يبدو أن الشيخ عائض القرني (أخذ) عقالي من فوق رأسي دون أن أشعر من باب التناص. والتناص، إذا أذِن لي الدكتور عبدالله الغذامي، هو مفهوم يدل على وجود نص أصلي في مجال الأدب أو النقد على علاقة بنصوص أخرى، وأن هذه النصوص قد مارست تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على النص الأصلي في وقت ما. وأعتقد أن هذا ما حدث لعقالي وعقال شيخنا. وقد دبج الشيخ مقالة طويلة عريضة عن (عقاله) ومشروعية لبسه وتحرجِ بعض المشائخ ورجال الدين من ذلك، وخشيتهم من المجتمع لو وضعوا هذه الأداة التي تقدح في المروءة على رؤوسهم. وقد كشف لنا شيخنا ما يفترض أن نحتفي به وندق الطبول من أجله، ذلكم هو إزجاء الساعات والأيام والسنوات في نقاش حول مكروهية لبس العقال واقتراب من لا يلبسه من بلاط الشريعه وابتعاد من يلبسه عن هذا البلاط، الذي يتنافس عليه المتنافسون. ولكم أن تتخيلوا على شاكلة قضية (العقال) الشرعية كل القضايا الأخرى التي ترقى إلى مستوى هموم الأمة والمجتمع. وقد ذكر الشيخ أمثلة منها مثل الغترة الحمراء والبيضاء والبنية والبشت والكبك وأنواع الملبوسات التي يعج بها السوق.!! وإذا كان قومنا يصرفون هذه الأوقات والجهود والهموم على مشروعية ملابس الرجال ،فكم يا ترى صرفوا من الوقت على مشروعية ملابس النساء وزينتهن وحليهن ما ظهر منها وما بطن؟ وكم أوغلوا في تفسير وتفنيد ما يؤكل ويشرب ويركب ويحفر ويدفن..الخ؟ أظن أننا من اليوم وصاعدا سنعيش عصر العقال، حيث لم نعد، كما لم نكن، نهتم بعصورنا الزاهرة السابقة: عصور العلم والإبداع والفتوحات. يكفي أن تلبس عقالا لتحسب على العصر الحديث. وإذا لبست غترة بيضاء فإنك مرشح للصعود إلى القمر في الرحلة القادمة لناسا. @maoaziz1964/تويتر