أدت الجدالات بشأن الاسلام خلال حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية مثل تلك المتعلقة باللحم الحلال الى تعميق الانقسامات بين المسلمين الذين يقدر عددهم بملايين عدة في فرنسا. وأقر محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية الذي انشئ في 2003، بان الاصلاح الضروري لنظامه الداخلي الذي كان مقررا لمطلع العام 2012 أرجئ الى بعد الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل وآيار/مايو المقبلين. وعندما سئل عن اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا الذي يعترض على مشروع الاصلاح، قال موسوي الاربعاء انه «يتوجب السماح للمكونات الرئيسية بالاندماج في المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية». وكان اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا وهو تيار محافظ متشدد رفض المشاركة في الانتخابات لتجديد الهيئات القيادية للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية في حزيران/يونيو الماضي معترضا خصوصا على كيفية تعيين المندوبين المرتبط نسبيا بمساحة اماكن العبادة. وهذا من شأنه ان يشجع المساجد الكبرى التي تحظى بمكانة في الشارع، من دون ان تكون حكما اكثر تمثيلية للمسلمين الذين يقدر عددهم في فرنسا ب3,5 مليون نسمة منهم حوالى 800 الف يمارسون شعائر ديانتهم. وتقر وزارة الداخلية المكلفة شؤون الأديان بان «الطمأنينة الضرورية للبدء باصلاح في المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ليست متوافرة بسبب الانتخابات الرئاسية التي تثير اضطراب النفوس». ولفت فرانك فريغوسي الى «اتخاذ عدد من المواقف الحادة ازاء الاسلام في هذه الفترة الانتخابية». وقال «إن بعض المسلمين بدأوا يضيقون ذرعا من هذه الحملات الممنهجة التي تعطي صورة قبيحة عن الاسلام».ومشروع الاصلاح الذي وقعه المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية في 16 شباط/فبراير الماضي يستند الآن الى ثلاث نقاط رئيسية هي طريقة جديدة للادارة مع مشاورات انتخابات يكون الفاصل بينها اكبر وادارة جماعية متزايدة وتمثيل اكثر توازنا وفق المتر المربع. لكن اتحاد المنظمات الاسلامية وأعضاء آخرين في مجلس الديانة الاسلامية يعتبرون الامر «مؤسفا» ان يعلموا «عن طريق الصحافة» بشأن مشروع تم «بحثه ووضعت اللمسات الاخيرة عليه تحت رعاية الداخلية من قبل منظمتين، المسجد الكبير في باريس (المقرب من الجزائر) وتجمع مسلمي فرنسا (المقرب من المغرب). واذا كان ثمة حديث في الوزارة عن «خليط متنوع من المستائين لا يقدم اي بديل» فان الخطر يتمثل برأي فرانك فريغوسي المتخصص بشؤون الاسلام ومدير الدراسات في المركز الوطني للابحاث العلمية في «الاعتقاد بأن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية يمثل السلطات العامة لدى المسلمين اكثر مما يمثل المسلمين لدى السلطات العامة». وهكذا فان رد فعل موسوي على تصريحات لرئيس الوزراء فرنسوا فيون دعا فيها مطلع آذار/مارس الجاري للتخلي عن «تقاليد السلف القديمة» المتبعة في ذبح الحيوانات، اعتبر متأخرا وخجولا قياسا الى رد فعل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا. وعبر أمام مسجد مدينة ليون (وسط شرق) كامل قبطان عن أسفه لأن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية «كان عاجزا عن اتخاذ موقف حازم امام السلطات العامة حتى ازاء انتهاكات فاضحة للعلمانية». وأتت تصريحات فيون إثر جدل حول اهمية اللحم الحلال الموزع في فرنسا الذي فجرته ماري لوبن مرشحة اليمين المتطرف الى الانتخابات الرئاسية، ومن ثم فريق الرئيس نيكولا ساركوزي المرشح ايضا لولاية جديدة. ولفت فريغوسي الى «اتخاذ عدد من المواقف الحادة ازاء الاسلام في هذه الفترة الانتخابية». وقال «ان بعض المسلمين بدأوا يضيقون ذرعا من هذه الحملات الممنهجة التي تعطي صورة قبيحة عن الاسلام». ورأى ان بعض المنظمات مثل اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا الذي فقد شرعيته عندما شارك في الجهاز الرسمي للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، قد تغتنم هذه الفرصة لاستعادة مصداقيتها لدى القاعدة الناشطة. واضاف انه «امام شكل من «الاسلام المدجن» فان اتحاد المنظمات الاسلامية القريب من الاخوان المسلمين قد يستعيد جزءا فقده من السوق اكثر مطالبة».