يعاني بعض المرضى من أمراض مزمنة قد تودي بحياتهم إلى الوفاة أو أنهم يبقوا تحت سجن الأجهزة طوال حياتهم، ومن بين تلك الأمراض مرضى القلب والفشل الكلوي ومرضى الكبد، .. معاناة مستمرة يقضيها أولئك المرضى بين العلاج والأجهزة نتيجة إصابتهم بذلك المرض، إضافة إلى مراجعتهم اليومية للمستشفيات التي تزيد التكاليف لتوفير المراكز والأجهزة والعلاج، كما يحتاج بعض هؤلاء المرضى إلى زراعة أعضاء، الأمر الذي تشكل لهم ندرة الأعضاء مشكلة حقيقية .. وبالتالي يدخل هؤلاء المرضى بمعاناتهم مع التبرع بين القبول والرفض دوامة كبيرة، فهناك الكثير من مجتمعنا يرفضون فكرة التبرع بالأعضاء جملة وتفصيلا، سواء عن أنفسهم بعد أن يكتب الله تعالى أجلهم .. أو حتى أن يتبرعوا بأعضاء فقيد لديهم، ومن هنا جاءت الحاجة إلى نشر وتكريس ثقافة التبرع بالأعضاء بين أفراد مجتمعنا الذين يتجهون إلى خارج الوطن لزراعة الأعضاء .. الأمر الذي يزيد خطورة وتعقيدا .. مزيدا من التفاصيل في متن هذه المادة : المركز السعودي في البداية يقوم المركز السعودي لزراعة الأعضاء بجهود كبيرة من أجل نشر ثقافة التبرع بالأعضاء وتوضيح أهمية التبرع بالأعضاء، وذلك من خلال المشاركة في المهرجانات والتواجد المستمر في المناسبات العالمية، بالإضافة إلى الزيارات المدرسية، كما نجح المركز بحسب المصدر في إدخال مفهوم ثقافة التبرع بالأعضاء في المناهج الجامعية، فضلا عن المشاركات السنوية في المناسبات الوطنية العامة مثل مهرجان الجنادرية ومشاركات إعلامية مع مختلف الهيئات ذات العلاقة بتوصيل رسالة التوعية والتثقيف للمركز، وكذلك التركيز على إبراز الدور الايجابي للتبرع بالأعضاء. دراسات حديثة جاء في آخر الدراسات الحديثة الخاصة بمجال التبرع بالأعضاء .. أنه يمكن التبرع من الأحياء بالكلى أو جزء من الكبد أو جزء من الرئة الذي أصبح متوفرا نظرا لتطور التقنيات العلمية، وأيضا يمكن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، فقد أكَّدت الدراسات والتجارب الطبية الحديثة أيضا إمكانية التبرع بالأعضاء بعد توقف القلب والتنفس، وما زالت الأبحاث مستمرة وجارية ومبشرة حول الاستفادة من تصنيع الأنسجة والخلايا .. وكذلك الأعضاء من أعضاء حيوانات التجارب، وهذا حسب ما ذكره مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء. ندرة تحدث أحد المواطنين 36 عاما، فضل عدم ذكر اسمه حول معاناته مع الفشل الكلوي، وذكر أنه أصيب بفشل كلوي ويحتاج لمتبرع بكلية لإنقاذ حياته، وذكر هذا المواطن أن مشكلته تكمن في عدم إيجاد متبرع داخل المملكة، إضافة إلى عدم تطابق الأعضاء، الأمر الذي جعله يبحث خارج المملكة لزراعة كلية، ويضيف :" أرسلت التقارير إلى ألمانيا والصين والهند، وجاءت التقارير من دولة الصين، وأجريت زراعة كلى كلفتني ما يقارب ال 400ألف ريال، حيث بقيت في المستشفى بدولة الصين 25 يوما، ثم عدت إلى السعودية، وبقيت في المجمع الطبي التابع لمدينة الملك فهد العسكرية ما يقارب شهرين تحت الملاحظة، وبعدها خرجت من المستشفى على أمل أن أمارس حياتي بشكلها الطبيعي من غير أي مضاعفات " مقارنة وفي سياق محور الموضوع يعاني المريض علي عبدالله 54عاما من مضاعفات حدثت في حياته بعد أن أجرى عملية زراعة جزء من الكبد في دولة الهند، وبعد العملية كان علي يمارس حياته بشكل طبيعي لمدة عامين، وبعدها بدأت تظهر عليه مضاعفات الزراعة، حيث أصيب بالعديد من الأمراض ومن ضمنها أصيب بجلطة في القلب، ومن الجانب الآخر فقد نشرت الجريدة حالة إنسانية هناك لطفلة اسمها نوره ذات 5 سنوات، وكانت