مر الأسبوع الثالث على تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة اللبنانية. وبدأ الثلاثاء الزخم الفعلي لتشكيل الحكومة، وإذا ما نجح الرئيس المكلف بتفكيك كل الألغام التي تعترض طريقه، فقد يكون للبنان حكومته خلال ايام, وإذا ما تعثرت الحلول، فستتأخر حتى نهاية الأسبوع المقبل، لاسيما وان الرئيس سليمان سيغادر إلى روما السبت ومن ثم يزور الكويت للمشاركة في احتفال لمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس واستقلال الكويت. ميقاتي مشاركا في اجتماع مجلس الفتوى-epa الدور المحوري وتردد أن المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل لعب دورا محوريا في الساعات الأخيرة، على صعيد تذليل العثرات وهو تواصل مع العماد عون والوزير جبران باسيل أكثر من مرة، قبل أن يتوجه باسيل الى فردان للقاء الرئيس المكلف وأكدت أوساط متابعة أن الجو ايجابي بين الجانبين لكن لا شيء نهائيا حتى الآن. وكان تكتل التغيير والإصلاح قد فتح جبهتين معاً على خط تأليف الحكومة. إذ طالب بمعظم الحصة المسيحية له ولحليفيه سليمان فرنجية والطاشناق في الصيغة المطروحة، معتمداً على مبدأ نسبية تمثيل الكتل النيابية. كما أصر على ما اعتبره حقه في الحصول على حقيبة سيادية وتحديداً وزارة الداخلية، طالما أن الحديث عن وزارة المالية شبه محرم لأنها معقودة للرئيس المكلف (ومن خلاله الى محمد الصفدي)، معترضاً على حصول رئيس الجمهورية على حصة وزارية كما هو الحال في الحكومة الأخيرة. رغم إصرار تكتل التغيير والإصلاح على الحصول على حقيبة الداخلية إلا أن بعض المراقبين يؤكدون أن عون لن يقف عقبة أمام بقاء الوزير زياد بارود على رأس وزارته الحالية، إذ ما عرضت عليه وزارة سيادية.الوزارات السيادية خلال الأيام القليلة الماضية، وبالرغم من إصرار تكتل التغيير والإصلاح على الحصول على حقيبة وزارة الداخلية إلا أن بعض المراقبين يؤكدون أن عون لن يقف عقبة أمام بقاء الوزير زياد بارود على رأس وزارته الحالية، إذ ما عرضت عليه وزارة سيادية أخرى، وإن كان البديل الأنسب بالنسبة له هو حقيبة المالية. وفيما تبدو أوساط التيار حاسمة في الحصول على حقيبة العدلية، وبعدما تقدم اسم شكيب قرطباوي (ماروني) المقبول من الجميع، يفضل بعض نواب التيار (...) أن يكون على رأس الوزارة اسم قادر على مواجهة تداعيات القرار الاتهامي مباشرة كسليم جريصاتي (كاثوليكي). كما أن تكتل التغيير والإصلاح المؤلف من التيار الوطني الحر، كتلة النائب سليمان فرنجية وكتلة حزب الطاشناق يصر على المحافظة على حقائب الاتصالات، الطاقة، الصناعة، وإذ تعذر المحافظة على السياحة إذا ما أعطيت للنائب نقولا فتوش، فإنه يرغب باستبدالها بوزارة الاقتصاد . أسماء وفيما يبدو أن التيار الوطني الحر ليس بوارد التخلي عن أي من وزرائه الحاليين، بالرغم من وجود رغبة عند بعض أقطاب التيار باستبدال الوزير فادي عبود «بوزير أكثر حسماً»، كما يقول أحد نواب التيار يتم التداول أيضاً بأسماء سليم عون (ماروني)، زياد عبس (أرثوذوكسي)، آلان عون (ماروني)، نقولا صحناوي (كاثوليكي) وابراهيم كنعان (إذا ما استطاع التيار الحصول على حقيبة المالية وهو خيار صار صعبا للغاية ان لم يكن مستحيلا). كما يطالب التيار بوزارات الثقافة أو الشؤون الاجتماعية والبيئة، بالإضافة إلى نيابة رئيس الحكومة التي ستذهب على الأرجح للوزير السابق فايز غصن (أرثوذكسي)، الذي رشحه الوزير سليمان فرنجية، الذي سبق وأعلن الاسمين اللذين يرشحهما لتمثيله في الوزارة الثلاثينية (النائب الماروني سليم كرم والأرثوذكسي غصن)، إلا اذا نجح ميقاتي في تعديل خياراته. قطع الطريق وفيما يصر التيار على طرح اسم النائب السابق سليم عون (ماروني من زحلة)، برز اعتراض من قبل الوزير السابق ايلي سكاف، الذي يسعى لتمثيل زحلة، معتمداً على قوة الدفع بالانتخابات البلدية الأخيرة، . بري ويبدو أن الرئيس بري لا يزال متمسكاً بوزارتي الخارجية والصحة، فيما لم تحسم بعد ما إذا كانت حقيبة الشباب والرياضة ستبقى من حصته أم لا، في ظل عاملين أولهما رغبته في استبدالها بحقيبة خدماتية، وثانيهما إصراره على تسهيل عمل الرئيس المكلف. وإذا كان الوزير محمد جواد خليفة يبقى الأوفر حظاً للاستمرار في منصبه على رأس وزارة الصحة، فإن وزير الخارجية المقبل لا تزال هويته مجهولة، بالرغم من التداول في عدة أسماء يبقى أبرزها السفير جهاد مرتضى. وفيما يتفوق حزب الله على حليفه بالتكتم على أسماء مرشحيه، إلا انه يرجح وجود توجه أولي لديه بعدم تسمية أي حزبي، مفضلاً أن يمثل بشخصيات شيعية مستقلة لديها موقف واضح لناحية حماية المقاومة. وعند السنة، لم يحصل أي تعديل على الأسماء المتداولة،