لست مع استقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم ، ولا يمكن أن أصف استقالة سموه بالشجاعة . كنت من أولئك المتفائلين بتسلم سمو الأمير نواف لعجلة القيادة في الرياضة السعودية نظير جملة أعمال قام بها وجملة وعود أيضا بشر بها .. يعزز ذلك حماس سموه الواضح في إعادة وهج الكرة السعودية وسعيه المتواصل لتحقيق ذلك .. الأمير نواف استلم زمام قيادة الكرة السعودية وهي في أسوأ أحوالها .. ويكفي أن أشير إلى خروجنا من كأس آسيا الأخيرة من الدور الأول وبنتائج مخيبة .. خسرنا من الأردن ومن سوريا أيضا .. وبالخمسة من اليابانيين .. فريق ضعيف مهلهل لا لون له ولا طعم ولا هوية .. وفشل كبار المدربين في تصحيح أوضاعه الفنية .. هل يجرؤ أي مشجع سعودي بعد ذلك أن يطالب هذا المنتخب بالتأهل لكأس العالم في هذا الوقت تحديدا ؟! بعد الخروج من تصفيات كأس العالم 2010 والخروج المر أيضا من الدور الأول لنهائيات كأس آسيا الأخيرة أيقن كل متابع حصيف أن الخلل في الكرة السعودية كبير ، وأن عملية إصلاح هذا الخلل تتطلب سنوات عدة من العمل الجاد والمتواصل ، ومن الحكمة والعقل ألا نطالب الكرة السعودية بأي منجز على الأقل في السنوات الأربع القادمة .. وعند التعاقد مع المدرب العالمي ريكارد كتبت هنا ما نصه ألا نطالبه بأي بطولة مهما كبر أو صغر وزنها .. وكتبت مطالبا الإعلام الرياضي السعودي والجماهير الرياضية بأن نقف يدا واحدة مع الأمير نواف وإدارة المنتخب والمدرب ريكارد وأن نكف عن ممارسة الضغوط عليهم لتحقيق منجز كروي .. كنت أؤمن بقدرة الأمير نواف على رسم منهج جديد للكرة السعودية من خلال حماسه وفكره وثقته بنفسه وانفتاحه على الغير ومشاركته للجميع في برامج الإصلاح والتطوير .. كنت أتأمل أن يستمر المشوار الإصلاحي وكنت أيضا أثق في بلوغه .. ولكن كانت المفاجأة غير المنتظرة بإعلان الأمير نواف الاستقالة ورفعه الراية البيضاء .. إعلان الانسحاب في هذا الوقت تحديدا هو إعلان لفشل العملية الإصلاحية وهي لم تنه البسملة بعدأعلم أن الهروب ليس من صفات الأمير وأعلم أيضا أن سموه قادر على التحدي ومواصلة العمل حتى بلوغ الهدف ولكن لم أكن أعلم أن سموه ضعيف أمام عاطفة جمهور عاشق وإعلام رياضي متسلط هو في رأيي أقل من أن نطلق عليه شريك نجاح .. لا يمكن يا سمو الأمير أن نعود ثانية لنقطة الصفر ولا يمكن أيضا أن تظل الكرة السعودية حقل تجارب بيد الجميع .. كيف يمكن أن نخطو خطوة للأمام ونحن نهدم بأيدينا كل خطط وأعمال التطوير مع أول فشل كروي .. متى نملك الفرصة للعمل بهدوء ودون ضغوطات من إعلام أو جماهير ؟! وإلى متى يا سمو الأمير ستبقى أعمالنا مرتبكة ومهزوزة وخائفة وتحت رحمة إعلام يحاسب بالقطعة وجمهور لا يرضى بجداول عمل وفترات بناء .. يا سمو الأمير أنا لا أتحدث عن ضرورة تسلمك شخصيا لرئاسة إتحاد الكرة ولكن أتحدث عن سياسة العمل الرئيسية داخل الإتحاد بشكل عام .. وتنحيك عن رئاسة الإتحاد في هذا الوقت تحديدا هو إجراء سلبي في سياسة العمل وسيكون عامل ضغط إضافيا على كل من يتولى المهمة من بعدك وهذا ما لا نأمله ولا نرجوه كون العمل المدروس والمنظم والفعال يحتاج إلى الهدوء والوقت والأمان ، ولا يمكن لأي رئيس قادم أن يعمل وسط مطالبات إعلامية وجماهيرية بالصعود لكأس العالم أو تحقيق بطولة آسيا .. يا سمو الأمير رغبة الجماهير وعواطفها الجياشة تجاه منتخبنا الوطني لا يمكن لها أن ترسم آلية العمل داخل أروقة الإتحاد .. وسطوة الإعلام الرياضي وقسوته لا يمكن أيضا أن تكون دائما وصفة علاج للتخلص من آلامنا .. يا سمو الأمير إعلامنا الرياضي حتى وإن غضب مني الزملاء معظمه بليد ومتعصب وأجوف وإذا كان هو من سيرسم طريقنا للنور فليلنا طويل وآمالنا في مهب الريح . يا سمو الأمير خروجنا من كأس العالم حتى وإن كان مؤلما إلا أنه أمر متوقع وبديهي في مشوارنا الإصلاحي الجديد لحال الكرة السعودية المريض .. وإعلان الانسحاب في هذا الوقت تحديدا هو إعلان لفشل العملية الإصلاحية وهي لم تنه البسملة بعد .. يا سمو الأمير لأجل الكرة السعودية ولأجل كل جماهير الوطن العاشقة .. لا تكن الخسارة نهاية الطريق . Twitter : @fahad_tuwaijri