تحت إشراف جمعية الرحمة الطبية الخيرية وبالتعاون مع وحدة إنتاج منطقة خريص التابعة لشركة أرامكو السعودية في هجرة خريص وضمن مشروع حملة العيادات الطبية المتنقلة التي حملت عنوان « التوهج بالصحة »انطلقت الحملة التثقيفية الطبية لأهالي هجرة خريص وذلك في شوارع ومدن وقرى الهجرة ومرورا بكل مناطق ومحافظات المنطقة الشرقية، وبدأت هذه الحملة منذ منتصف شهر ربيع أول الماضي وسوف تستمر إلى نهاية شهر ذي الحجة المقبل، وجاءت الحملة على إحدى العربات المجهزة بالأدوات الطبية الكاملة والتي تم تجهيزها بأحدث الوسائل لإنجاح هذه الحملة وفق ما خطط له. وأوضح منسق أعمال شؤون أرامكو السعودية بمنطقة خريص الأستاذ خالد القاضي أهمية إقامة مثل هذه الحملات وقال :» إن مشروع العيادات الطبية المتنقلة والذي بدأ منذ ثلاث سنوات يهدف إلى توعية كافة شرائح المجتمع، أما الغرض من تنظيم حملة هجرة خريص فهو بقصد تثقيف جميع الأهالي من أناس عاديين و موظفين و معلمين وطلبة ممن يعيشون في هجرة خريص سواء من حيث رفع مستوى الوعي والتثقيف الصحي أو معرفة أصول السلامة العامة أو الوقاية من الحرائق»، وأضاف :» تم تجهيز عربة نقل واحدة « قاطرة « بكل الأجهزة الطبية المتنوعة والحديثة وسوف تستمر الحملة لمدة ثلاثة أيام متتالية. من ناحيته قال د. محمد فيصل طبيب العيادة المتنقلة :» أن العيادة شهدت قرابة 200 زائر منهم ما يزيد على 100 طالب من طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالمنطقة، حيث تم إجراء فحص للعلامات الحيوية وقياس مستوى السمنة لديهم وتزويدهم بعدد من مطبوعات التثقيف الصحي التي أصدرتها الجمعية، كما تم اكتشاف 3 حالات جديدة للإصابة بمرض السكري و 5 حالات لارتفاع ضغط الدم، في حين بلغ عدد المصابين بالسمنة 32 حالة، وعدد المدخنين 36 «. وأردف فيصل:» إن نسبة المصابين بالسمنة من فئة الطلبة بلغت حوالي 7% من إجمالي الطلاب الذين خضعوا لقياس مستوى السمنة، كما بلغت نسبة المدخنين من الطلاب حوالي 9% موزعة ما بين طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية «. فيما أوضح د. إياد محمد - أخصائي علم وظائف الأعضاء وأحد أطباء العيادة بأن نتائج الإحصائيات التي تم الحصول عليها من خلال هذه الحملة قد أظهرت تدني نسب الإصابة بأمراض العصر ( السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة ) في الهجرة مقارنة بتلك التي تم الحصول عليها من خلال الحملات الصحية داخل مدن المنطقة الشرقية كالدمام والخبر، وأرجع ذلك إلى اختلاف نمط الحياة لدى سكان القرى والهجر بشكل عام، ويرجع السبب في ذلك الى زيادة النشاط الحركي البدني بالإضافة إلى المحافظة على الطابع التقليدي لأصناف الغذاء والوجبات الشعبية، بخلاف الشائع لدى سكان المدن حيث تميل نسبة كبيرة منهم إلى تناول الوجبات السريعة والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية وهو ما لا يتناسب مع نمط حياتهم الذي يتميز بقلة النشاط البدني. من جهته عبّر المدير التنفيذي لجمعية الرحمة الطبية الخيرية د. عبدالله الحميدان عن سعادته لمشاركة برنامج العيادة المتنقلة للجمعية - الذي ترعاه شركة أرامكو السعودية - في هذه الحملة والذي يأتي في إطار التعاون القائم بين الشركة والجمعية في مجال خدمة المجتمع في الجوانب الصحية، مشيراً إلى أن الجمعية تسعى من خلال البرنامج لنشر ثقافة الغذاء الصحي في القرى والهجر والتوعية بأخطار السمنة والتدخين والعادات السلوكية والغذائية ذات التأثير السالب على الصحة، وأشار الحميدان إلى أنه تم تجهيز مقطورتين « عيادتين « لحملة هذا العام حيث تبلغ طول كل واحدة منها 14 مترا بمساحة تصل إلى حوالي 6 أمتار، و قد تم تخصيص مقطورة واحدة لتكون للكشف والفحص عن الامراض العضوية و المزمنة، وهذه تحتوى على أجهزة طبية، وغرفة للطبيب، أما العيادة الثانية فهي مخصصة لتقديم استشارات طبية فقط. وقد بلغ عدد العاملين المتطوعين من الأطباء السعوديين نحو 25 طبيباً، و5 طبيبات، جميعهم استشاريون من مختلف التخصصات، بالإضافة إلى مشاركة 20 طبيباً لازالوا في سنة الامتياز. يذكر أن عدد المستفيدين الذين تم الكشف عليهم منذ أن بدأت الحملة تجوب المدن و القرى والهجر قبل عامين بلغ حوالي 5 آلف شخص من الرجال والنساء والأطفال، وقد تم توزيع حوالي 25 ألف بروشور لكتيبات ومطويات للتثقيف الصحي، فيما بلغت نسبة الاستشارات المقدمة على مدى السنتين حول الأمراض النفسية بحدود 50 بالمائة، و 20 بالمائة للأمراض الجلدية، و 20 بالمائة لأمراض السكر والضغط، و 10 بالمائة لبقية الأمراض الأخرى.