نورة تعاني من فشل كلوي، وقد تفاعل المجتمع مع حالة نورة كثيرا حتى أن أحد أقاربها تبرع لها بكلية، وأجريت لها عملية الزراعة بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، وتمت العملية بنجاح، وبالمقارنة بين حالة علي وبين حالة نورة تظهر العديد من علامات الاستفهام التي تدور حول مستوى ثقافة التبرع بالأعضاء لدى أفراد المجتمع السعودي . ظاهرة عالمية مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض الدكتور فيصل شاهين تحدث حول محور الموضوع فقال :" في الحقيقة ظاهرة نقص التبرع بالأعضاء لمرضى الفشل العضوي وخاصة الكلى ظاهرة عالمية تعاني منها كل دول العالم ومنها دول أوروبا وأمريكا، فهي ليست مقتصرة على المملكة فقط، إذ توجد زيادة سنوية في عدد المرضى المحتاجين للأعضاء، وهي حتمية وفق المعدلات الزيادة السنوية لعدد السكان، وبالتالي ومن هذه المعادلة نخرج بأنه سوف تكون هناك حتما زيادة سنوية في عدد مرضى الفشل العضوي الذين ينتظرون الزراعة، لذلك يجب التأكيد على أهمية الاكتفاء الذاتي في زيادة التبرع بالأعضاء سواء من الأحياء والمتوفين دماغيا، كما أن فترة الانتظار للحصول على زراعة كلية تمتد من سنتين إلى 3سنوات، وهذا الوقت يتجاوز ثلاث سنوات وأكثر في أمريكا واليابان " في الخارج وأضاف د. فيصل :" هناك العديد من الحالات سافرت خارج المملكة أغلبها عاد بمشاكل صحية، مثل رفض الجسم للكلية المزروعة وفشل العملية جراحيا أو مناعيا أو إصابة المتلقي التهاب فيروسي، وذلك لأن أغلب هذه الزراعات يتم بغرض التجارة، وبطريقة غير أخلاقية، إذ تفتقر إلى أبسط الشروط الصحية، مما يؤثر على سلامة المريض المتلقي لزراعة عضو وكذلك المتبرع، وهذا لا ينفي نجاح بعض الحالات التي حصلت عليها نتائج إيجابية بعد زراعتها بالخارج " جهات خيرية من جهة أخرى ذكر الدكتور الشاهين أن هناك العديد من الجمعيات الخيرية ساهمت في خدمة التبرع بالأعضاء، وقال عنها :" هناك العديد من الجمعيات الخيرية خدمت التبرع بالأعضاء، ومنها جمعية " كلانا " والتي وفرت الرعاية الصحية للمرضى من غسيل كلوي وأدوية، بالإضافة إلى تحمل تكاليف زراعة الأعضاء لفئات معينة من المرضى، وأيضا هناك برنامج محمد و عبدالله السبيعي لتنشيط التبرع بالأعضاء على المستوى المحلي " إحصاءات كشف تقرير إحصائي للمركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض عن أعداد المتبرعين بالأعضاء من المواطنين وكذلك أعداد المرضى المحتاجين للأعضاء كما ونوعا، وأكد التقرير أن المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية بلغ عددهم 1537 متبرعا حتى نهاية عام 2011م، فيما كان عدد المحتاجين لزراعة الكلى في نفس البيان حوالي 3550 مريضا جاهزين لزراعة الكلى، وأكثر من 3000مريض تحت التحضير، ومن جانب آخر فقد تمت زراعة 563 كلية حتى نهاية عام 2011م 441 من متبرعين أحياء .. ومن 122من المتوفين دماغيا، كما بلغ عدد الكلى المزروعة منذ بداية البرنامج 7211 كلية، وحسب تقديرات التقرير بلغ عدد المرضى المحتاجين لزراعة الكبد 500 مريض سنويا، كما تمت زراعة 164كبدا حتى نهاية عام 2011م من 115 من متبرعين أحياء .. و 49 من المتوفين دماغيا، وبلغ عدد الكبد المزروعة منذ بداية البرنامج 1094 كبدا، وقد قدر عدد المرضى المحتاجين لزراعة القلب 300 مريض سنويا، وتمت زراعة 19 قلبا عام 2011م فيما بلغ عدد القلوب المزروعة منذ بداية البرنامج 206 قلوب، كما بينت الإحصاءات أن مجموع مرضى الديلزة الدموية بلغ عددهم 11900مريض، بينما تمت زراعة 12رئة حتى عام 2011م .