في مقال الأسبوع الماضي سلطنا الضوء على ما يحدث بسوق الأسهم من ارتفاعات، وبيّنا خطورة الدخول بهذا السوق لغير المختصين أو لغير (الكبار). وتضمن المقال الإشارة إلى أن الاستثمار هو الخيار الأمثل في هذا السوق، ويمكن من خلال الاستثمار أن يربح الجميع، أما المضاربة فهي دائما بها خاسر ورابح. وغالبا ما تكون الغلبة في الربح للأقوى. في هذا المقال سأكتب توضيحا مبسطا لآلية المضاربة حتى تتضح نقطة أن هناك خاسر (دائما). المضاربة في الأسهم هي شراء أسهم بسعر معين بهدف بيعه بسعر أعلى في وقت لاحق وتحقيق الربح، وغالبا ما يكون البيع خلال فترة زمنية قصيرة تمتد من يوم واحد حتى بضعة أشهر. فحتى يربح أي مضارب فيجب عليه أن يجد شخصا آخر يشتري منه بسعر أعلى. وحتى يربح الجميع فيجب أن تستمر السلسلة إلى الأبد. أي يجب أن يجد كل مشترٍ للأسهم شخصا ليشتريها بسعر أعلى. الأسهم لا يمكن أن تستمر في الإرتفاع للأبد. وإذا كان هناك ارتفاعات ليس لها أساس مالي متين كزيادة في الأرباح أو غيره، فهذه الزيادات ستتوقف وهذا أمر مستحيل، فالأسهم لا يمكن أن تستمر في الإرتفاع للأبد. وإذا كان هناك ارتفاعات ليس لها أساس مالي متين كزيادة في الأرباح أو غيره، فهذه الزيادات ستتوقف. وعندها فإن آخر من اشترى من هذا السهم سيكون خاسرا لا محالة. وهذه المعادلة، أي وجود خاسر مقابل كل رابح هي مسألة رياضية يستحيل الإخلال بها. ولايوجد أي حالة يمكن أن تجنب الناس حدوثها. وهذه الحالة تسمى لعبة ذات محصلة صفرية (zero sum game)، لأنه لايوجد خلق للثروة أو الربح عند المضاربة بالأسهم وإنما تناقل لسلعة من شخص لشخص وبأسعار متغيرة، أحدهم سيربح والآخر سيخسر. إن الوهم الذي يزرعه البعض في أذهان الناس بإمكانية التربح السريع من خلال المضاربة بسوق الأسهم يجب أن يتم كسره، ويجب أن تكون الصورة واضحة بجلاء للجميع، أن المضاربة دائما ما يكون هناك طرف خاسر. وحتى لو كان هناك حالات ربح كبير للبعض فإن هناك الكثيرون مقابل كل شخص يربح خسروا رؤوس أموالهم. ومن أفضل الأوصاف التي قيلت بأسواق الأسهم: سوق الأسهم خدعة كبيرة وقودها البسطاء وهي في الغالب تزيد من ثروات الأغنياء ولكنها لاتصنع أغنياء من عدم , لأنها ببساطة تعتمد في الربحية على ضخامة رأس المال . أحد أهم كبار المحللين في العالم كارلين بيد يقول عن خلاصة تجربته مع أسواق المال « المستثمر الذكي هو الذي يبيع عندما يشتري الآخرون ويشتري عندما يبيع الآخرين «.