للمرة الأولى منذ بدء جلسات محاكمته في 3 أغسطس من العام الماضي تغيّب الرئيس السابق حسني مبارك عن الحضور في محاكمته والمثول في قفص الاتهام، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية. ولدى إثبات المستشار أحمد رفعت حضورالمتهمين في بداية الجلسة طلب من أمين سر المحكمة أن يثبت في محضرالجلسة أن المتهم الأول في القضية محمد حسني السيد مبارك لم يتمكن من الحضور نظراً لسوء الأحوال الجوية، حيث ذكرت جهات الأمن المسئولة تعذّر وصول مبارك أمام المحكمة وأنه يجوز استمرار إجراءات المحاكمة لبقية المتهمين. وفيما يتعلق به في غيبته يقوم محامو الدفاع عنه بإعلامه بما دار في الجلسة التي لم يتسنَ له حضورها وبما جرى فيها من إجراءات ومرافعات، واثبتت المحكمة حضور بقية المتهمين في القضية من محبسهم، وهم علاء وجمال مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعدوه الستة، احمد رمزي رئيس قوات الأمن المركزي السابق وعدلي فايد رئيس مصلحة الأمن العام السابق وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق وإسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق وأسامة المراسي مدير أمن الجيزة السابق وعمر الفرماوي مدير أمن 6 اكتوبر السابق. من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام مصرية، أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك، هدد بالانتحار في حالة تنفيذ القرار الصادر من وزير الداخلية بنقله إلى مستشفى سجن مزرعة طرة، وطلب مبارك من الحراسة المكلَّفة بحراسته أن يبلغوا الأطباء بتهديده وقال: ‹›هجيب لكم مصيبة دولية سودا››. وحسبما ذكرت صحيفة روز اليوسف في تقرير صحفي، أن مبارك عندما علم بقرار نقله إلى مستشفى سجن مزرعة طرة، ثار بشكل غير مسبوق وطلب من ضابط الاتصال وحرّاسه أن يتصلوا بعدد من المسئولين سواء من التليفون العادي أو اللاسلكي لنقل رسائل شخصية تتعلق بقرار نقله لمستشفى سجن مزرعة طرة، الأمر الذي قابله الضابط والحراس بالرفض، ما أدى إلى تصاعد رد فعل الرئيس المخلوع وظل يصيح ويحطم عددًا من الأشياء الموجودة في نقلت وسائل إعلام مصرية، أن الرئيس المخلوع حسني مبارك، هدّد بالانتحار في حالة تنفيذ القرار الصادر من وزير الداخلية بنقله إلى مستشفى سجن مزرعة طرة، وطلب مبارك من الحراسة المكلّفة بحراسته أن يبلِّغوا الأطباء بتهديده وقال: «هجيب لكم مصيبة دولية سودا».غرفته، ولم يهدأ إلا بعد حضور الطبيب المعالج له، الذي قام بدوره بإعطاء مبارك حقنة مهدئة. يبرز في هذا السياق أن مبارك طلب من أحد المحامين التقدم بطلب معارضة لقرار نقله إلى مستشفى مزرعة طرة، ورفع قضية أمام القضاء الإداري ضد وزارة الداخلية، وفي نفس السياق، وعَدَت سوزان ثابت زوجها بالتصرف وطلبت منه الهدوء. وأكّدت سوزان ثابت لزوجها، أنه في حالة نقله إلى مستشفى السجن سيكون أفضل بالنسبة إليه، حتى يكون بجانب نجليه، ليعتنيا به، إلا أنه اعترض على هذا الكلام واتهمها بأنها سبب ما حدث له. من ناحية ثانية, حذر رئيس نادي قضاة مصر السابق المستشار زكريا عبدالعزيز مما وصفه ب»الوقيعة بين القضاة والشعب» على خلفية الجدل القائم بسبب تأخر محاكمات رموز النظام السابق وأزمة التصريحات المتبادلة بين رئيس نادي القضاة الحالي وعدد من أعضاء البرلمان. وقال عبدالعزيز، في تصريحات وكالة الأنباء الألمانيةل (د.ب.أ): « الثورة لم تصل إلى القضاء بعد.. فقط سقط مبارك لكن نظامه ما زال يحكم والقضاء ما زال يعاني من عدم الاستقلالية وهو ما يؤدي إلى الجدل حول محاكمات .رموز النظام السابق». وأضاف: «القضاة ما زالوا يعملون وفقا للمدرسة القديمة التي فرضها النظام السابق للتحكم في كافة القضايا ونحتاج إلى وزير عدل ثوري يضع خطة طموحة لاستقلال السلطة القضائية كي يتمكن القضاة من تحقيق العدالة سواء في محاكمات رموز النظام السابق أو القضايا الأخرى». واقترح عبدالعزيز أن يتم تخصيص دوائر خاصة تتولى محاكمات رموز النظام السابق وقضايا قتل المتظاهرين التي تنتظرها دوائر قضائية مختلفة على أن يتم إحالة القضايا العادية إلى دوائر أخرى كي تتفرغ الدوائر التي سيتم تحديدها لمحاكمات رموز النظام السابق، ممّا سيترتب عليه سرعة سير المحاكمات في كافة القضايا المتعلقة بالثورة.