أتاح قرار أقطاب المعارضة ليل أول من أمس «السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقاً للقواعد التي اتفق عليها في حصيلة المفاوضات التي جرت»، استئناف التواصل بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون أمس. وأوفد عون الوزير جبران باسيل الى الحريري لاطلاعه على قرار قادة المعارضة القبول بعرضه الأخير في ما يخص الحقائب التي ستسند للوزراء الخمسة لعون والوزراء الخمسة لحركة «أمل» و «حزب الله». وفيما ترجح مصادر في «التيار الوطني» أن يلتقي الحريري وعون خلال الساعات المقبلة، ذكرت مصادر واسعة الاطلاع أن عون كان استمهل حلفاءه في المعارضة خلال اجتماعه معهم أول من أمس، بضيافة الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله وحضور رئيس البرلمان نبيه بري والنائب سليمان فرنجية ومعاونيهم، أنه يحتاج الى المزيد من التشاور خلال 24 ساعة مع قيادة «التيار الوطني» والحلفاء لتحديد أسماء الوزراء الذين ستوكل إليهم الحقائب التي تضمنها عرض الحريري. وأشارت المصادر الى أن الاسم الوحيد المحسوم من وزراء تكتل عون هو اسم الوزير باسيل، الذي ترددت معلومات أنه أبلغ الحريري حين التقاه ظهر أمس أن عون سيبلغ الأسماء النهائية الاثنين على أبعد تقدير، فيما لم تستبعد مصادر قيادية في المعارضة أن يبلغ الحريري هذه الأسماء اليوم. وإذ وصفت مصادر قريبة من الحريري اجتماعه مع باسيل أمس بأنه «إيجابي جداً»، علمت «الحياة» أن الرئيس المكلف تداول مع باسيل في إيجابيات التوصل الى الاتفاق على قيام الحكومة الوطنية وفي الحقيبة التي سيتولاها باسيل كونها مهمة أي الطاقة، مؤكداً له أنه «يريد له النجاح فيها (نظراً الى التحدي الذي يمثله توليها في معالجة أزمة الكهرباء المزمنة في البلاد) وأنه سيسانده كي ينجح». وبينما ذهب بعض الأوساط الى توقع إعلان الحكومة غداً الاثنين فإن مصادر في المعارضة قالت ل «الحياة» أنها لا تستبعد إمكان حصول ذلك اليوم أي أن يبلغ عون أسماء وزرائه الى الحريري اليوم قبل الغد. وذكرت أنه إذا تأخر التأليف حتى الاثنين فلربما جاء ذلك حرصاً من عون على تبديد الأجواء التي أوحت بأنه وافق على حصته بعد زيارة باسيل سورية. وفي انتظار ما ستحمله اتصالات اليوم الأحد، لحسم توقيت صدور مراسيم التأليف، فإن ما تجمع لدى «الحياة» عن أسماء الوزراء والحقائب يفيد بالآتي: - حصة رئيس الجمهورية (5 وزراء): إلياس المر للدفاع ونائباً لرئيس الحكومة، وسمير مقبل (عن الأرثوذكس)، زياد بارود للداخلية عن الموارنة، عدنان السيد حسين وزير دولة عن الشيعة وعدنان القصار وزير دولة عن السنّة. - حصة «أمل» و «حزب الله» (5 وزراء شيعة): الدكتور علي الشامي للخارجية، الدكتور محمد جواد خليفة للصحة، والدكتور علي حسين العبدالله للشباب والرياضة وجميعهم من «أمل»، فيما ينتظر أن يمثل «حزب الله» محمد فنيش للتنمية الإدارية وحسين الحاج حسن للزراعة. - حصة «تكتل التغيير والإصلاح»: جبران باسيل للطاقة وفادي عبود أو بيار رفول للصناعة (وهما مارونيان) وإدغار معلوف أو سيزار خليل للاتصالات (كاثوليك). وأبلغ حزب الطاشناق العماد عون مساء أمس اسم الوزير الأرمني الذي سيمثله وهو بقي طي الكتمان ليتولى السياحة أو الصناعة، فيما سيمثل تيار «المردة» الذي يتزعمه النائب فرنجية يوسف سعادة من قيادة التيار وهو من الطائفة المارونية وسيتولى وزارة دولة. - حصة تيار «المستقبل»: إضافة الى الحريري ستتولى ريا الحفار الحسن حقيبة المال، إضافة الى وزير من التيار لحقيبة التربية لم يعرف اسمه حتى الآن وسيسميه الحريري في اللحظة الأخيرة. والثلاثة من الطائفة السنية. ويتوقع تسمية ميشال فرعون لحقيبة الإعلام أو وزير دولة (كاثوليكي) وجان أوغاسبيان (الوزير الأرمني الثاني) وهما من حلفاء تيار «المستقبل». - حصة «القوات اللبنانية»: سليم وردة وزير دولة (كاثوليكي) وعماد واكيم للعمل أو الشؤون الاجتماعية (أرثوذكسي). - حصة الكتائب: نائب رئيس الحزب سليم الصايغ، للعمل أو الشؤون الاجتماعية. - حصة اللقاء النيابي الديموقراطي: غازي العريضي للأشغال، أكرم شهيب للمهجرين ووائل أبو فاعور وزير دولة لشؤون البرلمان. والثلاثة من الطائفة الدرزية. - حصة المستقلين الحلفاء للأكثرية: طارق متري للإعلام أو وزير دولة عن الأرثوذكس، بطرس حرب للعدل (ماروني) تمام سلام للثقافة ومحمد الصفدي للاقتصاد (والاثنان عن السنة). ونقلت معلومات صحافية عن زوار رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس أن حكومة الوحدة الوطنية ستبصر النور في خلال 48 ساعة على قاعدة ال «15+10+5» المتوافق عليها، ونقلوا عنه أن الحكومة وللمرة الأولى هي نتاج لبناني وأن الوقت الذي استلزمه تشكيلها لم يذهب سدى لا بل كان مهماً جداً لجهة إعادة اللحمة بين اللبنانيين وبناء الثقة المفقودة.