قال حزب الزعيمة المؤيدة للديمقراطية في ميانمار والحائزة على جائزة نوبل للسلام اونغ سان سو كي التي انتخبت حديثا في البرلمان: إنها ستسافر خارج البلاد للمرة الأولى منذ 24 عاما بعد قبولها دعوة لزيارة النرويج وبريطانيا في يونيو . ويكلل سفرها إلى الخارج شهورا من التغيير الجذري في ميانمار بما في ذلك انتخابات تكميلية في أول ابريل جعلتها تفوز بمقعد في البرلمان المنتخب منذ عام وذلك بعد نحو 50 عاما من الحكم العسكري الصارم. وقال نيان وين المتحدث باسم الرابطة القومية من أجل الديمقراطية: إن رحلتها ستشمل زيارة إلى مدينة أوكسفورد البريطانية حيث التحقت بالجامعة في السبعينات. وقال نيان وين /لكني لا أعلم بعد التاريخ المحدد/ مضيفا أنه لا يعلم أي بلد ستزوره أولا. وكانت قد أشارت سابقا إلى أنه سيكون النرويج. واحتجزت سو كي /66 عاما/ للمرة الأولى عام 1989 وأمضت 15 عاما من السنوات الإحدى والعشرين التالية رهن الاحتجاز الى حين الإفراج عنها من الاقامة الجبرية في المنزل في نوفمبر 2010 ورفضت مغادرة البلاد خلال الفترات القصيرة التي لم تكن السلطات تحتجزها خلالها خشية احتمال عدم السماح لها بالعودة. وفازت في الانتخابات التكميلية التي أجريت الشهر الجاري بمقعد من بين 43 مقعدا حصل عليها الحزب بعد سلسلة من الاصلاحات خلال عهد الرئيس ثين سين وهو جنرال سابق بما في ذلك الإفراج عن السجناء السياسيين والمزيد من الحرية للإعلام وإجراء حوار مع الميليشيات العرقية وتوحيد سعر الصرف الذي ينظر له على أنه عنصر حيوي في إصلاح الاقتصاد. ووجهت دعوة إلى سو كي لزيارة بريطانيا عندما التقت برئيس الوزراء ديفيد كاميرون في يانجون يوم الجمعة. وقالت سو كي انذاك: ان مجرد تفكيرها في العرض بدلا من رفضه على الفور يظهر /التقدم الكبير/ الذي تحقق في ميانمار. ومضت تقول: /قبل عامين لم أكن لأقول شكرا على الدعوة.. بل آسفة./ وكان من ملامح إصرار سو كي المستمر على تحدي المجلس العسكري الحاكم رفضها منذ زمن طويل مغادرة ميانمار. وكان المجلس العسكري قد عرض عليها إنهاء الإقامة الجبرية في المنزل لتكون مع زوجها الراحل مايكل اريس الذي توفي بالسرطان في بريطانيا عام 1999.وعرضت قصتهما في فيلم /السيدة/ وهو الاسم الذي تشتهر به سو كي في بلادها- أواخر العام الماضي وقامت الممثلة الماليزية ميشيل يوه بدور سو كي. وزارت ميانمار ابنة بطل الاستقلال اونغ سان الذي اغتيل في ابريل عام 1988 لرعاية والدتها المحتضرة خين كي وهي سفيرة سابقة في الهند ونيبال. وحقق حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية الذي تنتمي له سو كي انتصارا ساحقا في انتخابات أجريت عام 1990 لجمعية صياغة الدستور لكن الجيش تجاهل النتائج مما أدى الى أزمة سياسية استمرت 20 عاما بين المجلس العسكري والمعارضة بقيادة سو كي.