تشكل رسوم الخدمات في المملكة نسبة كبيرة من دخل المواطن، خاصة دخول الطبقة الاجتماعية الوسطى، وهناك خدمات إجبارية لا خيار للمواطن عنها مثل رسوم المرور ورخصة القيادة ورسوم إمداد التيار الكهربائي للبناء الجديد ورسوم تراخيص البناء الجديد وغيرها من الخدمات. إن حاجة الطبقة الوسطى أساسية لخدمات الاستقدام مثل خدمات استقدام السائقين والخادمات التي تعد ترفاً للطبقة الاجتماعية العليا الغنية، بينما هي محاكاة وسوء إدارة للطبقة الدنيا التي بحاجة لمتطلبات أساسية قبل كل شيء آخر. إن رسوم تأشيرة الاستقدام مبالغ فيها، حيث تعتبر الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإذا كان الهدف من هذه الرسوم المرتفعة الحد من الاستقدام فإنها لم تحققه، حيث يعيش بيننا أكثر من 7 ملايين وافد أكثرهم خادمات المنازل وسائقو السيارات. إن تلاشي الطبقة الاجتماعية الوسطى غير مطمئن وخطير ولا يشير الى نضج التخطيط لحماية الطبقة الوسطى من تراجع نسبتها في المجتمع يسبب انخفاض دخول نسبة كبيرة منها لأسباب يعرفها المخططون والباحثون الاجتماعيون. إن أكثر الطبقات الاجتماعية حاجة لسائقي السيارات والخادمات هي الطبقة الوسطى التي تعتبر الطبقة الكادحة، بل تعد صمام الأمان الاقتصادي لأي مجتمع في العالم. اقتصادياً تقدم الطبقة الوسطى للمملكة نسبة كبيرة في اجمالي الناتج الوطني، حيث تعتمد عليها شركات البترول التي تنتج الطاقة، وكذلك الشركات البتروكيماوية والصناعية، وتقدم الطبقة الوسطى الكوادر المتعلمة التي تساهم في رفع مستوى العلم والثقافة لدى المواطنين ليساهموا في الارتقاء بالمملكة في مجالات عديدة أهمها التعليمية والصحية والأمنية. إن سوء فهم المخططين لتعريف الطبقات الاجتماعية جعل الطبقة الاجتماعية الكادحة في خطر كبير ومتزايد على مدى العقود الأربعة الأخيرة ما ساهم في تدني دخولها بشكل كبير وجعل نسبة كبيرة منها في مستوى الطبقة الدنيا ما يشكل خطراً كبيراً على الاقتصاد السعودي بسبب عدم التوازن السكاني في توزيع الطبقات الاجتماعية. إن تلاشي الطبقة الاجتماعية الوسطى غير مطمئن وخطير ولا يشير الى نضج التخطيط لحماية الطبقة الوسطى من تراجع نسبتها في المجتمع يسبب انخفاض دخول نسبة كبيرة منها لأسباب يعرفها المخططون والباحثون الاجتماعيون. ولقد أثبتت التجارب الدولية خطورة تراجع نسبة الطبقة الاجتماعية الوسطى في أي بلد في العالم. فقد كانت الفجوة الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية الفرنسية كبيرة ما أحدث خللاً كبيراً، بحيث زادت نسبة الطبقة الفقيرة على حساب الطبقة المتوسطة، وبالتالي حدث عدم التوازن بين الطبقة الوسطى والطبقات الاجتماعية الأخرى. وسيكون لخفض رسوم الخدمات الأثر الإيجابي في زيادة دخول الطبقة الوسطى التي تعد الحصن المنيع للاقتصاد السعودي، وتنظر الدول المتقدمة لنسبة ودخول الطبقة الوسطى، لأنها المؤشر الحقيقي للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ولا يمكن تجاهلها من حيث زيادة الأجور وخفض الرسوم عليها، فالاهتمام بها يدعم توازنها. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]