سجلت قضايا عقوق الوالدين بالمنطقة الشرقية خلال الاعوام الثلاث الماضية تفاوتاً في معدلات رصدها من عام لآخر ، فيما انخفضت نسبة القضايا المسجلة من هذا النوع عام 1432ه الماضي بنسبة 21 بالمائة مقارنة بعام1431 ه. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي ، ان جميع المدعى عليهم فى القضايا من الذكور ، وقال: إن هذه السلوكيات وتلك القضايا تظل مستمرة وترجع أسباب ارتكابها في الغالب إلى ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري الذي تعيشه بعض الأسر وكذا غياب الرقابة المنزلية على الابناء منذ طفولتهم بسبب انشغال الوالدين لفترات طويلة عن المنزل ، إضافة لانتشار القنوات الفضائية غير الهادفة التي تؤثر سلبا في إضعاف الروابط الاجتماعية وهو ما يقود لتلك الحالات الشاذة في المجتمع الذي يحرص على أهمية الرفق بالوالدين والاعتناء بهما وطاعتهما وتوفير الراحة والطمأنينة لهما ، وأشار الرقيطي إلى أن آخر قضية سجلت من هذا النوع كانت في شرطة مدينة الدمام قبل حوالى أسبوع ، عندما تقدم مواطن «ستيني» ببلاغ قرر فيه عقوق ابنيه له وعدم انصياعهما لأوامره وتم التحقيق فى البلاغ وإحضار الإبنين وهما في العقد الثاني والثالث من العمر ، وأحيلا لهيئة التحقيق والإدعاء العام لاستكمال الإجراءات . وأوضحت مصادر ل « اليوم» ، أن « الاعتداء اللفظي» هو الأكثر فى البلاغات المسجلة لدى شرطة الشرقية ، فيما تتعرض بعض الحالات للعنف البدني تحت تأثير تعاطي الابن للمخدرات أو انفصال أحد الوالدين أو الشجار بين الوالدين الذي قد يقلل قيمة الأب أو الأم فى أعينهم وهو ما يتطور لعقوقهم وعدم طاعتهم ، إضافة لدور البيئة المحيطة بالأبناء العاقين من خلال تأثرهم بأصحابهم في المدارس الذين قد ينقلون إليهم عادات سلبية تدفعهم لعقوق الوالدين ، فيما أرجع مستشار اجتماعي ، سبب العقوق الرئيسي إلى خلل في التربية نتيجة التدليل الزائد أو القسوة المفرطة ، علاوة على الانفتاح الإعلامي وما يبثه فى المجتمع من قيم غربية ، وطالب خطباء المساجد بالتوعية من خطر تلك الظاهرة والدعوة إلى بر الوالدين عبر خطبهم ومحاضراتهم، وكذا بتفعيل دور الإعلام ومواقع الإنترنت فى نشر هذه الثقافة بين الجيل الجديد والإكثار من الوعظ وتداول قصص العقوق لأخذ العظة والعبرة منها .