لقد أقيم في بلادنا عدد كبير من المنشآت والمرافق والمشاريع الضخمة التي نفذت بغرض ايجاد خدمات جيدة وميسرة للمواطن ولتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية متقدمة تخدم شرائح المجتمع المختلفة في أغلب المدن والقرى والهجر بالمملكة، ولا شك في أن جهود كبيرة وأموال طائلة أنفقت على هذه المنشآت والمشاريع. ولا يختلف اثنان على أن المرافق والمنشآت تحتاج إلى صيانة مباشرة ومستمرة منذ بداية تشغيلها لأن من الطبيعي أن تعطل أو تتلف بعض المواد أو الأجزاء التي تستخدم من الرواد أو المستفيدين من هذا المرفق، حيث لا يمكن لأي شيء أن يبقى دون صيانة أو إصلاح ليواكب المستوى الذي أنشئ من أجله، لكن الملاحظ لدينا في المملكة عدم وجود صيانة جيدة تنفذ بصورة دورية للمنشآت والمارفق العامة، بل جانب الاهمال وعدم المتابعة هو السائد في الغالب، السؤال : لماذا تهمل الصيانة؟ واين البرامج والميزانيات الحكومية المخصصة لمرحلة ما بعد البناء خصوصاً أن هناك نظاما عالميا ومهنيا يحدد مهام وطرق وتكاليف الصيانة السنوية لأي مرفق؟ لذا نحن لا نحتاج إلى اكتشاف شيء جديد بل اتباع وتطبيق ما هو موجود في الدول المتقدمة. لذا فإن مستخدم الطرق أو الحدائق العامة أو الكورنيش وغيرها من المرافق يلاحظ الأعطال والتلف والأهمال، بل حتى الأوساخ في المنشآت العامة، ومن الواضح للمواطن أن المشاريع الضخمة والجميلة التي أنفقت الدولة عليها جهدا ومالاً لتعميرها تتلف وتهمل بعد مضي سنوات قليلة من بداية تشغيلها ما ينتج عنه عدم استفادة واستخدام المواطن لهذه المنشآت وهو بطبيعة الحال يعتبر إهدارا للثروة الوطنية وتراجع في الخدمات المقدمة للمواطن، وكذك يعكس مظهرا غير حضاري لزائر المملكة خصوصاً عندما نقارن مستوى المرافق والمنشآت في دولة خليجية أخرى. والسؤال : لماذا تهمل الصيانة؟ واين البرامج والميزانيات الحكومية المخصصة لمرحلة ما بعد البناء (التشغيل)، خصوصاً أن هناك نظاما عالميا ومهنيا يحدد مهام وطرق وتكاليف الصيانة السنوية لأي مرفق؟ لذا نحن لا نحتاج إلى اكتشاف شيء جديد بل اتباع وتطبيق ما هو موجود في الدول المتقدمة التي لديها منشآت قديمة جداً لكنها جميلة وجيدة ويستفاد منها المواطن بأفضل صورة حتى الآن وبعض هذه المنشآت يزيد عمرها على مائة عام بحيث إنها أصبحت معلما للبلد، لذا فالأمر يتطلب إعادة النظر للاهتمام بالصيانة وتفعيل تطبيقها وإيجاد ميزانيات مالية مناسبة لذلك، وإلى الأمام يا بلادي.