انطلقت مساء أمس السبت فعاليات منتدى جدة الاقتصادي 2012م «ما بعد الآفاق .. اليوم نبني اقتصاد الغد» من خلال جلسة عمل تحت عنوان «التعاون من أجل المبادرين» بمشاركة معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ومعالي وزير العمل المهندس عادل بن محمد وأدارها الإعلامي السعودي تركي الدخيل وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة . وتطرقت الجلسة التي سبقت الافتتاح الرسمي للمنتدى ولأول مرة في تاريخه على مدى ال 12 عاماً الماضية لمناقشة أوجه التعاون بين وزارتي التجارة والصناعة والعمل من أجل مساعدة رواد الأعمال على إقامة مشاريعهم وتحقيق النجاح في سوق يزدحم بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة . واستعرض خلال الجلسة معالي وزير العمل مقترح برنامج تشاركي لتنمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة ومرتكزات إستراتيجية الوزارة لسوق العمل والمعالجة المتزامنة التي تتضمن ثلاثة محاور تضم محور تنشيط الطلب من قبل القطاع الخاص على القوى العاملة الوطنية والعرض لرفع مستوى وتأهيل القوى العاملة الوطنية والمواءمة بين العرض والطلب من خلال رفع كفاءة سوق العمل وآليات المواءمة بين العرض والطلب مشيراً إلى أنه لتحقيق تقدم على هذه المحاور الثلاثة هناك حاجة إلى مبادرات آنية قصيرة المدى ومبادرات بعيدة المدى فالمبادرات قصيرة المدى «تم إطلاقها» وهي نطاقات ،وحافز ،وطاقات والمبادرات بعيدة المدى «في مرحلة التطوير والتنسيق» كدعم قطاع المنشآت الصغيرة وربط أشكال الدعم الحكومي بالتوطين ومواءمة مخرجات التعليم والتدريب بسوق العمل . ولفت إلى أن وزارة العمل ولدعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة قامت بإجراء دراسة شاملة وتم استعراض تلك الدراسة في مناسبات سابقة ولتفعيل الإستراتيجية والمبادرات التي خلصت إليها الدراسة اقترح الانطلاق من خمسة برامج أساسية هي برنامج البوابة الإلكترونية الذي يهدف إلى إطلاق بوابة إلكترونية توجه وتدعم المنشآت الصغيرة في قضايا التمويل والتراخيص الحكومية والدعم المعلوماتي ودعم التمويل من خلال تنشيط الأدوات التمويلية والقروض للمنشآت الصغيرة .. عبر التنسيق مع مؤسسة النقد العربي السعودي والجهات الأخرى ذات الاختصاص لإصدار التشريعات المناسبة لإلزام البنوك بتخصيص نسبة من إجمالي قروضها للمنشآت الصغيرة وتشجيع إصدار التراخيص اللازمة لإنشاء بنوك متخصصة لإقراض المنشآت الصغيرة . رواد الأعمال هم المبادرون وهم الذين يقودون المستقبل والتنمية الاقتصادية لتصبح المشاريع الصغيرة مشاريع عملاقة تسهم في الحركة الاقتصادية والتنموية للوطنوبين أن برنامج مراكز دعم المنشآت الصغيرة يهدف هذا البرنامج إلى إطلاق مراكز دعم المنشآت مستخدمة نموذج الشراكات الاستراتيجية مع النماذج العالمية الناجحة وبرنامج هندسة وتيسير الإجراءات يركز على تبسيط إجراءات التراخيص الحكومية المختلفة التي تحتاجها المنشآت الصغيرة «مثل إصدار السجل التجاري وتصاريح البلديات وخدمات وزارة العمل والتسجيل في الغرف التجارية والتراخيص المتخصصة من الجهات ذات العلاقة» وذلك عبر مركز موحد وعبر البوابة الإلكترونية وبرنامج التعاونيات القطاعية لتعزيز قدرات المنشآت الصغيرة عبر تشكيل تعاونيات قطاعية أو جغرافية تعمل على توفير الحاضنات والخدمات المشتركة والتكامل في الإنتاج والتسويق وتبادل الخبرات . من جانبه أكد معالي وزير التجارية والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة خلال جلسة عمل «التعاون من أجل المبادرين» أن رواد الأعمال هم المبادرون وهم الذين يقودون المستقبل والتنمية الاقتصادية متمنياً