لم يكن غريباً أن يتلقى أي لاعب سعودي شاب ممن شاركوا فعلياً مع المنتخب السعودي في كأس العالم للشباب في كولومبيا الصيف العام الماضي 2011 م عروضاً للاحتراف في أوروبا و بالفعل تلقى الشارع الرياضي السعودي خبر توقيع لاعبي الاتفاق عبدالله الحافظ و إبراهيم البراهيم لفريقين أوروبيين الأول لفريق برتغالي و الثاني لفريق بوسني . حتى هنا و الرواية مقبولة و معقولة و يتصور القارئ من خلال ما صاحب احتراف اللاعبين من تعاطٍ إعلامي أنهما يسيران في الطريق الصحيح و اليوم من خلال الميدان نوضح لكم الحقيقة الغائبة ليكون السؤال العريض الذي يفرض نفسه اليوم و نضعه على طاولة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب : من الذي ورط الحافظ و البراهيم في أوروبا ؟ و من يقف خلف احترافهما هناك ؟ نبدأ باللاعب عبدالله الحافظ كونه الأسبق احترافاً من خلال نادي يونياو ليريا الذي يشارك في الدوري البرتغالي الممتاز و يحتل حالياً الترتيب الأخير بين ستة عشر فريقاً . تعاقد الحافظ مع وكيل الأعمال البرتغالي بيدرو ابن مانويل جوزيه مدرب فريق الاتحاد الأسبق عقب نهاية كأس العالم للشباب 2011 م و الذي رتب احتراف الحافظ في النادي البرتغالي بعد أن أشعر ناديه الأصلي الاتفاق برغبته في الاحتراف الخارجي و دون الحصول على موافقته أو حفظ حقوقه من خلال التفاوض الرسمي بل انه غادر و وقع و شارك و الاتفاق حتى يومنا هذا لم يستلم ريالاً واحداً نظير بدل التدريب من النادي البرتغالي و السبب أن الاتحاد السعودي مشكوراً تكفل بدفع بدل التدريب بحسب مصادر الميدان نيابة عن النادي البرتغالي من أجل تسهيل مهمة احتراف الحافظ و حتى يسمح الاتفاق بإرسال بطاقة اللاعب الدولية و اليوم نشاهد فريق الحافظ يتذيل الترتيب في الدوري البرتغالي الممتاز و ضمن موقعه بين الهابطين لدوري الدرجة الأولى و الأعظم من ذلك أن الفريق يعاني مادياً و لم يسلم لاعبيه المحترفين رواتبهم لأكثر من ثلاثة أشهر ما دعا ستة عشر لاعباً من لاعبي الفريق لتقديم استقالاتهم الجماعية وفق النظام الذي يخول للاعب فسخ عقده تلقائياً في حال لم يستلم رواتبه لثلاثة أشهر متتالية و الذي حصل أن الفريق شارك في مباراته الأخيرة بثمانية لاعبين فقط داخل الملعب من بينهم الحافظ و بدون أي لاعب على دكة البدلاء و الحافظ بحسب مصادر الميدان لم يستلم رواتبه كذلك و لم يستلم أي مقدم عقد فهل هذا هو الاحتراف الذي كان يتمناه و ينادي به مسئولو الاتحاد السعودي لكرة القدم ؟ و نأتي الآن للاعب الآخر إبراهيم البراهيم الذي تعاقد مع وكيل أعمال أوروبي بواسطة وكيل اللاعبين السعودي زكي العرب و المثير هنا ان إدارة نادي الاتفاق والتي خاطبها البراهيم بطلب احترافه في النادي عقب مشاركته في كأس العالم و أبدت موافقتها على ذلك الطلب ورفعت أوراقه للاتحاد السعودي لاعتمادها كانت آخر من يعلم بتوقيعه لنادي قوست قابيلا البوسني المغمور عن طريق الصحف و عن طريق عبدالله المصيليخ المشرف العام على المنتخبات السعودية السنية لكرة القدم من خلال تغريدة له في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر . المصيبيح : هذه فوضى وليست احترافاً حقيقياً بطبيعة الحال الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يوافق هذه المرة على إرسال بطاقة البراهيم الدولية و السبب بحسب التأكيدات الاتفاقية يكمن في المستندات و الأوراق الرسمية التي قدمها نادي الاتفاق للاتحاد السعودي و التي تثبت عدم سلامة موقف اللاعب في التوقيع للنادي البوسني كونه ملزما بتوقيع عقده الاحترافي الأول مع ناديه الاتفاق لمدة ثلاث سنوات و هنا توقف الاتحاد السعودي و لم يتدخل