نسافر في تفاصيل الأشياء نتتبع جُملا كتبت بإقدام المسافة وخلقت من طينة الأيام عبر مراحل السنين اجتازت من نوافذ العمر صحو الحياة وعتمتها , وشربت من كأس التجربة ما الله به عليم .. نرتحل في ذاكرة الزمن نمشط بين أزقة الوجد حنين الطرقات و ننحت على جذوع النخل تاريخ أول اللقاء , نضع على جدران العبث إمضاء الشقاوة بطيش الرغبة ونسجل في دفاتر الماضي تمتمات البداية قبل أن تقتلعنا الحضارة بكل شراسة فنمضي ويبقى الرسم يأكله الصمت ويمزقه الغياب وتذرفه دمعة تِحنان كلّما مرّ بين أزاهير العمر وميضٌ (تذكرت ) .. ليكون الصدى صديق المرازيم بعد أن هجرها المطر وخلّفها للجدب .. ربما تختلف ثقافة المكان من جيل إلى آخر ويبقى الأثر في نطاق المساحات يحمل إرثا وانتماء , وربما نختلف في تقدير مايتركه المكان من دلا لات تغوص في حزمة من التغيرات , حتما لانستطيع أن ننسلخ من المكان الأول مهما غيرنا البقعة . ربما تختلف ثقافة المكان من جيل إلى آخر ويبقى الأثر في نطاق المساحات يحمل إرثا وانتماءً , وربما نختلف في تقدير مايتركه المكان من دلالات تغوص في حزمة من التغيرات , حتما لانستطيع أن ننسلخ من المكان الأول مهما غيّرنا البقعة . إن التصاق الأماكن بتفاصيل حياتنا لايمنحنا الحق في سلخها من الذاكرة أو تجاهلها . في مدينتي الأحساء أماكن لا تُحصى كَتبت سجلاً للتاريخ وكانت رمزا للخلود أجدها عُلِّقت على ستائر النسيان ورُكِلت بنفس الأقدام التي مشت على أرضها وتنفست في (البراحه) رائحة الخبز , وصوت العربات عالق بمسامع المنتثرون على (العاير ) البعيد هناك يحلمون بالحضارة التي أتت وشوهت كل جميل , أين هي شجرة (البمبر) وسدرة (الكنار) أين هو صوت هدير الماء المنبعث من مضخات العيون ؟ الكوت القديم وماشهده من أحداث سياسية وثقافية وفكرية ساهمت في صناعة العديد من الأحداث, الصالحية وما خرّجته من فنانين وملحنين وشعراء , ممن حملوا في دواخلهم ذكريات مختلطة بلذة الإنتصار والفرح أو حفنة من وجع . أماكن غادرناها وبقيت تنتحب تشكي مُرَّ الخِذلان واستيطان الغرباء مزقوا ثيابها وجعلوها عارية في وجه الريح ، تصارع النفايات وبعض حيوانات أليفة تبحث عن بقايا أطعمة بين أعمدة الكهرباء الممدودة بلا ضوء , المكان هوية يجب أن لا يغيب أو يهمل لأن ضياعه ضياع للهوية .