أن يرى المشاريع الصغيرة مشاريع عملاقة تسهم في الحركة الاقتصادية والتنموية للوطن . وأشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة تسعى لأن تكون المملكة دولة صناعية لا تعتمد على النفط بشكل رئيسي وتفعيل تنمية الاقتصاد والتجارة الحرة وتفعيل اجراءات حماية المستهلك عبر منظومة إجراءات الكترونية تمتاز بالشفافية والسهولة كاشفاً أن لدى الوزارة مبادرات لمكافحة التستر لخلق فرص واعدة للشباب السعودي . ونوه بعزم الوزارة إنشاء مصانع صغيرة تستقطب المبادرين والتي تمتاز بانخفاض التكلفة وسهولة إجراءات الاستفادة منها مضيفاً أن الوقوف إلى جوار هؤلاء المبادرين مسؤولية تشترك فيها مختلف الوزارات والقطاعات . وفي ختام الجلسة فتح باب النقاش والمداخلات بين المبادرين الشباب ومعالي وزير العمل ومعالي وزير التجارة والصناعة والتي ركزت على طرح عدد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية لشباب الأعمال . كما وقعت الغرفة التجارية الصناعية بجدة ممثلة في مركز تنمية المنشآت الصغيرة والناشئة مساء أمس وعلى هامش فعاليات المنتدى اتفاقية برنامج «انطلاقة» مع شركة شل العالمية بهدف تهيئة كافة السبل لإنجاح مشاريع رواد الأعمال وتطوير مهاراتهم ومعلوماتهم وتأهيل الشباب لكي يكونوا رواد أعمال ناجحين من خلال التدريب والتأهيل وإقامة ورش عمل ودورات تدريبية للشباب الراغبين البدء في إنشاء مشروعاتهم الخاصة وذلك بمقر عقد المنتدى بفندق الهيلتون بمحافظة جدة . ومثل غرفة جدة في توقيع الاتفاقية نائب رئيس مجلس الإدارة مازن بن محمد بترجي فيما مثل شركة شل العالمية المدير التنفيذي باتريك بحضور أمين عام غرفة جدة عدنان بن حسين مندورة ومدير مركز تنمية المنشآت الصغيرة والناشئة الدكتور فيصل عوض . وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة مازن بن محمد بترجي أن الاتفاقية تنص على إقامة ورش عمل ودورات تدريبية لرواد الأعمال من الشباب والشابات بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتنمية مهاراتهم ودعم مشروعاتهم لكى يكونوا ناجحين فى بيئة الأعمال وستكون الشريحة المستهدفة هي شباب رواد الأعمال التي تتراوح أعمارهم بين (18 – 40) عاما أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مختلف مجالات الأنشطة الاقتصادية وتستمر عملية التدريب على مدار سنة كاملة حيث تلتزم الغرفة بدعم الشريحة المستهدفة وتأمين قواعد البيانات والدراسات السابقة الخاصة بوضع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة ومدى مساهمتها في الاقتصاد السعودي لتبادل الخبرات وتقديم خدمات الاستشارات والإرشاد للشباب المستفيدين من البرنامج عند حاجتهم من خلال الوحدة الاستشارية الخاصة بالمركز وفقاً لآلية العمل مع توفير الأماكن اللازمة لإقامة ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة وتوفير متطلبات الضيافة اللازمة للدورات التدريبية. من جانبه اكد المدير التنفيذي لشركات شل العالمية باتريك فان أنهم ملتزمون وفق اتفاقية (انطلاقة) بإقامة الدورات التي يجري الاتفاق عليها مع توفير المدربين المؤهلين والمواد العلمية والحقائب التدريبية للمستفيدين من ورش العمل والدورات التدريبية، على أن يكون المتقدم سعودي الجنسية ولا يتجاوز عمره (40) عاماً ويجتاز المقابلة الشخصية ولا يكون مرتبطا بعمل أثناء الدورات التدريبية ولديه فكرة لمشروع وحاصلا على الشهادة الثانوية فما فوق حيث سيتم إصدار شهادات للخريجين مشتركة من غرفة جدة وشركة شل العالمية وتقييم طلبات الالتحاق وترشيح الأسماء المستفيدين لمركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرفة.