مدرب الأخضر "رينارد" يكشف عن آخر مستجدات مواجهة العراق في خليجي 26    في أدبي جازان.. الدوسري واليامي تختتمان الجولة الأولى من فعاليات الشتاء بذكرى وتحت جنح الظلام    غوارديولا راضٍ عن أداء مانشستر سيتي رغم استمرار نزيف النقاط    طارق السعيد يكتب..من المسؤول عن تخبطات هيرفي؟    عمومية كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية ل"خليجي 27″    السلطات الجديدة في سوريا تطلق عملية بطرطوس لملاحقة «فلول النظام المخلوع»    وزارة الثقافة تُطلق المهرجان الختامي لعام الإبل 2024 في الرياض    بموافقة الملك.. منح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة ل 200 متبرع ومتبرعة بالأعضاء    السعودية: نستنكر الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام باحة المسجد الأقصى والتوغل جنوب سورية    الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بخرق الاتفاق والتوغل في مناطق جنوب البلاد    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    السعودية رئيسًا للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" للفترة ( 2025 - 2028 )    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    وطن الأفراح    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    المملكة ترحب بالعالم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    مسابقة المهارات    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارض سوري: الموقف السعودي القاطرة الحقيقية الأكثر تأثيراً في السياسة الدولية
نشر في اليوم يوم 06 - 02 - 2012

وصف معارض سوري الموقف السعودي فيما يتعلق بالوضع في بلاده، بأنه القاطرة الحقيقية للقوة الناعمة الأكثر تأثيراً في السياسة الدولية، مشيراً إلى شجاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي كان لها قصب السبق في إحداث التغيير تجاه المواقف العربية المتذبذبة نحو نظام الرئيس بشار الأسد. وقال عضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير ورئيس كتلة أحرار الشام المعارضة، أحمد رياض غنّام، إن ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، عن سحب المراقبين السعوديين، وضع الجميع أمام الحقيقة وأمام صورة المشهد الحقيقي، وأضاف أن الموقف السعودي هو الأقوى والذي يؤثر في المواقف الأمريكية والأوروبية، لأنه يملك قدرة كبيرة، ولا أحد يستطيع أن يستهين به، وأوضح أن المملكة ومصر هما الجناحان القادران فعلاً على عملية التغيير. وكشف غنّام، عن أن التدخل السعودي وراءه قرار سياسي مدعوم اقتصادياً ويملك المفاتيح الدولية كلها، وهو الوحيد القادر على تغيير المشهد، معتبراً دخول السعودية على خط الأزمة بأنه جاء نتيجة تخوف كبير من اتجاه الوضع في سوريا نحو مرحلة الحرب الأهلية التي يراهن عليها النظام.. (اليوم) التقت أحمد رياض غنّام في منزله بأحد أحياء القاهرة.. وكان هذا الحوار:
* في البداية، كيف ترى الموقف الآن في المتغير السوري على ضوء القرار السعودي الأخير بسحب المراقبين؟
المتغير في الأشياء الآن، هو التعجيل بنقل الملف السوري إلي مجلس الأمن بسرعة، والتطور في مواقف الدول العربية جاء عقب القرار السياسي السعودي، المملكة استجابت بقوة هائلة لما يحدث على الأرض، الدول العربية أصبحت في خلفية المشهد، المملكة وحدها سبقت الجميع، الموقف السعودي عدّل المواقف العربية 180 درجة.
في رأيي أن السعودية تمارس القوة الناعمة في إدارة العمل السياسي، وهذه إحدى مميزات الدبلوماسية السعودية، معظم الدبلوماسيات، تعتمد الإبهار والإظهار والتحدث على عكس السعودية، فهي لا تمارس هذا الدور على الإطلاق.. إنما بهدوء تام، وهذه إحدى ميزات القوى الناعمة في الدبلوماسية لأنها الأكثر تأثيراً في المواقف.
استباقاً للحدث نحن ذاهبون إلى اتجاه تصعيد مقنن وغير منفلت وغير مندفع للدخول في مواجهة عسكرية على الإطلاق، سيعتمد على كم هائل من الضغوط الاقتصادية والسياسية، على النظام السوري، الغرض منه تفتيت للمؤسسة العسكرية السورية من أجل قيام انقلاب عسكري في الداخل وهذا السيناريو أنا أطرحه وأتوقعه.
