عندما أتحدث عن الأحساء، فإن الحديث ذو شجون، يكون حديثاً من القلب، لتلك القلوب الرائعة، التي ارتوت من عبق الأرض وتعطرت بالتاريخ، ويكون حديثاً عن العقول التي تسمو فكراً وثقافة وأدباً، بقيمة هامات النخيل ومذاق التمر الذي يتساقط جنيّاً لنا جميعاً. الأحساء، واحة التاريخ، واستراتيجية الجغرافيا، بكل قسمات الوجوه التي تصافحنا يوميّا بابتساماتها، وبياض قلبها، وسمرة أياديها المعطاءة، في كل المجالات، لتشكل ضمن حديقة الوطن الكبير، ملمحاً مهماً، وإلهاماً يرفد الوطن بما يمتلكه من محاور نهضوية تستحق الإعجاب والتصفيق. وهنا، يكون ملتقى جواثا الثقافي الثالث، الذي تشرفت بحضوره، إضاءة تاريخية لا تنسى على مخزون لا ينتهي، من الثقافة والإبداع والأصالة، يعكس ما لهذه المنطقة من جذور تضرب في عمق الزمن، بانفتاح وتسامح وعطاء ورقي أدبي غير معهود، وبعبارة أشمل قالها محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي في حفل الافتتاح، مفادها «أن الأدب هو شكل التعبير المفتوح الذي استحضر كثيرا من قيم ومثل مجتمع الخليج العربي» فتكون القيمة الأغلى وهي أن هذه المنطقة منطقة فكر وثقافة وأدب، قبل أن تكون مجرد منطقة زيت ونفط. ملتقى جواثا الثقافي الثالث، الذي تشرفت بحضوره، إضاءة تاريخية لا تنسى على مخزون لا ينتهي، من الثقافة والإبداع والأصالة، يعكس ما لهذه المنطقة من جذور تضرب في عمق الزمن، بانفتاح وتسامح وعطاء ورقي أدبي غير معهود. لذا، لم يكن غريباً، أن أرى كل هذا الحشد الفكري المميز، من داخل المملكة وخارجها، في حضور بهيّ يسجل للملتقى بريقاً وإشعاعاً يعبر عن جذوره وقيمته، كانت الكلمات والفعاليات تعبر حقيقة عن توقير هائل للقيمة التاريخية والإشعاع الحضاري الذي نبت من هذه الأرض، وانعكس على كل الخليج عبر عقود وقرون، تلألأت فيها الأحساء وألقت بظلالها الوارفة على كل من حولها .. ليكون من اللائق والمناسب أيضاً، أن نقدر كل التقدير لمجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، برئاسة الصديق الدكتور ظافر الشهري، وجميع أعضاء مجلس الإدارة، لإنتاجه لملتقى جواثا الثقافي، ونشدد على كل الأندية الأدبية في بلادنا أن تعي قيمة دورها الثقافي وتعكس المخزون الأدبي والفكري الهائل الذي تمتلكه كل مناطق ومحافظات وطننا.. وتدرك أيضاً مغزى الربط الفكري بين التيارات والأفكار المتتالية والمجاورة، لننصهر جميعاً في بوتقة العقل الواعي، والإدراك السليم. لا يفوتني أن أسجل امتناني لكل الجهود الرائعة التي بذلتها العقول والسواعد الواعدة في الأحساء، والتي ساهمت في إظهار الملتقى بهذه الصورة الحضارية الفاتنة، وكذلك الجهد الإعلامي والأدبي لكل الزملاء والزميلات، الذين كانوا على قدر المسؤولية والحدث، وتأتي ضمنهم، زميلتنا الكاتبة فاطمة عبدالرحمن، وفريق العمل الذي نقل إلينا هذه الفعاليات بكل اقتدار.