لا يتفق الشاعر والإعلامي محمد عابس مع مسألة الطقوس، التي يتحدث عنها بعض المبدعين أو المثقفين في القراءة في السفر وفي الصيف، ويؤكد أن «المبدع يمكن له أن يخلق المكان المناسب للقراءة والكتابة في أي مكان، هنا أو في الخارج، في فصل الصيف أو غيره. لكنه يعود ليقول: «على رغم أن في مفردات السفر المختلفة بين المطارات والقطارات والبواخر والحافلات وسيارات الأجرة والمراكب وبعض الحيوانات في الجزر والقرى والأرياف، تجارب مختلفة تؤسس بتفاصيلها المتنوعة ما يعرف بثقافة السفر، ما قد يعني لك مع هذه الأجواء كتابة فكرة جالت برأسك أو العودة لكتاب لم تكمل رحلة قراءته. ويتابع: «يظل ارتباط السفر بالصيف من ظروف المحيطين بك والمرتبطين بالتقويم الدراسي، ما يجعلك وأنت لم تسافر حتى تبتعد عن القراءة، لوقوعك فريسة المجاملات الاجتماعية، والارتباط بمناسبات خاصة وأعمال متأخرة، فلا تملك كمثقف سوى البحث عن الحد الأدنى من المتعة والترفيه والاستجمام». من جانبه، يقول الشاعر والقاص حسين الجفال: «في الصيف بالنسبة لي تبدأ رحلة القراءة المعمقة، كوني أركن للبيت طويلاً، ويكون المقهى ملاذاً آخر أتكئ عليه مع الأصدقاء. أما السفر فمؤجل حتى تزهر الثورات العربية، وتثمر بثمار لا مرارة فيها، فكل البلاد السياحية العربية الآن تضج بأهلها وتأخذ نفسها الطويل حتى تصل لطبيعتها». ويؤكد أن لا «طقوس خاصة بالكتابة أو القراءة عندي، فهي ضمن أجندة الوقت. وأعد حالياً لإصدار كتابي الثاني خلال هذا الصيف، وأتمرن على مصافحة كتب الأصدقاء وأحاول كلما أسعفني الوقت التطفل على الصحافة بإجراء حوارات صحافية مع شعراء وكتاب مروراً ضمن قراءاتي الأخيرة».