وضع مختلف
* ألا تعتقد أن هذا نفس الرهان أيام صدام حسين.. الجميع راهن على الإضعاف والحصار الاقتصادي وتفتيت المؤسسة العسكرية بحيث يحصل انقلاب، ولكن لم يحدث؟
- العراق غير سوريا.. لدينا معادلة أصعب في الجيش، الذي هو «علوي طائفي» في معظمه، نحن أمام جيش منتفع جداً لأن انتماءه طائفي، وعندما يحسون بأن الرقاب تساوت في عملية القتل والدم، إذا ما أطيح ببشار فسيحاسبون على عمليات الإبادة الجماعية.. وهنا يكمن الرهان، لأنهم في النهاية لن يغادروا البلد وسيعيشون فيه.. فكيف ستكون النظرة إليهم, هذا هو الفرق.. وأنا ما زلت أعول على المؤسسة العسكرية في سوريا، واعتقد جازماً أننا أمام مرحلة انقلاب عسكري لن تطول.
لا دولة علوية
* دعنا ندخل قليلاً في العمق، ما توصيفك حالياً للمشهد السوري وتوقعاتك لما سينتهي عليه؟
- أرى أن عمليات القتل والعنف ستستمر، لأن النظام هو الذي سيدفع باتجاه التدخل الدولي هو يحتاج لهذه الورقة، النظام بات على قناعة بأنه لا يستطيع الاستمرار كنظام طبيعي يملك الشرعية الإقليمية والعربية والدولية، وقد سقطت هذه الشرعية وآخر من اسقطها الجامعة العربية عندما قالت ان على الرئيس أن يسلم صلاحياته لنائبه، وبالتالي هو انتهى، الآن يجب على الجميع أن يتحرك، تحركت المملكة العربية السعودية والتي هي القاطرة الرئيسية في المواقف العربية وهي القادرة الوحيدة، على قرار سياسي مدعم اقتصاديا ويملك المفاتيح الدولية كلها، وهي الوحيدة القادرة على تغيير المشهد، دخول السعودية جاء نتيجة تخوف كبير من انفراط النظام في المنطقة وفي سوريا خاصة باتجاه مرحلة الالتهاب لمرحلة الحرب الأهلية، الحرب الأهلية في سوريا شروط وجودها غير متوافرة لكن هناك نوعا اخر، الحرب الأهلية في سوريا ستكون بالاتجاه الإقليمي، أي حزب الله، لبنان، العراق، المشهد الشيعي، وبالتالي تجاه تحزبات سياسية، السنة في العراق سيقفون معنا، الشيعة سيقفون مع إيران.. إذن نحن أمام موقف خطير جداً، بات من الضروري التحرك، والجميع يتحرك على هذه الخلفية، هذا بالنسبة للوضع، ما دفع الجميع إلى التوجه إلى مجلس الأمن، ما الغاية، لا أظن أن هناك تدخلا عسكريا على الإطلاق ولا أرى في المستقبل القريب أي نوع من أنواع التدخل العسكري، قد يبدأ في المرحلة الأولى إقامة نوع من المحميات الإنسانية وليس داخل الأراضي السورية، أنا أعتقد بجيوب أمنية محمية ضمن الجغرافيا التركية، وضمن الجغرافيا اللبنانية في بعض المناطق وبعض المناطق على الحدود الأردنية كي لا يقال بأن هذا عملية احتلال كي ينزعوا هذه الصفة عن تلك المناطق، اما العراق لا على الاطلاق، ولا في الشمال بسبب حساسية الموقف الكردي، هذه المنطقة مؤهلة لأن تكون مناطق عازلة ومنطقة حماية إنسانية محمية من الجو، إذاً هي بداية تدخل دولي، والتدخل الدولي قد حصل ولكن ليس بهذه الطريقة.
