في الآونة الأخيرة .. وفي غفلة من عين الرقيب .. باتت المشاغل النسائية تقدم خدمتها بشكل مختلف فيه الكثير من استغلال الزبائن والمبالغة في الأسعار، فضلا عن ترويج المساحيق والخلطات غير المأمونة صحيا، .. وقد كان ذلك نتيجة طبيعية لجهل الكثير من زبائن تلك المشاغل خاصة من البنات صغار السن واللائي لا يدركن حجم الخطر الذي تواجهه أجسادهن جراء استخدام تلك الخلطات والمساحيق المصنعة محليا، والتي لا تحمل أي شهادات صحية أو معتمدة، هذا بالإضافة إلى الاستغلال الواضح لجيوب هؤلاء الفتيات خاصة في مواسم المناسبات العامة والخاصة، مزيدا من التفاصيل في هذا التحقيق .. استغلال مادي واضح أم صالح تحدثت عن الاستغلال المادي من قبل بعض المشاغل المنتشرة فقالت : «هناك مشاغل نسائية تستغل الفتيات الصغيرات في العمر، خاصة لما تأتي فتاة صغيرة للتجهيز لحفلة خاصة أو عامة، فتقوم بعض العاملات في المشغل بعرض الكثير من التجهيزات ومستحضرات التجميل، وتحاول إقناعها بأنها تحتاج مثلا لتنظيف بشرة وماكياج كامل للبشرة وغسيل للشعر واستخدام كريمات ترطيب وتفتيح، وذلك بعد أن توهمها بأنها تحتاج لكل هذه التجهيزات لتبدو بشكل مميز وجذاب أمام صديقاتها، وكل ذلك في واقع الأمر لكسب المزيد من المال للمشغل، بل ويزيد الأمر مرارة أن بعض العاملات من جنسيات مختلفة وغالبا ما يكن من دول الشرق آسيوية، وقد تطلب من الزبونة بعد إكمال تجهيزها مبلغا ماليا خاصا لها، وذلك لاهتمامها لها بتجهيزها بشكل خاص، وهذا ما يزيد في واقع الأمر من عملية الغش وإيقاع الفتيات في مصيدة الديون، خاصة إذا ما أخذنا في الحسبان أن الكثير منهن قد يكن من طالبات الجامعة أو من بعض الموظفات اللاتي يتقاضين رواتب قليلة، وأنا من جهتي أطالب بوضع لوحة أو تسعيرة خاصة أمام مدخل المشغل من الداخل لكل قصة شعر أو ماكياج وذلك لمنع حدوث الاستغلال المادي الكبير الواقع في الكثير منها». مستحضرات ضارة الطالبة عبير عبدالعزيز احدى المتضررات من بعض المشاغل التي تقدم بعض الخلطات المقلدة قالت : «انتشر في الآونة الأخيرة خوف كبير من قبل بعض الفتيات للذهاب إلى المشاغل النسائية، وخاصة تلك التي تفتقر إلى مقومات مشغل نسائي متكامل من حيث إدارة ورقابة كافية لما يحدث بداخلها، فالكثير من الطالبات يشكو من بيع بعض المشاغل تلك ومن قبل بعض العاملات فيها أو من قبل الكوافيرات اللائي يروجن لخلطات مقلدة وضارة بصحة الإنسان، فعندما تتوجه الفتاة إلى مشغل معين ترى أن العاملات يعرضن عليها خلطات منوعة، وهي في أغلبها تكون مصنعة إما عن طريقهن في المنزل أو عن طريق شركات تقوم بتصنيعها بشكل مقلد، فتكون الضحية في نهاية المطاف تلك الفتاة التي استخدمت تلك الخلطة، وكما هو معروف فإن تلك الخلطات قد تسبب الكثير من المخاطر على صحة الإنسان، فمثلا البعض منها تكون نسب المواد الكيماوية مرتفعة وبشكل كبير، مما يؤدي إلى تساقط للشعر إذا كانت الخلطة مخصصة للشعر، والبعض منها قد تسبب ظهور حبوب سوداء وتقشر على سطح الجلد إذا كانت مخصصة لبشرة الوجه، وأنا أرى أنه يجب على كل من تريد عمل صبغة للشعر أو استخدام خلطات للوجه أن تتفقد العبوة التي تريد استخدامها العاملة من حيث نوعية الخلطة ومكان تصنيعها وحتى تاريخ صلاحيتها، لأن هناك بعض أساليب الغش في ذلك والتي قد تسبب اضرارا كبيرة لمن ترتاد هذه المشاغل، ويجب كذلك تفعيل دور رقابي على هذه المشاغل من حيث الأسعار والمواد المستخدمة فيها وهل هي صالحة للاستخدام، وألا يكون