نستطيع أن نقرأ الواقع، ونستشف ملامح المستقبل، إذا أمعنا النظر في التاريخ وأحداثه، وأكون صادقاً إذا أعلنت أن من يقرأون ما بين سطور التاريخ بعيون فاصحة متأملة، هم قلة، أما الأكثرية، فينخدعون بالظاهر، ويثقون فيمن لا يستحق هذه الثقة، فتقع الطامة، وجميعنا يتذكر كوارثية سوق المال في العام 2006، عندما هوى مؤشر السوق فجأة، وفقد صغار المستثمرين استثماراتهم، ومنهم من فقد عقله، ومنهم من فقد حياته، ويبدو أن المتضررين في العام 2006، اقروا فتح صفحة جديدة مع سوق المال، لمجرد أن الأخير ومنذ شهر تقريباً بدأ يحقق مكاسب بصفة يومية، اعتقدوا معها أن الزمن الجميل لسوق المال سيعاود من جديد، وأن المستثمر قادر على أن يربح آلاف الريالات في ساعات معدودة. أرجو أن يسامحني الغاضبون، إذا أكدت أن الاستثمار في سوق المال، لا لا فائدة له للاقتصاد الوطني، وأن مردوده المادي، ما هو إلا ضربة حظ، بعيداً عن الخبرة والشطارة ومهارات التجارة. كم تمنيت أن يستوعب العائدون لسوق المال هذا الدرس، ويأخذوا حذرهم من أن ارتفاع المؤشر إلى ما فوق 7500 نقطة، ربما يكون طعما جديدا، لاستدراج أموالهم، ومن ثم الانقضاض عليها، وسرقتها. والمستثمرون في السوق، هم من فئة الذين لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم، أو يخاطروا بأموالهم، فاستثمروا في الأسهم، وجلسوا بجانبها، يشاهدونها تصعد يوماً وتهبط أياماً، لعل وعسى أن تأتي بمردود، وأثبت التاريخ في 2006 أن هذه السوق عديمة الأمان، وأن الواثقين فيها، كمن يثق في هدوء مياه البحر. وكم تمنيت أن يستوعب العائدون لسوق المال هذا الدرس، ويأخذوا حذرهم من أن ارتفاع المؤشر إلى ما فوق 7500 نقطة، ربما يكون طعما جديدا، لاستدراج أموالهم، ومن ثم الانقضاض عليها، وسرقتها. وأن يدركوا أنه على الجانب الآخر، قطاعات استثمار أخرى، تربعت على عرش الأمان والاستقرار، ولكنها تحتاج إلى جهد ومتابعة وعناية وخبرة، وهذا ما لم يرض به البعض، والسبب أننا نفتقد الثقافة الاستثمارية الجادة، ونبحث عن الربح السريع، ونحن جالسون في أماكننا، لا نحرك أكثر من ماوس كمبيوتر بين راحة اليد، نبيع ونشتري به، وندعو الله أن يرزقنا (!!). أنبه مرة أخرى، أن ما يعيشه سوق المال حالياً من أرباح، غير مريح، ولا يجب أن ينطلي علينا، أو نصدقه، فارتفاع مؤشر السوق، لابد أن يستند على ركائز عدة، لا نرى أنها تحققت، من السابق لأوانه أن نبدي أي ثقة قبل الأوان بأوان. [email protected]