أين الوفاء أيتها القلوب الصادقة ؟أين العطاء أين التضحية لماذا تهاوت وتوارت في البعيد ؟هل مللنا من الصدق والحب هل هذا نوع من التغيير ومواكبة التطور لا ادري .لذلك اعود واكرر نفس السؤال الذي دائما يتردد في اذني كثيرا أين الوفاء ؟أين الوفاء ونحن نجد ان الاخ يجهل قيمة الاخوة ولايدرك اهميتها الا بعد ان يفقد هذا الاخ . أين الوفاء ونحن نتصفح حياة زوجة ضحت واعطت وقدمت لزوجها السعادة وبذلت له كل ما لديها وبعد كفاح مرير وعطاء متواصل منها وهي لاتزال تشعر انها مقصرة ولم تقدم شيئا مع انها بذلت زهرة شبابها في خدمة وسعادة زوجها نجد بعد هذا كله يكافئها زوجها على كل ما قدمته بأن يقدم لها ورقة طلاقها ولأتفه الاسباب مع انها تحملت منه شتى انواع العذاب والحرمان .ولكنها صبرت وحافظت على اسرتها من الضياع .كتمت آهاتها وأحزانها في نفسها حتى لايهتز هذا الكيان الاسري وهذا العش الجميل الذي بنته وشيدته بحبها وبصبرها وبعطائها الكبير .كل ذلك لم يشفع لها في شيء لتجد نفس السؤال يصرخ في وجدانها وفي اعماقها وبحزن شديد قائلا أين الوفاء ؟نعم أين الوفاء لتبقى الاجابة حائرة وضائعة ليس لها وجود . هل مللنا من الصدق والحب هل هذا نوع من التغيير ومواكبة التطور لا أدري .هناك ام في البعيد توفي عنها زوجها مخلفا لها عدة ابناء تحملت هي وحدها تربيتهم رفضت ان تتزوج عاشت فقط من اجلهم كانت هي الام والاب والخادمة من اجل من يا ترى من اجل ابنائها لكي يعوضونها في المستقبل عن كل يوم قاسته في سبيل سعادتهم .حرمت نفسها من كل شيء اثرت السعادة لهم واكتفت بالحرمان والاحزان والسهر لتجعلهم ينعمون بالسعادة والامان .تمر السنون وعطاؤها لازال يتواصل وتضحياتها لازالت تقدمها لهم بدون ان تفكر في النتيجة التي جاءت عكسية عندما صدمت بابنائها فلقد كبروا ونسوا وتناسوا كل تلك التضحيات العظيمة .داسوا باقدامهم على قلب امهم .عقوق وعصيان وتمرد جعلها تعيش وحيدة بلا رفيق حرموها من الامان من الحب من التواصل ابتعدوا عنها التفتوا الى حياتهم الى سعادتهم منتهى الانانية .في ليلة مظلمة موحشة في غرفتها تقف امهم المسكينة امام صورة قديمة كانت تجمعهم جميعا ودموعها تتناثر على وجهها الذي شوهته التجاعيد وقسوة الزمن وعقوق الابناء ليصرخ في اذنها نفس السؤال وليجدد فيها كل الاحزان والآلام أين الوفاء؟نعم أين الوفاء ؟لتضيع الاجابة ايضا في عالمها الذي لم يعطها ربع ماقدمته في حياتها [email protected]