بدا المشهد الاستثماري في المملكة خلال السنوات السبع الماضية، وكأنه مضطرب إلى أقصى مدى، لا ملامح له، ولا ثوابت، وعزز صورة هذا المشهد، تجارب استثمارية، كانت ناجحة بدرجة «امتياز»، تسابق وراءها المواطنون جماعات جماعات، للظفر بخيراتها الوفيرة، وكان لهم ما أرادوا، وأكثر، فحصدوا ما يرضي ذاتهم، مما جعلهم يشعرون بأن طفرة جديدة قادمة إليهم.. وسرعان ما تبدلت هوية تلك التجارب، بأخرى فاشلة، أربكت حسابات الأغنياء، وقضت على أحلام محدودي الدخل، ولن تغفل ذاكرة السعوديين، ولعقود قادمة، صدمة سوق الأسهم في عام 2006، تلك الصدمة التي استقبلها الجميع بأفواه فاغرة، غير مصدقة لما حدث، وتكررت الصدمة قبل أيام، وإن كانت بشكل محدود، في الأزمة المصرية الأخيرة، التي أثرت على استثمارات السعوديين في سوق المال بالقاهرة، التي تتجاوز 30 مليار جنيه، مثلما أثرت على استثماراتهم بسوق الأسهم في المملكة، فتراجع المؤشر بنسبة 6.75 بالمائة، خاسراً 88 مليار ريال، خلال تداولات يوم واحد، مما جعل الجميع يعيد التفكير في هوية المجال الاستثماري الأضمن والأفضل. الأزمة المصرية الأخيرة، التي أثرت على استثمارات السعوديين في سوق المال بالقاهرة، التي تتجاوز 30 مليار جنيه، مثلما أثرت على استثماراتهم بسوق الأسهم في المملكة، فتراجع المؤشر بنسبة 6.75 بالمائة، خاسراً 88 مليار ريال، خلال تداولات يوم واحدويدعونا هذا المشهد، للنظر بتمعن في «ثقافة» الاستثمار لدى المواطن، الذي أدرك أن هذا القطاع، لا يخرج عن مجالي سوق العقار، وسوق الأسهم، وأدرك أيضاً أنه إذا كان العقار يحتاج إلى جهود كبيرة، وخبرات عريضة، وأموال كثيرة، كي يضمن المردود الجيد لصاحبه، فلا يتطلب الثاني (الأسهم) سوى بعض المال، لشراء أسهم في شركة ما، وبيعها بعد ارتفاع سعرها، تلك الثقافة التي أرى أنها لم تنضج بعد، لدى بعض المستثمرين، الذين فات عليهم، معرفة سلبيات وإيجابيات المجال الذي يضعون فيه أموالهم، فليست كل المجالات شرا، وليست كلها خيراً، ولكن يبقى الفيصل في الأمر، رؤية المواطن الشخصية، وثقافته وقناعته بمجال استثماري دون الآخر، والأهم من ذلك قدرته على التعامل مع مجريات وأحداث كل قطاع، هذه الثقافة يجب ألا تخلو من حس وطني وانتماء لهذه الأرض الطيبة، هذا الحس تجسد في أداء عدد غير قليل من المستثمرين السعوديين، أداروا ظهورهم لسوق الأسهم، واتجهوا صوب العقار، لإيمانهم بأن الأخير فيه مصلحة لهم، تمثل في ضمان مردود مالي جيد ومتواصل، كما أن فيه فائدة لغيرهم من المواطنين، يتمثل في توفير منتج عقاري، يزداد الطلب عليه، بخلاف سوق الأسهم، الذي تقتصر فيه الفائدة، على المستثمر فقط، دون استفادة بقية المواطنين. ودعوني أراهن على دور الأزمات الاقتصادية التي نشهدها، في توعية المواطن، وتثقيفه بما يحتاجه، ولن نذهب بعيداً، لنؤكد أن المشهد الاستثماري في المملكة قبل صدمة سوق الأسهم في 2006، كان مغايراً بعد الصدمة، وجاءت الأزمة المالية العالمية، لتلعب هي الأخرى دورها هي توعية الموطن وتوجيهه إلى الوجهة الصحيحة، وتضيف الأزمة المصرية المزيد من الخبرات، التي أؤمن أن فيها فائدة للمواطن، ودعما لاستثماراته في المستقبل.