باريس - ا ف ب - ربط المحققون الفرنسيون المختصون في مكافحة الارهاب ما بين حادث اطلاق النار امام مدرسة يهودية اليوم الاثنين وبين هجومين دمويين اخرين ضد جنود في نفس المنطقة الاسبوع الماضي مما يثير مخاوف من ان سفاحا هو منفذ هذه الهجمات. ويرى سياسيون ومسؤولون قضائيون تشابها بين حادث اطلاق النار على المدرسة اليهودية في تولوز والذي قتل فيه اربعة اشخاص، ومقتل جندي في نفس المدينة في 11 اذار/مارس الماضي، وحادث اطلاق نار اخر بعده باربعة ايام اطلق فيه مسلح النار على اربعة جنود قتل منهم ثلاثة في مدينة مونتوبان على بعد 46 كلم من تولوز. ونفذ الهجمات الثلاث شخص يركب دراجة قوية داكنة اليوم باستخدام سلاح من عيار 11,43 ملم، وصفه شهود عيان بانه يطلق النار على ضحاياه من مسافة قريبة باعصاب باردة. وفي موتوبان وصف شهود عيان كيف ان القاتل قام بتحريك جريح حاول الزحف بعيدا واطلق عليه ثلاث رصاصات اخرى قبل ان يعود الى دراجته ويفر من المكان. وكان الضحية الاول، وهو ضابط عمره 30 عاما، يرتدي ملابس مدنية عندما قتله مسلح في احد شوارع تولوز قبل ثمانية ايام. اما في هجوم اليوم الاثنين، فقد اطلق راكب الدراجة النار امام المدرسة اليهودية بسلاح من عيار 9 ملم. وبعد ذلك اخرج سلاحا ثانيا هو مسدس من عيار 11,43 ملم يشبه الذي استخدم في الهجمات السابقة وطارد الاطفال الى داخل المدرسة وواصل اطلاق النار. وجميع ضحايا الهجمات هم من الاقليات الاثنية، فضحايا حادث المدرسة هم من اليهود، والجنود الثلاثة هم من اصل مغاربي. اما الجندي الرابع الذي نجا من الهجوم ولا يزال في غيبوبة، فهو من اصل كاريبي. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الحذر من الربط بين هذه الهجمات، الا انه اقر بوجود تشابه بينها. وقال "نحن لا نعرف من هو القاتل، ولا نعرف الروابط بين هذه الدراما التي اثرت على الجيش، بعد مقتل جنود شباب في مونتوبان وتولوز". واضاف "هناك تساؤلات حول الاسلوب المشابه الذي استخدم في حادث اليوم والحوادث التي وقعت الاسبوع الماضي، ولكن يجب علينا ان ننتظر ظهور عناصر اكثر دقة من شرطة الطب الشرعي لتاكيد هذه النظرية". وتم تشديد الاجراءات الامنية حول قاعدة عسكرية الاسبوع الماضي، حيث تم منع الجنود المنتشرين في المنطقة من ارتداء الزي العسكري خارج الثكنات، وجرى تعزيز الاجراءات الامنية حول المدارس اليهودية وغيرها من المباني الدينية في انحاء فرنسا. ووصف دومينيك سوبو رئيس منظمة (اس او اس) لمكافحة العنصرية الهجوم على المدرسة الاثنين بانه "مروع". وقال في بيان "كيف يمكننا ان لا نفكر في التشابه بين حادث اليوم وجرائم قتل عدة جنود الاسبوع الماضي في المنطقة الجنوبية الغربية". الا ان مارين لوبان مرشحة الرئاسة الفرنسية اليمينية المتشددة من الجبهة الوطنية كانت الوحيدة التي اشارت الى ان سفاحا هو وراء عمليات القتل. وقالت "نحن ننتظر، والبلاد كلها تنتظر بفارغ الصبر العثور على هذا السفاح حتى نستطيع جميعا ان نتنفس الصعداء". وصرح مدعي باريس فرانسوا مولان ان دائرته ستتولى التحقيق في عمليات القتل الثلاثة. واوضح "نظرا لان المدعين في باريس هم المسؤولون عن مكافحة الارهاب، فقد تولوا التحقيقات الثلاث في جريمة القتل ومحاولة القتل التي جرت في اطار مخطط ارهابي". وقال ان عمليات اطلاق النار هي عمليات "ارهابية" لانها "تخلق جواً من الترهيب والارهاب". واضاف "لقد تم تنفيذ كل جريمة عن سبق اصرار وتصميم ضد اشخاص يستهدفون لانهم عناصر في الجيش أو بسبب انتمائهم الديني".