في مرحلة ما، تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية تحييد الوضع الإيراني، ومن جهة تستطيع السعودية وضع حد للموقف الروسي بدورها روسيا ستمارس ضغوطا على النظام مفادها أننا لن نستطيع أن ندافع عنك للأبد، أمام هذا المشهد الذي نعيشه الآن وننتقل إليه خلال الخمسة عشر يوما القادمة من الآن، أشد المواقف والسيناريوهات خطورة هو الانغلاق على الذات بالنسبة للنظام السوري على خلفية طائفية والذهاب باتجاه منطقة جبال العلويين وإعلان قيام الدولة العلوية، والتي أراها غير منطقية، ولكن قد تكون نهاية المطاف بالنسبة له ولكن هو في النهاية انتهى كنظام، بالتالي سيذهب باتجاه السيناريوهات التي قد لا تخطر على بال، والغاية من الذهاب إلى جبال العلويين قد تحدث بنسبة 50%، السبب أنه يريد مبادلة ورقة عفو أو مقايضة، لأنه الآن لا يملك غير ورقة القتل.
وبالتالي هذا المشهد إذا حصلت عمليات الضغط وتم إحكام الطوق على النظام قد نصل إلى مرحلة قريبة جداً بإغلاق الموانئ البحرية بالتوافق مع روسيا، سوريا هي مفتاح التغيير الشامل في المنطقة، أيضاً سوريا هي تغيير جميع المعادلات القائمة ولابد لنا أن نذكر شيئا مهما جداً، أنا أقر بأن قطار الربيع قد قرر له أن تكون محطته الأخيرة في بلاد الشام في دمشق ولن يسمح له بالخروج منها.
الرغبة والقدرة
* من خلال هذه المعطيات، كيف تقرأ قرار الجامعة العربية بوقف بعثة المراقبين لسوريا؟
- أرى أن قرار وقف لجنة المراقبين جاء على خليفة القرار السعودي، الكلمة المفصلية في المشهد كانت كلمة الأمير سعود الفيصل: «لا نريد أن نكون شهود زور» لأنها وضعت الجميع أمام الحقيقة وأمام صورة المشهد الحقيقي، فتبين لي مباشرة بإحراج الموقف العربي، الجامعة أحرجت من خلال الموقف السعودي، عندما اتخذت السعودية قرارها. طبقت مقولة «احرجوا فاخرجوا»، كل ما يحصل الآن في المشهد السياسي الآن في الجامعة العربية والدولية، وراءه السعودية، الموقف السعودي هو الأقوى والذي يؤثر في المواقف الأمريكية والأوروبية، لأنه يملك قدرة كبيرة، الموقف السعودي، لا أحد يستطيع أن يستهين به، السياسة التي لا تدعم بقدرات دولة إن كان قدرات بشرية أو اقتصادية هذا قرار سياسي ضعيف، لبنان يستطيع أن يتخذ قرارات سيادية لكن هل يستطيع أن يطبق؟
نعود لنعيد المعادلة، هي معادلة الرغبة والقوة كما يقال، فلذلك أنا أتحدث عن بلدين قادرين على تغيير المشهد مصر والسعودية، فقط هما الجناحان القادران فعلاً على عملية التغيير، الكارثة في مصر أنه لا يوجد تظهير للقرار السياسي، هذا لا يمنع أن كل الدول تعاني أوضاعا داخلية، لا تستطيع أن تتابع دولة الثمانين مليون نسمة لا تستطيع أن تكون تابعة لأحد على الإطلاق وهي الدولة ذات الثقل الكبير في السياسة العربية، ولو تدخلت مصر والسعودية منذ بداية الأزمة لما وصلنا لما وصلنا إليه الآن.
