لم يكن سيناريو رحيل إدارة القادسية عن المشهد الرياضي مستغربا ولم تكن استقالة عبدالله الهزاع التي تقدم بها أمس حدثا رياضيا مفاجئا وإنما هو امر متوقع حدوثه وتصرف طبيعي للغاية وذلك قياسا على الخيبة تلو الأخرى التي خلفتها الادارة المستقيلة على جميع المستويات والأصعدة الفنية والادارية والشرفية . من وجهة نظري الشخصية اعتبر عبدالله الهزاع احد الاذكياء القلة في المجتمع الرياضي، فقد ترأس القادسية لسنوات طويلة قبل ان ( يلوّح ) بالرحيل .. اقول ( يلوّح ) بالرحيل وهو لم يدفع قيمة الشهرة والصيت الاعلامي الذي ناله من وجوده على كرسي الرئاسة ، فالهزاع بنفسه ذكر عبر برنامج فضائي بان جميع المبالغ التي دفعها منذ ترؤسه للقادسية لم تتجاوز المليون او المليوني ريال فقط فيما نال شهرة وصيت من دفعوا عشرات الملايين ، وعلى هذا الاساس اعتبرته احد الاذكياء القلة في هذا الوسط المليء بعشاق الفلاشات . استقالة ادارة الهزاع لم تأت طوعا وبرغبة شخصية وإنما جاءت جراء ضغوط إعلامية وإدارية وشرفية كبيرة وقبل ذلك ضغوط ( نتائجية ) واضحة ، فالعمل الواقعي الذي قامت به هذه الإدارة برئيسها وكامل أعضائها لا يشفع لها بالاستمرار في العمل يوما واحدا ، بل لا يسمح لها بالرحيل الا بتقديم اعتذار علني عن كل ما تم اقترافه في حق القادسية من تبذير في الاموال ومحاربة لرجال النادي وعبث بالنتائج وانتكاسة لفريق كرة القدم . وبمناسبة الحديث عن هذه التجاوزات فقد كنت اتحدث مع احد صناع القرار في القادسية خلال الاسبوع الماضي وكنا نتناقش عن الكلام الخطير الذي قاله عضو ادارة النادي محمد الرتوعي في حديثه هنا في ( الميدان ) عندما وجه اتهامات خطيرة جدا للرئيس الهزاع ولبعض أعضاء إدارته متهما إياهم بتجاوزات مالية وإدارية ، وكنت أتساءل عن سبب صمت الهزاع عن كل تلك الاتهامات وعدم الرد عليها بل وعدم اتخاذ المسلك القانوني ان كان بريئا من التهم التي نسبت اليه من قبل الرتوعي وهو العضو الرسمي في مجلس ادارته ، ولكن لم اجد أي اجابة مقنعة حول ذلك مما زاد الامور تعقيدا وغموضا اكثر مما كانت عليه في السابق . استقالة ادارة الهزاع لم تأت طوعا وبرغبة شخصية وإنما جاءت جراء ضغوط إعلامية وإدارية وشرفية كبيرة وقبل ذلك ضغوط ( نتائجية ) واضحة ، فالعمل الواقعي الذي قامت به هذه الإدارة برئيسها وكامل أعضائها لا يشفع لها بالاستمرار في العمل يوما واحدا اعود للقادسية واقول .. هنالك أمور تدار بالخفاء ، وقرارات لا احد يعلم من يصدرها ومن يقف خلفها ومن يقوم بتمويلها والزج بها في المشهد القدساوي ، فهنالك صفقات فنية تحوم حولها الشكوك من كل مكان ، وهنالك ايضا متجر مفتوح طوال الموسم لبيع النجوم بينما لم يستفد القادسية النادي والكيان ولا القادسية الفريق الكروي أي فائدة تذكر سوى جني المزيد من الانكسار ومزيد من الخيبة ومزيد من القهر والألم . القريب من القادسية يستطيع ان يدرك بان هذا النادي اصبح صديقا صدوقا للخلافات والاختلافات والمعارك الاعلامية والكلامية ، واكبر شاهد على ذلك تاريخ هذا النادي المليء بالأحزاب والعداوات والتشكيك والطعن بالنوايا والثرثرة و ( القيل والقال ) ، ومن يرد التأكد فليعد للوراء حيث الادارات السابقة التي ترأست القادسية كي يدرك حقيقة هؤلاء الغوغائيين . القادسية اليوم بحاجة للهدوء والاتزان ووضع النقاط على الحروف ، وكل هذه العوامل لن تتم ما لم تكن هنالك شخصية شرفية كبيرة بإمكانها ان تحتوي الموقف و تضبط الامور وتقود هذا النادي الكبير للطريق الصحيح ، وان كان اهل القادسية يريدون عودة ناديهم للواجهة من جديد فما عليهم سوى البحث عن شخصية قدساوية كبيرة لترؤس المجلس الشرفي بشرط ان تكون هذه الشخصية محبة للقادسية الكيان وليس عاشقة ( للفلاشات والعلاقات الشخصية ) . وعلى المحبة نلتقي [email protected]