طغت الأحداث السياسية الساخنة في الدول العربية، على عالم الفن الخليجي، ودعته إلى التفاعل معها، عبر سلسلة من الإلغاءات التي طالت مهرجانات غنائية لها اسمها العريق وتاريخها الطويل، وكانت محافظة على إقامتها كل عام، وسط حملات إعلامية كبرى، ودعوات توجه إلى عدد وافر من الإعلاميين والشخصيات العامة في العالم العربي، وجاءت قرارات الإلغاء من اللجان المنظمة لهذه المهرجانات تارة، وجاءت من بعض الفنانين الذين أعلنوا انسحابهم من المهرجانات المشاركين فيها تارة أخرى، تفاعلاً مع شعوب عربية، تشهد سيلاً من الدماء اليومي في كل من سوريا ومصر وتونس واليمن والعراق. وشملت المهرجانات الملغاة حتى اللحظة، مهرجان صوت الريان ومهرجان الأغنية في الدوحة، ومهرجان ليالي فبراير في الكويت، والأوبريت الغنائي في مهرجان الجنادرية في المملكة العربية السعودية. وقرر الملك عبدالله بن عبد العزيز يحفظه الله قبل أيام قليلة، إلغاء الأوبريت الغنائي في مهرجان الجنادرية الذي كان مقررًا إقامته في المملكة هذه الفترة نظرًا لما يتعرض له الشعب السوري من قتل يومي بالعشرات من جانب النظام الحاكم. وكان من المقرر أن يحيي الأوبريت كل من فنان العرب محمد عبده، وراشد الماجد، وخالد عبد الرحمن وماجد المهندس. ولقي قرار الملك عبدالله، تجاوباً وإشادات محلية ودولية، لم تستغرب الأمر على حكومة المملكة، التي اعتادت أن تساند الدول العربية، وتقف بجانب شعوبها في جميع الأحوال والظروف. وفي الكويت، أعلن الملحن عبدالله القعود، المشرف على مهرجات ليالي فبراير، عن إلغاء المهرجان الغنائي فقط، للسبب نفسه، وقال ل»اليوم» إنه حتى هذه اللحظة، المهرجان الغنائي في ليالي فبراير ملغى لن يقام في موعده المحدد له، فيما ستواصل الليالي فعالياتها العادية، وفق الجدول الموضوع لها، مثل المحاضرات والندوات وبرامج المرأة والأسرة، والتوعية الدينية، مشيراً إلى أن عددا من الفنانين الذين كانوا مشاركين في المهرجان الغنائي، أعلنوا انسحابهم من المهرجان، قبل إلغائه بشكل رسمي، مثل الفنان نبيل شعيل، وكان من المقرر أن يشارك في هذا المهرجان كل من رابح صقر وعبادي الجوهر ومشاعل وعادل محمود ونوال وفرقة ميامي وشرين وحسين الجسمي ومنى امارشا وآخرون. وأعلنت «إذاعة صوت الريان» عن إلغاء مهرجان الربيع الغنائي الذي كان مقررًا إقامته بسوق واقف هذا العام في الفترة من 15 إلى 29 فبراير الجاري نظرًا للأحداث المؤسفة والمستمرة التي تتصاعد في سوريا هذه الأيام. وكانت الدوحة قد قررت إلغاء مهرجان الدوحة للأغنية عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بضرب قطاع غزة في العام 2009 ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا من المدنيين والأطفال الذين تعرضوا للقتل والتدمير على مدى أكثر من 20 يومًا. كما أن اللجنة المنظمة لمهرجان الدوحة الغنائي السابع، ألغت فعاليات في مهرجان بسبب وفاة الشيخ جابر الصباح أمير دولة الكويت، وأوضح رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان آنذاك تيسير عبد الله أن المهرجان ألغي بعد إعلان خبر وفاة أمير الكويت جابر الصباح حيث اشتمل جدول المهرجان على العديد من الأسماء اللامعة.