«عصابة نسائية تهدد المتسوقات بالخبر، عصابة نواعم تثير الذعر، «لقيطة» تركتها امرأتان بالمستشفى، سيدة تكشف عصابة تفكيك السيارات بجوالها، عصابة لسرقة صور البنات بالقطيف، توقيف متسول ارتدى زيا نسائيا للتمويه»... هذه نماذج من عناوين عديدة حملتها جريدة «اليوم» على مدار الفترة الماضية تكشف عددا من الجرائم ليس بالقليل خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 6 أسابيع، كانت المرأة طرفا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد تكون أحيانا هي الجانية أو قد يتخذها البعض ستارا لارتكاب الجرائم عبر التنكر في زيها، وفي كثير من الأحيان قد تكون هي الضحية ، وفي بعض الوقت قد تساهم بكشف الجرائم. ولكن ما الجديد في الأمر، فالجرائم النسائية موجودة في المجتمع منذ فترة، ولكني أقول: إنه على مدار الفترة الماضية اعتدنا أن تطالعنا الصحف عن جريمة قد تكون ارتكبتها امرأة، ولكن كان دائما الأمر بشكل فردي وعلى فترات متباعدة وغالبا ما كانت الجريمة ذات بعد اجتماعي أو نفسي ، ولكن أن تزداد هذه الجرائم في مدى زمني قصير وأن تختلف نوعيتها وأن تنشأ تشكيلات عصابية نسائية فالأمر يحتاج منا وقفة، ويتطلب مني أن أضم صوتي لأصوات سبق أن تعالت للمطالبة بإنشاء «شرطة نسائية»، فقد آن الأوان لنفكر في ذلك المطلب بشكل جدي، مستندين على دراسات صدرت في وقت سابق من مركز الدراسات والبحوث بجامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية، ومستفيدين من تجارب دول مجاورة سبق أن طبقت تجربة الشرطة النسائية. اعتدنا أن تطالعنا الصحف عن جريمة قد تكون ارتكبتها امرأة، ولكن كان دائما الأمر بشكل فردي وعلى فترات متباعدة وغالبا ما كانت الجريمة ذات بعد اجتماعي أو نفسي ، ولكن أن تزداد هذه الجرائم في مدى زمني قصير وأن تختلف نوعيتها وأن تنشأ تشكيلات عصابية نسائية فالأمر يحتاج منا وقفة.أعلم جيدا أن البعض قد يتحفظ على تلك الفكرة وأتفهم أيضا لو أن البعض رفض الفكرة شكلا وموضوعا، ولكنني أجزم أننا لو فكرنا قليلا وتدبرنا كثيرا في المستجدات التي أصبحت تطرأ على حياتنا ولا سيما على الصعيد الأمني لغيرنا مواقفنا، فكم من مرة هرب فيها مطلوبون أمنيا في أزياء نسائية، وكم من مرة استغلت العمالة الوافدة تلك الأزياء في ارتكاب جرائم غريبة على مجتمعنا، وكم من مرة تمنى فيها أفراد الشرطة – لو كانت هناك من تعاونهن من النساء- إذا استلزم الأمر اقتحاما مفاجئا لمكان معين يختص بالنساء، وكم من مرة تم فيها تعنيف امرأة وتمنت لو أن هناك شرطية تستمع لشكواها وتتفهم ألمها وتتحقق من صدق حديثها. وحتى لا تختلط الأوراق وتتبعثر الأفكار ويتجدد الرفض، أنا لا أطالب باستنساخ فكرة «الشرطة النسائية» الموجودة في الدول القريبة أو البعيدة، ولا أدعو إلى إنشاء أقسام شرطة نسائية تكون فيها المرأة ندا للرجل، ولكن دعونا نأخذ من كل التجارب ما يناسب ظروفنا الأمنية وما يتفق مع ضوابطنا الشرعية وما يتناسب مع عاداتنا الاجتماعية، على أن نستند في ذلك على دراسات أمنية وآراء فقهية وأبعاد اجتماعية تستهدف في النهاية تحقيق الأمن والأمان في بلادنا.. فقط وضعوا الفكرة على طاولة البحث الجدي لنصل إلى صيغة تناسبنا بدلا من الرفض المطلق للفكرة.