عندما يسعد المواطن في المنطقة الشرقية بزيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز فلأنه يدرك معنى ما تمثله هذه الزيارة من أهمية وما يحمله الأمير سلمان من أفكار خلاقة في مجالات عدة، أولها نجاحه في إدارة منطقة الرياض لما يزيد على الخمسين عاماً أوصلها إلى مراحل متقدمة، ثم توليه المنصب الجديد كوزير للدفاع وهو قرار من قيادتنا الرشيدة أسعد الجميع.. ثالثاً ذلك البعد الإنساني الرفيع الذي يتمتع به الأمير سلمان وهو عنصر «الوفاء» لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز «رحمة الله عليه». ولاشك أن سموه يرتبط بعلاقة قوية مع أبناء المنطقة ومواطنيها، وقد اعتادت من سموه أن يشاركها تطلعاتها وشجونها، وأن يشاركها طموحاتها وآمالها، خصوصا عبر زياراته للمنطقة في الأعياد والمناسبات والاحتفالات العامة. إلا أن زيارة سموه للمنطقة هذه المرة مختلفة. إنه يزور المنطقة، لكي يتفقد قواتنا المسلحة، ويطمئن إلى «جاهزيتها»، ويستعرض قدراتها وإمكاناتها ومواردها، ويعايش أفرادها من أبناء الوطن، ويتواصل معهم، حيث تحرص رموز قيادة هذا الوطن والأمير سلمان أحد رموز وطننا على التواصل المستمر مع أبناء الوطن ومختلف شرائحه وقواه الاجتماعية في كافة أرجاء الوطن. إن زيارة سمو الأمير سلمان لقواتنا المسلحة في المنطقة الشرقية تأكيد لاهتمام الوطن بدرعه الواقية، وحرصه على توفير كل عناصر القوة والقدرة والحسم لسيف الوطن، ممثلا في قواته المسلحة، وتمكينها من قطع أي يد يفكر صاحبها في الاعتداء على الوطن ومقدراته ومقدساته. من هنا، تصبح هذه الزيارة «رسالة» إلى محيطنا الإقليمي والدولي، تنطوي على طمأنة «الجميع» خاصة الأصدقاء بأن قوة المملكة في خدمة قضايا السلام والأمن الدوليين، وليست للاعتداء على أحد، إذ أن المملكة دولة سلام وأمن، تعمل لهما باستمرار، وهي لم تقم في تاريخها بالاعتداء على أحد من جيرانها، ولم تشارك يوما في عدوان، بل إنها وقفت دائما مع الضعفاء والمغلوبين، وناصرت قوى الحق، ودافعت عن حقوق المستضعفين، ضد قوى الاحتلال والقهر والعدوان، وأسرعت دائما إلى إغاثة المنكوبين والمتضررين من أعمال العنف والإرهاب، سواء مارسته دول أو مارسته جماعات، بل إن المملكة كانت دائما «أسرعَ» الدول في العالم كله إلى مساندة الشعوب والدول الساعية إلى الحصول على حقوقها، وناصرت حق الشعوب في إقرار مصيرها، كما سخرت إمكانات قواتها المسلحة للدفاع عن حقوق جيرانها المسلوبة، ووقفت ضد الاحتلال والغزو والعدوان، وسعت إلى تمكين الشعوب من حقوقها التاريخية. أهلا بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في «الشرقية»، متفقدا لقواتنا المسلحة، ومطمئنا أبناء الوطن إلى أن قواتنا المسلحة متيقظة متنبهة وواعية، يدها جاهزة دوما على «الزناد» لردع أي اعتداء، حامية لمكاسب شعبنا وإنجازاته التاريخية والحضارية.