تستنزف التغيرات المناخية التي تواجهها أجواء المملكة 50 بالمائة من وقود السفن التجارية وكشف خبراء في قطاع النقل البحري التجاري في البحر الأحمر والخليج العربي أنه عادة ترتفع معدلات استهلاك وقود في السفن التجارية التي تقصد الموانئ السعودية نتيجة التغيرات المناخية التي تواجه أجواء المملكة وارتفاع أمواج البحر وشدة الرياح التي تصل إلى أكثر من 35 عقدة في الساعة. وجدد محمد جزار عضو لجنة ملاك السفن التجارية في غرفة جدة مطالبات ملاك السفن بضرورة توفير الوقود الكافي لمواجهة التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة من سوء الأحوال الجوية في البحر. وأشار أن ملاك السفن التجارية يعملون دائما على رفع كميات كبيرة من الوقد الاحتياطي في السفن التي تمر بالمحطيات العالمية وأن تأخيرها في عرض البحر لأيام يؤدي إلى استنزاف 50 بالمائة من الوقود وتأخير وصولها في الوقت المحدد لوصولها للموانئ السعودية. وبين جزار بأنه دائما ما يلتزم قائدي السفن بتعليمات الموانئ التي تؤكد على وصول السفينة التجارية المحملة ببضائع تجارية بوصولها في الوقت المتوقع وصولها وليس المحدد حيث إن لدى الطائرات أجهزة خاصة للهبوط والتحكم في قيادتها أثناء وجود عوائق ترابية أما بالنسبة للسفن فليس هناك أي أجهزة خاصة للتحكم في قيادتها أثناء وجود ارتفاع في الموج وعوائق ترابية أقل من نصف كيلو. وأوضح جزار بأن النقل البحري عامل مساعد في تحسين ميزان المدفوعات لتلك الدول ومن فوائد توظيف العمالة الوطنية وتعمير المدن ذلك أن قيام المشاريع البحرية كإنشاء الموانئ مثلا أو أحواض البناء أو الشركات الملاحية من شأنها أن تؤدي بالضرورة إلى فتح المجالات للعمالة الوطنية وتعمير المدن التي تقع فيها تلك المشاريع و تكمن أهمية النقل البحري في المملكة كونها تتمتع بسواحل تمتد لمسافة تزيد على 1500 ميل بحري وأن ما يراوح بين 90- 95 في المائة من صادرات وواردات المملكة عن طريق البحر. وتابع حديثه جزار بأنه أدرك لهذه الحقيقة فقد أولت المملكة هذا القطاع الكثير من الرعاية والعناية حيث تناولته يد الدعم، فأنشأت الموانئ الحديثة وأقامت أحواض إصلاح السفن وتأسست تبعا لذلك الشركات والمؤسسات الملاحية، وتحديث الأسطول البحري التجاري، وذلك إيمانا منها بأهمية الدور الذي يلعبه هذا القطاع في الوفاء باحتياجات المملكة وإدراكا بأن الأسطول البحري التجاري يعتبر مساندا ومكملا للأسطول الحربي في السلم والحرب. يذكر أن عواصف ترابية تشهدها المملكة منذ يوم الأحد أدت إلى تعطل حركة دخول وخروج 20 سفينة تجارية قادمة ومغادرة ميناء جدة الإسلامي ويعمل ميناء جدة الإسلامي على وقف الحركة نهائيا حتى تحسن الأوضاع الملاحية البحرية وثم جدولة الرحلات تباعا للمتأخرة عن مغادرتها.