فيها ضرر على الجسم البشري من حيث إرسال مندوبات لتفحص هذه المواد وإعداد تقارير عنها في حالة اكتشاف غش تجاري لرفعها للجهات المسئولة والتي يفترض عليها بعد ذلك إيقاع عقوبات وغرامات مالية على تلك المشاغل المخالفة وبشكل سريع أميرة : المشاغل النسائية تعتمد في المقام الأول على الربح المادي الكبير، وهذا حق مشروع لها، ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود المعقول، بعيدا عن الاستغلال المادي ». غياب الرقابة وتشارك أميرة الصليح برأيها حول مشاكل المشاغل النسائية وما قد يتعرض له بعض زبائنها فتقول : «لا شك أن المشاغل النسائية تعتمد في المقام الأول على الربح المادي الكبير، وهذا حق مشروع لها، ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود المعقول، بعيدا عن الاستغلال المادي، خاصة للنساء اللاتي يقمن بزيارة تلك المشاغل بشكل مستمر، وخاصة في فترة الإجازات التي تكثر فيها المناسبات العامة، فغياب الدور الرقابي من وجهة نظري أدى إلى تفاقم مشكلة الاستغلال المادي، ولو تم تفعيل الدور الرقابي على المشاغل بشكل محكم ومستمر لما لاحظنا تلك الانتقادات اللاذعة من الكثير للكثير منها من بعض الفتيات اللاتي اكتوين بالاستغلال الكبير لجيوبهن، إن الدور الرقابي يجب أن يفعل وبشكل سريع بحيث تقوم الجهة المعنية بمراقبة المشاغل النسائية بإرسال مندوبات وبشكل مفاجئ للعديد من المشاغل، وخاصة في أيام ازدحام تلك المشاغل في أيام العطل الرسمية والإجازات التي تكثر فيها أفراح الزواج ومناسبات النجاح والتخرج وغيرها، وذلك للوقوف على الأسعار المفروضة على الزبائن والوقوف على مدى صلاحية المستحضرات التي تستخدم في الماكياج والعناية بالبشرة، وذلك لحماية كل من ترغب في المستقبل بالذهاب إلى المشغل بعدم استغلالها بل ولضمان تقديم أفضل الخدمات لها». السعد : 85 بالمائة من المشاغل متجاوبة .. وعقوبات رادعة للمتجاوزين من جانبه أوضح الدكتور خليفة السعد مسئول البيئة في أمانة المنطقة الشرقية أن الأمانة تقوم بجولات تفتيشية ورقابية كبيرة على المشاغل بشكل عام، وقد رصدت الكثير من التجاوزات الخاطئة في تلك المشاغل تمثلت في قيام بعض عاملات المشغل بإعداد خلطات مكونة من مواد كيميائية ومواد غير طبيعية تسبب الكثير من المشاكل الصحية لمرتادات المشغل، علاوة على عدم الاهتمام بالنظافة للأدوات المستخدمة في تزيين الفتيات وفرض أسعار مبالغ فيها على بعض عمليات التجميل وبشكل خيالي، وأضاف د.خليفة : «وقد تمت متابعة كل تلك التجاوزات من خلال القسم النسائي في الأمانة وتم اتخاذ الإجراءات الجزائية حيال تلك المشاغل»، وعن مدى الالتزام بشروط الأمانة فيما يخص تلك التجاوزات أضاف د.السعد : «في الآونة الأخيرة تم الالتزام بالضوابط التي أقرتها الأمانة في هذا الشأن من عدد كبير من المشاغل، وخاصة في منع القيام بصنع أي نوع من الخلطات داخل المشغل بأيدي العاملات والالتزام بنظافة المشغل بداية من الأدوات المستخدمة في عمليات التزيين، وعمليات التعقيم الواجب القيام بها بعد الانتهاء من استخدامها إلى نظافة أرضية المشغل والأجهزة المتواجدة فيه، كما أن الأمانة قامت بإلزام المشاغل بوضع لائحة بالأسعار أمام مرأى الجميع وذلك لضمان منع رفع الأسعار على المواطنات إلى حدود غير معقولة ؟! ، وقد لاحظت الأمانة تجاوبا ملموسا بواقع 85 بالمائة من المشاغل لكل الشروط المفروضة عليها، وفي المقابل هناك عقوبات مالية رادعة لكل من يخالف تلك الشروط بغير وجه حق».