في إنجاز غير مسبوق على مستوى المملكة والخليج، اختارت وكالة «ناسا» الأمريكية الاكاديمية السعودية الدكتورة ماجدة أبو راس العاملة في مجال بحوث البيئة والإنسان والتنمية المستدامة، لتكون ضمن فريقها العلمي المعني بتنفيذ مشروعات علمية وبحثية، وبرامج لتطوير الخليج في العمل البيئي. وقد أشارت العالمة ماجدة إلى ان اختيارها جاء بناء على جهودها المتواصلة في مجال العمل البيئي وبخاصة تبنّيها المبادرة الوطنية الأولى للبرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية (وطن أخضر، علم أخضر)، وهو أول برنامج من نوعه في السعودية، تعمل على تحويله إلى مبادرة عربية للتوعية والتثقيف البيئي. بقدر ما تفاصيل الخبر تبعث على الفخر والاعتزاز؛ لأنه يعكس جانبًا مضيئًا من جوانب انجازات المرأة السعودية في مجال المحافظة على البيئة وضمن سياق عمل اكاديمي متخصص، تمّ رفده بمبادراتها المتمحورة حول تعميق الوعي المحلي بأهمية العمل التطوعي البيئي، إلا انني لم استسغ كلية تصريح الدكتورة ماجدة لموقع «إيلاف» قولها يعدّ «عهد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز «العصر الذهبي» للنهوض بالمرأة فكرًا وفعلًا، لكنها استبعدت أن تصل المرأة لكرسي أي وزارة في الوقت الحالي، مشيرة إلى أنها «لم تحلم بعد» بأن تصبح وزيرة للبيئة رغم عدد الإنجازات التي حققتها على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي». لتسمح لي الدكتورة ماجدة التوضيح هنا، إذا كنتِ انتِ الاكاديمية والعالمة والقيادية إلى جانب ما تمتلكينه من سجل ثري في مجال العمل التطوعي النوعي البيئي تتهيّب حتى من الحلم «بعد» بأن تصبح وزيرة للبيئة.. فمن يا تُرى له الحق من الاكاديميات والعالمات الحلم أو التفكير في تسنّم هذا المنصب. نعرف ان اهتمام الاكاديمي أو الاكاديمية ينصبّ في المقام الأول على الانجاز العلمي والبحثي لا على التشريف الوظيفي أو الإداري كما هو حال المناصب الوزارية. ولكن عند قراءة واقع المرأة السعودية الحالي، يعدّ الحلم والمطالبة بتوزير المرأة السعودية من الأمور التي تضعها في دفة القيادة العليا مما سيفضي في نهاية المطاف إلى تحسين ظروفها المعيشية والوظيفية والاجتماعية من خلال الأطر والقنوات الرسمية المعمول بها في الدولة. مثل تلك التصاريح التكتيفية الخجولة التي تسد الأفق حتى للحلم وبخاصة لدى السعوديات القياديات، ستجد أذنًا موسيقية صاغية راضية من قبل معوقي تنمية المرأة وتمكينها يا دكتورة ماجدة.. هل تعرفين نتيجة الاستمرار في قبول هذا الوضع غير السوي يا دكتورة؟ يمكن تلخيص جزئية بسيطة منه بالإشارة فقط إلى أن 80% من مستحقي برنامج «حافز» من السعوديات حاملات الشهادات الجامعية والثانوية بسبب عدم اتاحة الفرصة لهن للعمل والحركة بحرية والمساهمة في تنمية الاقتصاد السعودي اولًا ودعم الأسرة السعودية ثانيًا. افتحي باب الحلم واسعًا يا دكتورة! فهو أول خطوات الإنجاز وتغيير الواقع وخلق الفرق! لدينا ما يكفينا من العقول والآفاق المسدودة ! تويتر: @WaleedHelal