موقف مفصلي
* الموقف السعودي القوي أصبح أقوى بمظلة خليجية، الملك عبدالله قبل أشهر كان أول من بعث خطاب نصيحة لبشار الأسد، وبعده سحب السفير من سوريا، والآن سحب المراقبين السعوديين، هل تعتقد أن هذا الموقف كان مفصلياً في معادلة التغيير المرتقبة في سوريا؟
- نعم كان الإشارة الرئيسية التي كان ينتظرها الجميع، لاحظ غالبية الدول كانت مترددة، النظام كان يتلاعب بالمهل، عندما أرسل المراقبين العرب، أدخلهم في التفاصيل، هل هم كفء وهل يتبعون الجامعة؟، كيف سيتنقلون بين المناطق؟ وكيف سيقتربون من الناشطين السياسيين، ومع المراقب ثلاثة أو أربعة ضباط مخابرات؟.. أغرقوا العملية بالتفاصيل وقال لهم وزير الخارجية السوري وبكل صراحة: «أحضروا معكم مايوهات السباحة لأنكم ستغرقون في
حزب الله رأس الحربة ضدنا وسينتهي بنهاية النظام، ولعبة روسيا لن تطول كثيراًتفاصيل المشهد السياسي»، وهذا ما حصل، كنا نقول لماذا ترسلون المراقبين؟ هل يحتاج القتل إلى إثبات؟ نحن نقدم لكم أسماء الشهداء وصورهم، والعالم يشاهد بعملية البث كل شيء على شاشات التلفزيون وعبر الشبكة العنكبوتية، هل يراد للشيء المؤكد زيادة التأكيد؟، هذه عملية لإضاعة الوقت.. وهنا عندما وصلت السعودية إلى القناعة بأن الحراك الثوري مستمر، ولا عودة للوراء وأن النظام لا يستطيع أن يقدم شيئا، لذا أرادت أن تفضح الموقف السوري على حقيقته، وهذا ذكاء سياسي وذكاء دبلوماسي.
تورط إيراني
* ما رؤيتك للعلاقة الإيرانية، والاتهامات التي تسوقها المعارضة لإيران بجانب حزب الله، والكلام عن اسرى وخبراء عسكريين وأمنيين؟
- معظم المعلومات تثبت هذا التورط، وكما أخرجنا للعالم منذ أيام، المعتقلين الستة الذين ادعت إيران أنهم مهندسون يعملون في مجال الطاقة الكهربائية، وثبت كذبهم، لأن أحدهم برتبة عالية في الحرس الثوري.
نحن نعرف مدى انخراط إيران في المشهد السوري، ونعرف أين تقيم مراكز تنسيق وتنصت وتجسس، وأسلحة القنص كلها من صناعة إيرانية وهناك خبراء إيرانيون يدربون على بنادق القنص الخاصة هذه البنادق موجودة فقط عند إيران، لذلك إيران متورطة في المشهد السوري، هي تدعي عدم تورطها، هي متورطة وتورد أسلحة بعدة طرق عن عن طريق تركيا وعن طريق البحر ويوجد طائرة مدنية تم حجزها في تركيا وهي موجودة الآن في تركيا الطائرة محملة بالأسلحة، هذا لا يغفل عن أحد تورط حزب الله هناك عدة جنائز خرجت في منطقة الضاحية الجنوبية لقتلى من حزب الله قتلوا في الميدان في سوريا، ونحن نعرف كل هذا..
حزب الله رأس الحربة ضدنا، وإذا كان مقاتلاً حقيقة فليقاتل إسرائيل.. الحزب سينتهي إذا سقط النظام، وهم يعلمون ذلك.
صرخات عالية
* سبق للأسد أن هدد بأنه سيشعل المنطقة لو سقط نظامه.. على ماذا يراهن من وجهة نظرك؟
- من يطلق الصرخات العالية هم الضعفاء، عندما يحشرون في الزاوية، وعندما استشعر بمدى الخطر أراد أن يرسل رسالة وحيدة للسعودية، هو قال بالحرف الواحد إن هناك زلزالا سيحدث من سوريا إلى الخليج العربي ويقصد السعودية من خلال استثارة الأعراق والأقليات، ثم كان يتحدث بلسان حال إيران، هو غير حكيم ولا يملك تجربة سياسية، الأسد يبني قوته على الآخر وهو إيران، يستشعر الآن مدى الضعف الإيراني نتيجة الضغوط الدولية التي تمارس من خلال الملف النووي، أراقب بدقة المحللين السوريين الذين ينطقون بحال النظام، يتحدثون بطريقة غريبة عجيبة.
النظام يدفع باتجاه التدخل الدولي وفي 3 إلى 6 أشهر من الآن سيسقطيتحدثون عن روسيا وأنها لن تتراجع بطريقة كيدية وفي السياسة لا يوجد كيدية، يوجد تحليل ورؤية ومصالح، كيف لك أن تراهن على روسيا.
