يتحرك الخليجيون هذه الايام للعمل نحو الانتقال من مرحلة التعاون الخليجي الى الاتحاد الخليجي وفق ما عبر به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كلمته التاريخية في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي الاخيرة والتي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض، ولا شك ان الخليجيين سيعملون لايجاد نموذج عصري وحديث يتناسب مع العادات والتقاليد والثقافة والأحوال المجتمعية والمدنية والاقتصادية الممتدة من ديننا الاسلامي ومن ثقافتنا العربية، وبكل تأكيد سوف يتم تدارس كافة التجارب الناجحة السابقة وعلى رأسها تجربة الاتحاد الاوروبي للاستفادة من كل عناصر النجاح والابتعاد عن العناصر التي قد تؤدي الفشل. ومن الوهلة الاولى لرؤية تشكيل الاتحاد ، نسمع ويتردد انه سيكون هناك برلمان خليجي موحد ووزارة للخارجية موحدة وكذلك وزارة دفاع موحدة وبنك مركز ي موحد وعملة نقدية موحدة واتحادات اخرى على مستوى التعليم العام والتعليم العالي والصحة والتجارة وكذلك انشاء مؤسسات مجتمع مدني فاعلة على المستوى الخليجي وهذا قد يكون له اهم الاثار في تفعيل وتيرة سير الخطوات نحو الاتحاد. اعتقد شخصيا وفي هذا الوقت تحديدا اكثر من ذي قبل ان انشاء شركات خليجية استثمارية (مساهمة عامة تطرح في اسواق الخليج) تعمل لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الرابطة لدول مجلس التعاون الخليجي.اعتقد شخصيا وفي هذا الوقت تحديدا اكثر من ذي قبل ان انشاء شركات خليجية استثمارية (مساهمة عامة تطرح في اسواق الخليج) تعمل لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الرابطة لدول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها مشروع الربط الكهربائي الخليجي ومشروع ربط سكة الحديد وإعادة تطوير الطرق البرية بين دول المجلس وغيرها من المشاريع التي ستساهم بشكل فاعل وكبير في تفعيل دور الوحدة الخليجية وتحويل هذا الحلم الى حقيقة، بالاضافة الى الجوانب الاقتصادية المتوقعة والمحتملة عبر انشاء هذه الشركات وعلى رأسها توفير فرص العمل لمواطني المجلس وكذلك تفعيل الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص والتسريع في انشاء المشاريع العملاقة دون المرور عبر المسارات البيروقراطية المعتادة. نرى ونشاهد ونسمع بشكل يومي كيف تلعب المصالح دورا كبيرا في لعبة القرارات السياسية، ونرى كيف تتحول مسارات هذه القرارات وتتلون حسب المكاسب المحتملة لكل طرف، لذا علينا نحن شعوب دول المجلس ان لا نقلل من اهمية ايجاد كيانات اقتصادية خليجية تلعب دورا هاما في مسيرة التنمية لدول المجلس وتكون ذراعا وسفيرا قويا لهذه الدول بالداخل والخارج، فالمصلحة المشتركة تتطلب العمل على آفاق واسعة مع الأخذ بالاعتبار انه طوال الفترة السابقة لمجلس التعاون قد تم إنجاز الكثير ولكن الفترة القادمة تحتاج وتتطلب إنجاز من نوع خاص وسريع يتشارك فيه كافة فئات المجتمع والحكومات لتوحيد عمل وكلمة الاتحاد . [email protected]