يعتقد كثير من مستخدمي الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية أن الصور والملفات الشخصية التي يمسحونها من اجهزتهم حذفت بشكل كامل، لكن الحقيقة عكس ذلك، لانه بإمكان أي مستخدم جديد استعادتها بسهولة. ويؤكد خبراء أن الصور التي يتم التقاطها بواسطة الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي يتم خزنها إما على الذاكرة الداخلية التي غالبا ما تكون محدودة المساحة، أو على بطاقة الذاكرة الخارجية، التي يفضلها الكثير من المستخدمين لأنها عادة ما تتسع لعدد أكبر من الصور،إضافة إلى إمكانية توصيلها بأجهزة الكمبيوتر لنقل البيانات بسهولة ، وعندما يقوم المستخدم بحذف صورة ما، يتم آليا حفظ نسخة احتياطية تلقائية منها في جزء غير مرئي من الذاكرة الداخلية للجهاز، مما يجعل الاستعانة ببعض البرامج لاستعادتها أمرا سهلا ويهدد في بعض الأحيان إلى انتهاك الخصوصية . ويعتبر خبراء تقنيون ان أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الحديثة التي تحتوي على ذاكرة داخلية غير آمنة تماما فيما يتعلق بعمليات حفظ الصور، حيث يمكن استعادتها مرة أخرى حتى وإن تم مسحها من الجهاز، فهناك طرق فنية تقنية تمكن المحترفين هندسيا من استعادة أي صورة يتم تصويرها من خلال الجهاز، وهذا ما يخفى على الكثير من مستخدمي الأجهزة الذين يظنون أن مسحهم للصور يعتبر مسحا تاما. في حالة حذف الصور أو الملفات الشخصية من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، يجب اتخاذ بعض الإجراءات لضمان عدم القدرة على استعادة الملفات مرة أخرى، وذلك بإعادة تهيئة الجهاز عن طريق جهاز الكمبيوتر عبر إلغاء تجزئة لوسائط التخزين في بطاقة الذاكرة إن وجدت. ويقول المبرمج عصام الأحمدي « يتبادر إلى اذهان المستخدمين أن عملية تهيئة الذاكرة وعملية حذف البيانات ينتج عنها حذف نهائي ، إلا أن ذلك غير صحيح، ففي حال تهيئة الذاكرة يقوم الجهاز بإلغاء جميع الروابط والمسارات التي توصل المستخدم إلى البيانات على وسائط التخزين المختلفة، ويكمن الخطر الذي لا يدركه المستخدمون في أن التهيئة والحذف لهما عمليات عكسية مهمتها الأساسية إعادة إنشاء هذه الروابط والمسارات مرة أخرى لتشير إلى البيانات التي تم حذفها من وسائط التخزين، والتي كان يظن المستخدم أنه قام بحذفها نهائيا، كما أن البرامج المخصصة لهذه العمليات يمكن لأي مستخدم لديه الإلمام بهندسة الكمبيوتر واللغة الإنجليزية أن يستخدم هذا النوع من البرامج». وتابع « رغم أن المبدأ الذي تم تطوير برامج استعادة البيانات من أجله يهدف للاستفادة من الخصائص الإيجابية للحصول على ملفات قد تم حذفها عن طريق الخطأ، إلا أن الجانب السلبي طغى على استخداماتها في انتهاك خصوصية مستخدمي الأجهزة السابقين». وابدى الاحمدي قلقا من ان تصبح الصور التي تلتقط بواسطة الهواتف المتنقلة وسيلة انتهاك حقوق شخصية وأداة لابتزاز المستخدم حين بيع الجهاز أو استبداله . ولتفادي هذه المشكلة ينصح الخبير التقني سعيد العمودي بالاحتفاظ بالصور الخاصة والمهمة على بطاقة الذاكرة الخارجية وليس الذاكرة الداخلية للجهاز، وعند الرغبة في بيع أو استبدال الجهاز ، فلا بد من نزع بطاقة الذاكرة الخارجية والاحتفاظ بها أو إتلافها، لأنه يمكن للمستخدم استعمال البرامج التي تعمل على استعادة الصور أو البيانات المحذوفة لاستعادتها بالكامل سواء كانت على الذاكرة الداخلية للهاتف عبر توصيله بجهاز الكمبيوتر أو بطاقة الذاكرة الخارجية. وأشار إلى وجود برامج متخصصة مثل برنامج « Partition MAGIC «، وظيفتها مسح الذاكرة بشكل كامل، عبر إعادة الكتابة على البيانات السابقة وبعثرتها، وبهذه الطريقة يصبح من المستحيل استعادة البيانات التي تكون على وسائط التخزين المختلفة سواء كانت لأجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية والهواتف، لكنه استدرك قائلا» تكلفة هذه البرامج تكون مرتفعة، إضافة إلى أن بعض الهواتف تقوم بحفظ الصور في ملف مخفي يمكن للمستخدم أن يقوم بحذفه لضمان عدم القدرة على استعادة الصور». وتابع « في حالة حذف الصور أو الملفات الشخصية من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، يجب اتخاذ بعض الإجراءات لضمان عدم القدرة على استعادة الملفات مرة أخرى، وذلك بإعادة تهيئة الجهاز عن طريق جهاز الكمبيوتر عبر إلغاء تجزئة للوسائط التخزين في بطاقة الذاكرة إن وجدت، أما ذاكرة الهاتف الداخلية فلا بد من إعادة تحميل نظام تشغيل الجهاز بالكامل، وإعادة تهيئة ذاكرة «ROM» ليتم حذف البيانات من ذاكرة الهاتف الداخلية». وفي سياق متصل أظهرت دراسة أجرتها مجلة «بي سي براكسيس» أن برامج استعادة البيانات المجانية تساعد جزئيا في استرجاع الملفات من ذاكرة الأجهزة الداخلية أو الخارجية، ولكن لها حدود معينة في البحث، كما أنها تكون صعبة الاستخدام بعض الشيء. وذكرت الدراسة أن أفضل البرامج المدفوعة لاسترجاع الملفات هو برنامج « R-Studio» ، وفي المرتبة الثانية يأتي برنامج « O&O Disk Recovery»، وبرنامج « Recover My Files «، ويستطيع البرنامجان التعرف على آلاف الصيغ الخاصة بالملفات سواء كانت صورا أو ملفات فيديو أو نصوص إلا أنها تأخذ وقت طويلا في عملية استعادة البيانات.