كشف القائمون على ملتقى التوظيف لذوي الاحتياجات الخاصة الذي نظّمه فريق نماء الدرر لدعم ذوي الإعاقة التابع للجمعية الخيرية للعمل التطوعي بمركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) للمرة الأولى على مستوى المنطقة الشرقية عن توظيف 80 معوقاً في الملتقى الذي اختتم أمس الاول والذي عرض فيه أكثر من 900 وظيفة من قبل30 شركة. وقال نجيب الزامل عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للعمل التطوعي في حفل افتتاح الملتقى الثلاثاء الماضي أن "قائدات هذا الفريق التطوعي أثبتن أنهن أنضج من أي فتيات على المستوى العالمي, بل قمن بعمل لم تقمه جهات حكومية". مشيراً إلى أن المؤسسات المجتمعية يجب أن تكبر وتساند الجانب الحكومي الذي لا يمكن أن يقوم بالدور كاملاً لتعقيدات الأنظمة ولن يتمكن من الإبداع في توفير الخدمات اللازمة ل 24 مليون شخص, مضيفاً بقوله إن "جناح المؤسسات المجتمعية هي التي يجب أن تعمل وتبدع أكثر من جناح المؤسسات الحكومية, لأنه متى ما قام المجتمع بخدمة نفسه بنفسه تحت تعليمات وتوجيهات الحكومة فبلا شك سنرى الإبداع والتميُّز كما نراه في بلدان العالم المتقدمة". فئة المعوقين كل ما يريدونه هو إعطاؤهم فرصة وظيفية مستحقة تحقق لهم الحياة الكريمة حسب مؤهلاتهم وقدراتهم وإفساح المجال لكي يبدعوا بتوفير الخدمات المطلوبة لهم.داعياً الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة إلى الاستثمار في فئة المعاقين "الذين استطاعوا أن يبدعوا ويتميَّزوا في عملهم ووصلوا إلى المجالات الصناعية والبترولية وساهموا في التنمية, فهناك نماذج ناجحة في وطننا واستطاعت أن تتحدّى وتصمد أمام المعوقات التي واجهتها من المجتمع وغيره, فضلاً عن باقي الناجحين في بعض دول العالم, ولكن كل ما يريدونه هو إعطاؤهم فرصة وظيفية مستحقة تحقق لهم الحياة الكريمة حسب مؤهلاتهم وقدراتهم وإفساح المجال لكي يبدعوا بتوفير الخدمات المطلوبة لهم". وانتقد الزامل نقص الخدمات المقدمة للمعاقين, "إذ أن البنية التحتية بالمملكة لا تعد متأخرة بل لم تبدأ حتى الآن ولم تبدأ بالشكل الصحيح والمطلوب, ولم نر أي تحرك جاد في هذا الشأن, محذراً من أنه إذا لم يتم توفير الخدمات والبنية التحتية فإن المجتمع هو الخاسر لإبداعات ومساهمات المعاقين". من جانبه ذكر وائل العقيل مدير المسؤولية الاجتماعية بإحدى الشركات الراعية للملتقى بأن الشركة قامت بتأسيس وحدة متخصصة تحت مسمى (وحدة خدمة المجتمع) للإسهام في خدمة المجتمع من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية التي تقوم بدور فاعل في خدمة أبناء وبنات الوطن. مبيناً أن الشركة قررت تخصيص نسبة واحد بالمائة من أرباحها السنوية لدعم برامج المسؤولية الاجتماعية وهو ما أسهم في مضاعفة أرباح الشركة خلال السنوات الماضية. وأشار العقيل إلى أن "الشركة قدمت ولا زالت تقدِّم للمعاقين دعمها المادي والمعنوي, ومنها لا على الحصر دعم برنامج تدريب وتأهيل الفتيات المعاقات للانخراط في سوق العمل واللاتي تم توظيفهن قبل إكمال الدورة ولله الحمد". وفي فقرات الحفل قدَّم الشاب المعوق عبدالله العبدالكريم تجربة نجاح وتحد للإعاقة, مستعرضاً الإنجازات التي حققها في شركة أرامكو السعودية, والذي قوبل بالإعجاب والتصفيق من الحضور الكبير, حيث أشار إلى أن من أسباب نجاحه وتفوقه بالعمل كان يعود لأسباب كثيرة منها توفير الفرصة الوظيفية المستحقة بناء على الخبرات والمؤهلات الأكاديمية ومنح دورات تطويرية والمشاركة في مشاريع الشركة المتعلقة بالتخصص وتذليل العقبات وإعداد السياسات والإجراءات المتعلقة بتوظيف ذوي الإعاقة. كما تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن فريق نماء الدرر التطوعي, سلط الضوء فيه على إنجازات الفريق التي تم تحقيقها بمساندة ذوي الإعاقة منذ تأسيس الفريق. كما شهد الحفل ندوة (دور الإعلام الجديد في مناصرة قضايا الإعاقة) أدراها عبداللطيف الحارثي, بمشاركة أربعة من ذوي الإعاقة وهم: خالد الهاجري, فواز الدخيل, خالد الحدبان, محمد سعد, حيث قدم كل واحد منهم تجربته في الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية, وتحدثوا عن دور الإعلام الجديد في توعية المجتمع بقضايا الإعاقة, ودوره في فضح الممارسات السلبية تجاه ذوي الإعاقة, وكيفية استفادة ذوي الإعاقة من الإعلام الجديد في إيصال صوتهم ورسالتهم للمجتمع.