سأزيل قيدك .. أيتها العزلة . اطلقيني من قيود معصمي وسوطك .. وفكري وقوَّتك .. وأجنحتي المتكسرة وبقايا الثياب ،، والراقصون حولك .. أيتها العزلة .. أنا موجود في حروفك المبعثرة المتسولة ... وقرع طبول أناشيدك الموسومة بالكذب .. أريد أنا .. كما أنا .. أريد قبري حيث ولدت .. وليلعني كل الرافضين .. أيتها العزلة .. أنا تراب ، سحاب ، أرقام ، أحجام ، خُدَّام . أنا المنسي في زمن الملياردير والكذباردير ، والصفقاردير . والضحكاردير . وذلك الباسم دوماً . أيتها العزلة .. أنت من عزل نفسه . وأنا باقٍ في ذاكرة حبة القمح والمطر والدمع . وباقي الأرقام في رواتب الضعفاء والرصيف . ومستوصف مغلق وطريق متكسر وتباسي (المفاطيح ) بأمانة .. سأستيقظ .. وأزعج مضجعك ووسادتك وحراسك وزبانيتك والبوتيكات على شرفات شوارع الأغنياء . وكفوف أمي المنقوشة بما توفر من حنَّاء . وقبور أبي وخالي وعمي وأخي المتناثرة بين أرض وسماء . ودعاء البلهاء بأن يحفظ لنا ربنا هذا البقاء . أيتها العزلة .. ما أقذرك وأجملك .. ما أقذرك .. بإحالتي إلى زمن قاسٍ في زمن الوفرة . ونسياني وكل زفرة يتبعها زفرة .. وما أجملك في ضحاك طوابير الانتظار والاحتضار وبكاء الصغار على الكبار . يوووووه .. من يُحدِثْ من ؟! الأشباه والأشباح يقودون طوابير الانتظار .. في زمنٍ فيه الحمار أهم من القطار . لأنني في زمني لا أعرف ماذا تعني كلمة قطار !! علموني .. الجار للجار .. والعار عار . يوم أن اكتست جباه قومي الكبار بالقصب واكتسيت أنا بباقي جدار . أيتها العزلة ... ما حقيقة إصرارك على البقاء وأنى إلى اندثار !! ملعون من يهادن الكفَّار .. النائمون وفي صدورهم آهة أقوى من النائمين وفي صدورهم خوف من القادم أو المخزون أو المفاجأة . لا تصدقي ضعفي الذي تعلنه قرارات الانتصار والمشاريع والوعود . أنا يسكنني وطني ولا أسكنه .. فاكس / 026946535