أعلن صندوق التنمية العقاري الأسبوع الماضي عن توقيع اتفاقية برنامج «ضامن» مع أحد البنوك المحلية، ويهدف البرنامج حسب تصريح المسؤولين لتسريع عملية الحصول على القرض العقاري وزيادة حجم التمويل لمن يملكون الملاءة المالية. ورغم وجود بعض الغموض بتفاصيل الاتفاقية إلا أنه بناء على ما نشر فإن البرنامج يفترض أن يقلص من قوائم الانتظار في صندوق التنمية العقاري من خلال برنامج تم تسميته (القرض المعجّل). كما أن الاتفاقية ستسمح لأصحاب الملاءة المالية الجيدة بأخذ قرض يزيد على 500 ألف ريال من خلال برنامج آخر تم تسميته (التمويل الإضافي). التأثير المباشر لهذا البرنامج إذا تم البدء بتطبيقه – وهو بدأ فعلا حسب ما ينشر بالصحف– أن الطلب على المساكن سيرتفع، لأن القدرة الشرائية زادت عند المستهلكين، فمع (القرض المعجّل) لو كان إجمالي من يقرضهم صندوق التنمية سنويا هو 30 ألفا على سبيل المثال فإن عددهم سيكون 50 ألفا. ولو كان معدل الإقراض لكل مستفيد 500 ألف ريال قبل برنامج «ضامن» فإنه سيكون ربما 650 ألفا نتيجة ل(التمويل الإضافي)، كل ذلك سيؤدي لصب الزيت على \ يجب أن يعي المسؤولون بشكل واضح أن المشكلة الرئيسية للإسكان ليست نقص السيولة أو انعدام التمويل لدى الراغبين بامتلاك سكن. المشكلة التي نواجهها هي مشكلة شح مصطنع للأراضي ناتج عن الاحتكارالنار في سوق ملتهب أصلا، وسترتفع أسعار الوحدات السكنية والأراضي السكنية بشكل يتناسب مباشرة مع الزيادة في السيولة التي دخلت السوق من خلال المستفيدين من صندوق التنمية العقاري وبرنامج ضامن. وهو نفس ما حدث بعدما رفع الصندوق قيمة القرض ل500 ألف ريال بعد أن كان 300 ألف ريال فقط. حيث ارتفعت أسعار الأراضي أكثر، كما ارتفعت أسعار شقق التمليك بنسبة كبيرة وكثير منها ارتفع بنفس نسبة زيادة القرض، أي ارتفع 200 ألف ريال. يجب أن يعي المسؤولون بشكل واضح أن المشكلة الرئيسية للإسكان ليست نقص السيولة أو انعدام التمويل لدى الراغبين بامتلاك سكن. المشكلة التي نواجهها هي مشكلة شح مصطنع للأراضي ناتج عن الاحتكار. وعندما يكون هناك شح في سلعة معينة، فكيف ستفيد زيادة القوة الشرائية في حل هذا الشح!؟ الشح الذي نواجهه بسبب الاحتكار لا يمكن حله إلا بكسر الاحتكار. وكسر الاحتكار لا يكون إلا من خلال نزع الأراضي المحتكرة أو زيادة تكلفة الاحتفاظ بها من خلال الرسوم أو جباية الزكاة، وأي محاولة للحوم حول المشكلة من دون العمل على علاج جذورها لن يجدي نفعا وسيسهم في استمرار معاناة الناس أو حتى زيادتها كما هو حاصل في برنامج (ضامن).