في شوارع مدن وقرى وهجر المنطقة الشرقية .. ينطلق بعد أيام قليلة وتحديداً مع بداية إجازة نصف العام الدراسي الحالي مشروع العيادات الطبية المتنقلة والذي تبنته شركة أرامكو فيما تشرف على تنفيذه جمعية «الرحمة الطبية»، ويهدف هذا المشروع الذي جاء تحت عنوان «التوهج بالصحة» إلى تقديم الرعاية والاستشارات الطبية بشكل مستمر مستهدفا كافة شرائح المجتمع حتى نهاية شهر ذى الحجة المقبل، رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة د.عبدالله الحميدان تحدث حول برنامج المشروع فقال : «تتلخص فكرة برنامج المشروع في عيادة طبية متنقلة تجوب مدن وقرى وهجر المنطقة الشرقية، وتتجول على شكل قافلة في مختلف الأحياء الفقيرة والمحتاجة للعون الطبي، وتقدم لهم مجموعة من الخدمات الصحية التشخيصية والتوعوية، كما تتفاعل مع المجتمع من خلال إقامة حملات صحية في الأماكن العامة»، وأضاف د.الحميدان : «جاء هذا المشروع بدعم من قبل شركة أرامكو وبتنفيذ من قبل جمعية الرحمة. وقد بدأ منذ ثلاث سنوات، حيث بادر قسم المسئولية الاجتماعية بالشركة بتوفير كل الإمكانات التي تضمن نجاح هذا المشروع سواء من حيث تأمين عربات نقل أو أجهزة طبية، وذلك بغرض تقديم خدمة إنسانية لأفراد المجتمع في المملكة، ولقد تم تجهيز عربتين أو مقطورتين «عيادتين» في هذا العام، ويبلغ طول الواحدة منها 14 مترا، وتم تخصيص واحدة لتكون للكشف والفحص عن الأمراض العضوية والمزمنة .. وهذه تحوى أجهزة طبية، وغرفة لطبيب تبلغ مساحتها حوالي 6 أمتار مربعة، أما العيادة الثانية فهي مخصصة لتقديم استشارات طبية فقط، ونحن نسعى لتطوير المشروع حيث سيكون في هذا العام إضافة عيادتين للعيون والأسنان»، وحول المستهدفين من البرنامج تحدث د.الحميدان فقال : «البرنامج يستهدف 3 فئات هم أفراد المجتمع بكل أعمارهم، كذلك طلبة المراحل الدراسية من الجنسين، وكذلك الأسر الفقيرة التي تعيش في القرى أو الهجر البعيدة والتابعة للمنطقة الشرقية والتي تحتاج إلى رعاية طبية، ولكنها لا تستطيع الوصول إليها»، وعن إمكانات برنامج هذه القافلة الطبية قال د.الحميدان : «العاملون في هذا المشروع جميعهم أطباء سعوديون من جميع التخصصات الطبية، ويبلغ عددهم نحو 25 طبيباً و5 طبيبات وجميعهم استشاريون، كذلك يوجد 20 طبيباً متطوعاً ممن مازالوا في سنة الامتياز»، أما الأماكن التي تتواجد فيها هذه العيادات قال د.الحميدان : «ما يخص المدن فهي المدارس بنين وبنات، كذلك المجمعات والأسواق المغلقة، والملتقيات العامة كالمهرجانات، أما في القرى والهجر فتكون بالقرب من المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة»، وفيما يتعلق بعدد المستفيدين الذين تم الكشف عليهم منذ أن بدأ البرنامج فقد تحدث د.إياد محمد تخصص باطنية حول ذلك فقال : «تم الكشف بالإضافة إلى تقديم استشارة طبية على حوالي 5 آلاف شخص من الرجال والنساء والأطفال، وقد تم توزيع حوالي 25 ألف بروشور من كتيبات ومطويات التثقيف الصحي، وقد بلغت نسبة الاستشارات المقدمة، وتحديداً حول الأمراض النفسية حوالي 50%، و20% للأمراض الجلدية، و20% لأمراض السكر والضغط، و10% لبقية الامراض الأخرى، كما أن أكثر المشاكل الصحية التي تم اكتشافها هي السمنة المفرطة وهذه منتشرة بين الأطفال والنساء بالإضافة إلى الأمراض النفسية لدى النساء، خاصة ممن يعيشون في المدن الكبيرة، أما لدى الرجل فأكثرها أمراض الضغط والسكر»، وفي سياق الموضوع يضيف مسئول الرعاية الاجتماعية بشركة أرامكو تميم المعتوق قائلا : «تبني الشركة مثل هذا المشروع وغيره من المشاريع الأخرى جاء بناءً على السياسة الجديدة التي تنتهجها إدارة الشركة والذي يأتي في مقدمتها المدير التنفيذي ورئيسها الأول المهندس خالد الفالح الذي أوصى بأن تبادر الشركة بدعم هذه البرامج الإنسانية التي تخدم كافة شرائح المجتمع، وذلك على اعتبار أن هذا الجانب يعد الوحيد الذي يمكن جميع أفراد المجتمع من الاستفادة من خدمات الشركة التي تقدمها».