أكد خبراء وعلماء في حفظ القرآن وتعليمه أن أمتنا الإسلامية بحاجة إلى الدورات المكثفة لحفظ القرآن العظيم على مستوى البلاد الإسلامية كافة لتقوم مساجد المسلمين بالدور العظيم الذي كانت تقوم به عبر التاريخ من تخريج قضاة وعلماء في شتى العلوم من التاريخ والجغرافيا والرياضيات والهندسة وغيرها من العلوم الأخرى وفي هذه العجالة توجهنا إلى المشرف العام على الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم وتعليمه بالمنطقة الشرقية والتي تقام بالحرم المكي الشريف فضيلة الشيخ فريد بن سالم المنتاخ ولجان الدورة يعدون للدورة العاشرة والتي ستقام في هذا العام . س– هناك من يشكك بإمكانيات الدورات المكثفة كيف ترد عليهم من خلال خبرتك الطويلة؟ ج:كيف يشكك في أمر واضح أمر ظاهر خيريته وصلاحيته وإن طالب الدورة المكثفة يحمل جنته في صدره ,والأفضل للواحد منا أن يتتبع الأمور ويمحصها قبل الحكم . وبإمكانه التوجيه للأحسن وهو من أفضل الأعمال , وإذا كان هناك وظيفة وبخسها إنسان فإنه سيسأل عن بخسه يوم القيامة لماذا بخست؟ س– ما فائدة الدورة بالنسبة للشباب ؟ ج - إن دورات تحفيظ القرآن الكريم ببلادنا المباركة ..هي حقول معرفة .. ومحافل تربية وهي صمامات أمان .. وحماية للشباب والمجتمع بأسره .. في وقت بات فيه شبابنا متخبطاً بين الملهيات والفتن فتأتي هذه الدورات بفضل من الله ومنّه لتعيد لشبابنا هويتهم وتحمي أفكارهم من الضياع والانحراف والتطرف ..بنور ينبع من كتاب الله وسنة نبيه المطهرة صلوات الله وسلامه عليه وبفهم سلف الأمة ,, فينشئوا على طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر في هذه المباركة حماها الله من كل سوء. س– فضيلة الشيخ إلام تهدف الدورات المكثفة ؟ للدورات المكثفة في الحرم المكي عدة أهداف منها غرس حب القرآن في نفوس الطلاب .وحفظ أوقات الشباب واستغلالها بما يعود عليهم بالنفع. ومساعدة وتعليم الطلاب تلاوة القرآن وتجويده وحفظه .وتزويد الطلاب بجملة من أحكام القرآن وآدابه .وتخريج دفعات من الشباب مؤهلة لإمامة المصلين .والحصول على الأجر والثواب المترتب على تلاوته .وتكثير سواد حفظ كتاب الله في الواقع المعاصر والمجتمع المسلم عموماً وتربية الناشئة وتوجيههم وتهذيب أخلاقهم على العقيدة الصحيحة وإبعادهم عن كل فكر منحرف خاصة وهم يدرسون كتاب الله في الحرم المكي الشريف في بلادنا المباركة التي شرفت بأنها مهبط الوحي ومهد الرسالة , وقد حرص ولاة الأمر حفظهم الله على توفير كل ما من شأنه العناية بالقرآن الكريم ابتداءً من تطبيق تعاليمه وتحكيم نصوصه في أمور الحياة ومن جميل العناية وأسمى صورها تشجيع حفظه وحفظته وتفسيره وتلاوته ونشره ومدارسته فكانت جمعيات وحلقات التحفيظ ومدارسه المنتشرة في بلاد الحرمين الشريفين ثمرة طيبة لهذه العناية الكريمة يتخرج فيها الآلاف الذين تزداد وتتضاعف بهم خيرة المجتمع وتقوم مناشط الدعوة بهم في رد الشبه وتصحيح المفاهيم.. وأكد الشيخ المنتاخ بأن الدورة تربي الشباب وتعمل على إبعادهم عن كل فكر منحرف دليلهم ماحفظوا من القرآن الكريم ومافقهوا من تعاليمه الكريمة .