لانهاء الموضوع و تسهيله كما فعل مع الحافظ فضربتين في الرأس توجع كما يقولون . الحاصل الآن أن البراهيم يتدرب مع الفريق البوسني منذ أكثر من شهرين و موضوعه معلق و ناديه الاتفاق يرفض التنازل عن حقه هذه المرة و يطالب بعودة اللاعب كونه كان يعامل طوال السنوات الماضية معاملة اللاعب المحترف بعد أن تم الحصول على توقيعه من أحد أندية الأحساء قبل خمس سنوات و معاملته معاملة اللاعب المحترف طوال هذه الفترة . فيما علق إبراهيم البراهيم على مسألة عدم مشاركته مع فريقه البوسني بأن المسألة مرتبطة فقط بأن فترة تسجيل المحترفين كانت مغلقة عندما غادر للبوسنة و أنه باقٍ في البوسنة حتى يتم بدء فترة التسجيل الصيفية ليتم قيده في فريقه الجديد و دفع بدل التدريب لنادي الاتفاق . النادي الذي وقع له البراهيم يفصله عن صاحب المركز قبل الأخير نقطتان فقط ما يعني أنه مهدد بالهبوط حاله كحال فريق عبدالله الحافظ البرتغالي . الملاحظ في رحيل اللاعبين أنهما غادرا دون موافقة ناديهما الأصلي الاتفاق و بمباركة من الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يطمح لأن يكون لدينا محترفون صغار في السن في الدوريات الأوروبية في محاكاة للتجربة اليابانية التي بدأت منذ خمس عشرة سنة بانتداب اللاعبين صغار السن للاحتراف في الأندية الأوروبية و اليوم الكرة اليابانية تجني ثمار ذلك العمل المنظم و المدروس برعاية مباشرة من الإتحاد الياباني لكرة القدم و ليس كما فعل الحافظ و البراهيم .تجدر الإشارة إلى أن أول ما تسعى الأكاديميات و مدارس كرة القدم في أوروبا لغرسه في نفوس الناشئة من لاعبي كرة القدم مسألة الولاء و الانتماء للنادي الذي يلعبون له و مما لا شك فيه أن الاحتراف عن طريق الالتفاف على النادي الأصلي الذي قام برعاية اللاعب و صقل موهبته لا يدل على انتماء اللاعب وولائه لذلك النادي . وصف أحمد المصيبيح نائب رئيس لجنة الاحصاء و الاعلام بالاتحاد السعودي لكرة القدم انتقال الحافظ و البراهيم لفريقي يونياو ليريا و قوست قابيلا بالفوضى حيث قال : " لا يمكن أن يكون الاحتراف الحقيقي الذي ننشده و نطالب به بهذه الصورة و يجب وضع الأنظمة و القوانين التي تحكم و تنظم المسألة فمن غير المعقول و لا المقبول أن نسمي ما قام به عبدالله الحافظ و إبراهيم البراهيم بالذهاب للعب في أوروبا بهذه الصورة و هذه الكيفية احترافاً . نموذج احتراف شهري الأهلي مثال يحتذى به في الاحتراف الحقيقي من جانبه شدد صالح الداوود وكيل اللاعبين السعودي على أنه يجب أن يتم وضع الضوابط التي تسهل من عملية احتراف اللاعب السعودي خارجياً بشكل واضح و ذلك بأن يتم تحرير اللاعبين الصغار من قيود أنديتهم التي تفرضها عليهم و أنه يلزمنا حتى تعود الكرة السعودية لسابق عهدها و أمجادها أن نسهل احتراف لاعبينا السعوديين في أوروبا ، و أضاف الداوود أن العلاقة الحالية بين الأندية و وكلاء اللاعبين تقيدها نظرة الشك و الريبة من الإدارات تجاه الوكلاء و هذا ما لا ينبغي فالجميع يفترض أنهم شركاء يعملون لما فيه صالح كرة القدم السعودية. بقي في الختام أن نعرض لكم النموذج الثالث لاحتراف لاعب سعودي شاب في أوروبا و للقارئ الكريم أن يقارن بين هذا النموذج والنموذجين السابقين و النموذج يتمثل في توقيع اللاعب الشاب صالح الشهري عقد احترافه في النادي الأهلي لخمس سنوات و بعد ذلك و بالتنسيق مع ناديه الأهلي تم توقيع عقد إعارته لنادي بيرا مار البرتغالي لمدة موسم و نصف و بهكذا يتحقق للاعب الفائدة المنشودة من تجربة الاحتراف في أوروبا و يتم حفظ حق ناديه الأهلي الذي صرف عليه و أوصله لما وصل إليه من مهارة و إتقان لفنون كرة القدم .