تعهد المرشح الرئاسي الفرنسي فرانسوا هولاند في رسالة غير مباشرة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن باريس ستغير سياستها الأوروبية حال فوزه أمام منافسه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال هولاند في تصريح لقناة «تي اف1» الفرنسية مساء الثلاثاء: «لقد اختارت (ميركل)، لقد قادت أوروبا مع نيكولا ساركوزي، ولقد رأينا النتيجة!». يشار إلى أن هولاند تقدم على ساركوزي، بفارق طفيف في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، ولاتخفي المستشارة الالمانية دعمها الصريح لساركوزي الذي يتمتع بعلاقة سياسية طيبة معها. وأضاف هولاند:»في حال فوزي، سيكون هناك تغير في توجه أوروبا». وأكد المرشح الاشتراكي أنه سيضع حدا للتجارة الحرة غير المحدودة ولإجراءات التقشف الكبيرة مضيفا: «فيما يتعلق بالموازنة فأنا مع الجدية، أنا مع إصلاح الموازنة العامة» غير أنه أضاف:»نعم للجدية في قضايا الموازنة، ولا للتقشف مدى الحياة». وكرر هولاند مطالبته للاتحاد الأوروبي بالمزيد من الانضباط في الموازنة وذلك بعد تفاوض جديد بشأن الميثاق المالي الأوروبي. و تجرى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين ساركوزي وهولاند في السادس من مايو المقبل. واظهرت استطلاعات الرأي ان اعداد الناخبين من معسكر الجبهة الوطنية الذين قد يقفون وراء ساركوزي المحافظ اقل من الذين ساندوه في انتخابات الإعادة في عام 2007 وانه بميله أكثر الى اليمين معرض فيما يتعلق بسياسات المهاجرين والتعامل مع اوروبا مهدد بفقد المزيد من أصوات الوسطيين. *رفض الاتفاق مع اليمين المتطرف من ناحية ثانية اكد الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي أمس الاربعاء أنه «لن يعقد اي اتفاق» مع اليمين المتطرف تمهيدا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة في فرنسا ،وأنه «لن يكون هناك وزراء» من الجبهة الوطنية في حكومته المقبلة اذا أعيد انتخابه رئيسا في السادس من مايو. وقال ساركوزي لاذاعة فرانس اينفو: «لن يكون هناك اتفاق مع الجبهة الوطنية ولا وزراء لكن عليّ ان آخذ في الاعتبار التصويت لا ان أتجاهل ذلك». واضاف/: إن «ال 18 بالمئة الذين صوتوا (لمارين لوبن رئيسة الجبهة الوطنية) ليسوا ملكا لها لكن من واجبي التوجه اليهم»، مكررا رفضه «تشويه صورة الناخبين الذين صوتوا لمرشحة الجبهة الوطنية». من جهته، قال فرنسوا هولاند لقناة فرانس-2 :إن هناك «الكثير من الالتباس» في موقف الحزب الرئاسي الاتحاد من اجل حركة شعبية في حال تنافس مع الجبهة الوطنية في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في العاشر والسابع عشر من يونيو. وعبّر المرشح الاشتراكي والأوفر حظا للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية ان خصمه نيكولا ساركوزي يحاول «جذب» حتى «قادة اليمين المتطرف». وردا على سؤال عما سيفعله اذا جرت المنافسة بين الجبهة الوطنية والاتحاد من اجل حركة شعبية في الانتخابات التشريعية، ذكر هولاند بأنه «لم يتردد يوما وشهدنا هذا الوضع في 2002» عندما صوت اليسار لجاك شيراك لقطع الطريق على جان ماري لوبن في الاقتراع الرئاسي. وقال هولاند الذي كان السكرتير الأول للحزب الاشتراكي حينذاك «دعوت الى التصويت لشيراك. لم اقل ضد اليمين المتطرف بل قلت لمصلحة جاك شيراك». واظهرت استطلاعات الرأي أن أعداد الناخبين من معسكر الجبهة الوطنية الذين قد يقفون وراء ساركوزي المحافظ اقل من الذين ساندوه في انتخابات الإعادة في عام 2007 وانه بميله أكثر الى اليمين معرض فيما يتعلق بسياسات المهاجرين والتعامل مع اوروبا مهدد بفقد المزيد من أصوات الوسطيين.