في وقت تسيل فيه دماء الأبرياء في سوريا على أيدي أجهزة النظام السوري وأدواته، أعلنت السلطات السعودية إغلاق سفارتها في سوريا وسحب الديبلوماسيون السعوديون من دمشق. لقد ترك هذا الإعلان أثراً إيجابياً في نفوس اللبنانيين على الصعيد الشعبي والرسمي الذين وصفواً هذه الخطوة ب»الهامة»، آملين أن «تحذو دول التعاون الخليجي حذوى السعودية ويتأخذوا قراراً بإغلاق سفاراتهم في سوريا». ونظراً إلى أهمية الخطوة السعودية بإتجاه ما يحصل على الأراضي السورية تحدثت «اليوم» إلى سياسيين وشباب لبنانيين حول موقف المملكة الأخير وأهمية إغلاق السفارة السعودية في دمشق على الصعيد العربي والدولي. رسمياًَ، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري «لقد استنفذت المملكة العربية السعودية كل الفرص الممكنة لإقناع النظام السوري للعدول عن جرائمه ولكن بعدما وصلت الأمور إلى مكان أصبحت فيه الجريمة هي الأسلوب الوحيد الذي يتبعه النظام وصلت المملكة إلى هذه الخطوة بعدما كانت بداية سحبت ديبلوماسيها وصولاً إلى إقفال السفار»، لافتاً إلى أنها «رسالة سياسية واضحة وعلى النظام السوري أن فهمها جيداً خصوصاً أن التسلسل المنطقي للأمور يجعل من هذه الخطوة مقدمة لخطوات ودول أخرى خصوصاً للدول الخليجية». وعلق على إمكانية حدوث ردة فعل سورية على خطوة المملكة، معتبراً أن «النظام السوري عودنا في سنة الثورة على القراءة السيئة للأمور لذلك التخبط الذي يعيش فيه النظام ربما لا يجعله قادراً على حسن القراءة». أما عضو الكتلة النائب سمير الجسر، فجزم أن «نظام الأسد سيكون له ردة فعل عكسية على هذا الإعلان»، لافتاً إلى «خطوة المملكة تنسجم مع قرارات جامعة الدولة العربية كما أنه تعبير عن غضب من المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري». وقال: «إنها خطوة غير مستغربة عن السلطات السعودية التي ترفض الظلم والإجرام». وتوقع أن «نشهد خطوات مماثلة من دول الخليج على صعيد إغلاق السفارات». ولفت عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش إلى أن «هذه الخطوة منتظرة ومنطقية وإن كان فيها بعض التأني حيث كان يجب أن تتخذ منذ وقت طويل»، موضحاً أن «المملكة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الإجرام والفظاعة التي يمارسها النظام السوري بحق شعب أعزل كل ما يريده الحرية والهرب من الإضطهاد والظلم في ظل حكم نظام البعث وعائلة الأسد». وقال: «بالنسبة إلى بشار الأسد فهو يخوض معركة حياة أو موت وهذا النوع من عقلية الطغاة لا يمكنه أن يدخل في تسويات تؤدي في النهاية لذهابه، كما أن المسألة المذهبية تعقد الأمور لأن جزء من الشعب السوري وهو أقلية يعتبر أنه محمي من الحكم الشمولي في وجه الأكثرية وهذا ما سيزيد الكارثة وقد يؤدي إلى حرب أهلية لأن بشار الأسد سيضحي بهذه المجموعات في سبيل بقائه في الحكم». شعبياً، «لم نرى إجراماً بهذه الوحشية من قبل، ونأمل أن تحدث خطة المملكة أي خطة بإتجاه وقف سفك الدماء»، بهذه الكلمات عبّر أحمد شاهين عن إستيائه مما يجري على الأراضي السورية. وقال: «يجب على الدولة اللبنانية بداية طرد سفير سوريا من لبنان وإغلاق سفارتها». واستنكر «سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانية بالشأن السوري حتى الآن». ولفتت فاطمة منصور إلى أنها كانت تنتظر هذه الخطوة منذ فترة خصوصاً بعدما نفذ النظام السوري عبر شبيحته العديد من الجرئام الفظيعة»، داعية كافة الدول العربية إلى «إغلاق سفاراتهم». وتمنت على الحكومة اللبنانية «طرد السفير السوري من لبنان كتعبيرٍ عن تضامنهم مع الشعب السوري الشقيق». وشدد ربيع الغوش على ضرورة أن «تقوم جميع الدول العربية والأجنبية بخطوة مماثلة لخطوة السعودية، نظراً إلى بلوغ الأمر ذروته لجهة الجرائم وحالات الإغتصاب التي تحصل». وأثنى على «خطوة المملكة السعودية»، قائلاً: «لم نشك يوماً بعروبة المملكة وبحملها لواء نصرة المظلومين والمسلمين». وكان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري قد أعلن أن «السعودية ستبدأ عملية إغاثة شاملة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا والأردن بالتعاون مع السلطات المحلية». ولفت إلى أن «الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وجّه باستطلاع أحوال اللاجئين السوريين وسد الثغرات في مجال الإغاثة بالتنسيق مع السلطات اللبنانية والتركية والأردنية، موضحا أن الهلال الأحمر السعودي سوف يتولى هذه المهمة». ويذكر أن السعودية كانت من أوائل الدول التي قررت سحب سفيرها من دمشق، وأمرت السفير السورى بمغادرة الرياض، إثر رفض النظام الحاكم في دمشق الاستجابة للنداءات المتكررة لوقف العنف ضد المدنيين. ووجهت الخارجية السعودية تحذيرات متعددة للمواطنين بعدم السفر إلى سوريا ولرعاياها الموجودين في سوريا بمغادرتها.