتاج إلى تهيئة الروح مشبهة الأمر بحراثة الأرض وتهيئتها للزراعة قبل موسم الزراعة والحصاد. المبدع وصاحب الهم الثقافي اليومي أو الأسبوعي يدخل إلى رحاب الصيف كمختبر نفسي لتصفية العوالق التي كانت تشوب مزاجه وفكره وذائقته على مسافة عام من التراكمات والضغوط»، وهذا حقٌّ مشروع للمبدعين ذوي التورط والارتباط المكثف بالساحة،مراجعة الذات الشاعر أحمد إبراهيم الحربي قال إنّ أيام الجزيرة العربية كلها صيف حتى في أيام الشتاء، وقارن الحربي بين هذه الأجواء وبين دفيء المشاعر وحرارتها معتبراً هذه المشاعر « قضايا صيفية». أما عطلته الصيفية فهو يأخذ إجازة من كلّ شيء حتى الزيارات، يسافر مع أسرته ويقفل جوّاله ولكنه لا يقطع اتصاله بالكتاب، ولكنّ القصيدة تفاجئه في أيّ وقت فلا يعتذر لها في صيف أو شتاء لأنها « لحوحة». ويعتبر الحربي العطلة فرصة للراحة النفسية ومراجعة الذات على المستوى الفني والاجتماعي، فهو يسائل نفسه عما أنجزه طوال العام وعما ارتكبه من أخطاء تجاه نفسه والآخرين، ويفخر الحربي بأنه يبدأ إجازته بالتوجه إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة. قراءة الناس الدكتور أحمد الطامي الرئيس السابق لنادي القصيم الأدبي قال إنّ مفهوم القراءة لا يقتصر عنده على قراءة الكتاب داعياً إلى توسيع المفهوم ليضمّ إلى جانب الكلمة المكتوبة السياحة والسفر « فهما مصدران للعلم والمعرفة وليس المقصود منهما النوم والاسترخاء والاستجمام». وأضاف « زيارة بلد جديد واستكشاف ثقافته وعاداته وتقاليده والاحتكاك مع ناسه هي بحدّ ذاتها قراءة، وهو مصدر ثراء معرفي» ودعا الطامي إلى تغيير مفهوم الاسترخاء في العطلة الصيفية أو أي إجازة من النوم والكسل إلى المتعة من خلال القراءة سواء التقليدية أو قراءة المجتمعات الأخرى واستكشاف الطبيعة وأن لا ينظر إلى القراءة على أنها عبء ثقيل بل ينبغي اللجوء إليها للتخفف من أعباء المشاغل اليومية باعتبارها نوع من الاستجمام الفكري والروحي. وقت مستقطع الشاعر جاسم عساكر قال « إن المبدع وصاحب الهم الثقافي اليومي أو الأسبوعي يدخل إلى رحاب الصيف كمختبر نفسي لتصفية العوالق التي كانت تشوب مزاجه وفكره وذائقته على مسافة عام من التراكمات والضغوط»، وأضاف « أظن أن هذا حقٌّ مشروع للمبدعين ذوي التورط والارتباط المكثف بالساحة، أن يقفوا أمام مرآة أيامهم السالفة يحصون انتصاراتهم وانكساراتهم ويعيدون تصفية حساباتهم مع الوقت ليتجددوا حين يعودون إلى الساحة وهم أكثر إشراقاً ثقافياً وتألقاً في الفكر». وأكّد أنه لا ينادي إلى « عطلة جماعية عن الثقافة كما يحدث مع الأسف في واقعنا المحلي، حيث يشل الصيف كل المنابر الإبداعية وتتوقف كل الملاحق الثقافية، وكأننا نعجز عن مواصلة الدور ولو بعطاء أقل مما يجعل الموجة في انحسار كامل لا تسده المهرجانات الترفيهية وإن كانت مصحوبة برياح شبه نشطة من الفعاليات». أما على الصعيد الشخصي فيقول « ليست الإجازة الصيفية هي مواعيدي مع المطارات والرحلات، بلى أمارس هواياتي محلياً وأرضي عائلتي الصغيرة بمشوار قصير وأقرأ ما تيسر مما يقع في يدي من عقول، وبالطبع لابد من وقت مستقطع لثرثرة الزوجة والأطفال وشيء من (العراك) الذي لا يصل إلى حد العراك بالأيدي والذي هو بحد ذاته نص مفتوح باتساع الحياة « .