ومن دليل صلاح وإصلاح الناشئة في هذا البلد الطيب إقبال المئات من الشباب والتنافس في حفظ مانزل من الحق عبر هذه الدورات الصيفية المكثفة المنعقدة في إجازة الصيف وبفضل من الله عز وجل ثم بدعم ولاة الأمر والمحسنين من أبناء هذا الوطن وأهل الدعم الخير آتت ثمارها طيبة. س - ما الغايات التي تهدف الوصول إليها اللجان العاملة في الدورة ؟ ج - المساهمة في تحقيق ثقافة مستمدة من الكتاب والسنة .ورفع المستوى الثقافي لدى أبناء الدورة.وتنمية المهارات اللغوية والأدبية لدى الطلاب.وإيجاد روح المنافسة الشريفة بينهم .واستثمار طاقات الطلاب وتنميتها وتوجيهها التوجيه السليم .ثم تدريب الطلاب على إعداد المجلات والنشرات الثقافية .وتنمية الجوانب المميزة في سلوك الطلاب وأخلاقهم. س– حول الحفظ والمراجعة ماذا تحدثنا فضيلة الشيخ ؟ انطلاقا من أهمية المراجعة للحفظ أحدثكم عنها وأنها السبب الرئيس لإتقان المحفوظ .فإن برنامج الدورة يولي المراجعة المتعاقبة الأهمية الكبرى . ومن أكثر الصعوبات التي يواجهها الطلاب في الدورة عدم مقدرة البعض على الالتزام ببرنامج المراجعة أثناء فترة الحفظ أو بعد الختمة مما يؤثر على أدائهم في الاختبارات . والسبب في ذلك يرجع إلى أن الطالب لم يقم بتكرار الأوجه المحفوظة عددا كافيا من المرات , ومن المعلوم أن ماحفظ سريعاً فإنه يحتاج الى مراجعة مباشرة وسريعة , لذا فإن الطالب يقوم بمهارة تكرار نفس الأوجه في أيام متعاقبة ليضبط محفوظة , فمن هنا جاء هذا البرنامج ليعين الطالب بعد الله عز وجل على ثبات المحفوظ من خلال المراجعة المتعاقبة , ثم إن هذا البرنامج المعد من قبل اللجنة العلمية هو حصاد عدة سنوات من الخبرات والتجارب في مجال الدورات القرآنية . س – ما انطباع طلابكم؟ وإلى أين وصلوا ؟ عبر طلاب الدورات عن مشاعرهم فقالوا كان طموحنا فيها غاية تراد . وأنها أيام لاتنسى , وأحداث ستبقى وصور تتجدد إن فيها تنافس الأسود في حفظ كتاب رب الوجود . ترتفع هممهم مع الهمم العليا فتحفظ الآيات تلو الآيات والصفحات تلو الصفحات والأحزاب تلو الأحزاب والأجزاء تلو الأجزاء حتى تصل إلى بر الأمان في حفظ كتاب الرحمن عندما يرى أحدهم إخوانه يتجدد نشاطه فخالد يحفظ جالساً , ومحمد يحفظ ماشياً , ومعاذ يسمع عند شيخه فالكل مشغول بالهدف الأسمى في هذه الدورة كتاب رب البرية يقوم الأول من ذلك الفراش المريح قبل صلاة الفجر فترى التنافس يتجدد هكذا عبر شباب الدورة عن مشاعرهم . وعن سؤالك أين وصلوا أقول لقد تخرج من الدورات التسع أكثر من 450طالبا ومنهم يؤمون المصلين في المساجد ومنهم قضاة ومحاضرون في الجامعات. وإننا نعد العدة للسنة العاشرة ونحن نقدم الشكر للداعمين شركة يوسف بن أحمد بن راشد الدوسري وإخوانه وندعو الله لهم بالتوفيق ولا ننسى رئاسة الحرمين على ما نلقى منها من دعم ورعاية .