إشارة فاشلة
* هناك اتهام للمعارضة، مفاده لو أن لها علاقات مع إسرائيل ممكن تساعد في إسقاط النظام رغم أن إسرائيل لها مصلحة في بقاء الأسد؟
- هذه المقولة قد انتهت منذ الشهر الخامس للثورة السورية، الإسرائيليون باتوا على قناعة مطلقة منذ الشهر السادس للثورة بأن الشعب اتخذ قراره والنظام سيسقط، عندما أطلق رامي مخلوف مقولة أن أمن سوريا من أمن إسرائيل أو أمن النظام من أمن إسرائيل كانت إشارة الاستنجاد الأخيرة، لم تستجب لها إسرائيل لأنها تعلم تماماً أنه لن يوجد رئيس يتحكم في القرار السياسي ما بعد سقوط النظام لأننا بلد ديمقراطي، وأنا متأكد من أننا سنجلس على طاولة المفاوضات في نهاية المطاف وسنسترد أرضنا كما فعلت مصر والأردن.. سنأخذ حقنا في أرضنا وسنستعيد أرضنا في النهاية.
* ما حقيقة علاقتكم مع أمريكا؟
- ليست لنا علاقة. ولكن بعض الاخوة في المعارضة لهم علاقات مع شخصيات أمريكية، الولايات المتحدة أثناء الأحداث كانت تخشى من وصول الإسلاميين للحكم، كما حصل في تونس ومصر.
ولكن دعني أؤكد أنه لا يوجد أي تعويل على الولايات المتحدة في هذه المرحلة، أعتقد العاقل في المعارضة السورية لا بد أن يعوّل فقط على الموقف السعودي، إذا أراد الوصول إلى نتيجة، نقول بصراحة من يستطيع أن يغير في المواقف العربية هي المملكة العربية السعودية، وهي من يستطيع أن يغير في الاتحاد الأوروبي المستورد الرئيس للنفط، وهي من يستطيع أن يضغط على أمريكا، اذن السعودية هي الدولة الوحيدة الفاصلة في المنطقة القادرة على التغيير الكبير.. اذا لماذا نذهب إلى الولايات المتحدة ولدينا هذا الحجم السياسي الكبير الضخم.. فلنذهب للسعودية.
رهان روسي خاطئ
* في رأيك على ماذا يراهن الروس في تأييدهم لنظام الأسد؟
- هذه مقولة خطأ، هو مؤيد لمصالحه، دخلت على المواقع الروسية لكي أتابع طبيعة القرار السياسي، فوجدت أن الربيع العربي قد يصل إلى روسيا، هناك رفض كامل من قبل الشعب الروسي للانتخابات الأخيرة وللإدارة الروسية وبالتالي هو يخشى أيضاً من هذا الوضع لأن سقوط سوريا المرتبطة عضوياً وسياسياً وتاريخياً بروسيا وبالتالي هو يخشى ويعتبر ذلك بمثابة اشارة إلى الشعب الروسي لذا يعاند، ما جعله يدفع ثمنه خسارة اقتصادية هائلة في ليبيا، معظم العمليات الآن عمليات إعادة الإعمار والبناء ستعود لمجموعة من الشركات الغريبة.. باختصار هناك غباء سياسي روسي.
مجلس بالتعيين
* ما علاقتكم بالمجلس الوطني وما رأيك به؟
- أول شيء انا دعيت للمجلس ورفضت وسبب رفضي كان واضحا وصريحا، رفضت اتقدم للترشيح، أنا لا أومن إلا بالعمل الديمقراطي وأنا كتلتي نشأت على أساس ديمقراطي، فكيف لي أن أذهب إلى مجلس يعين بالتعيين ومن قبل الاخوان المسلمين، هناك أشخاص لم يدخلوا سوريا منذ 30 عاماً ولم يعرفوا عنها شيئاً، ومع ذلك فهم في المجلس، ولا أدري على أي أساس، ولكنها اختيارات «الإخوان» أو تعييناتهم.
طائف جديد
- دعني أنقل اتهاما للمعارضة بأن لا مشروع سياسي متكامل لديها، أو أن الأفق السياسي لكتل المعارضة لا يوازي شلال الدم على الأرض، وربما لا يلبي طموح الثائرين.
- ربما يكون هذا صحيحاً، لأن من اعتبر نفسه الجهة الممثلة للثورة السورية في الجانب السياسي، هو المجلس الوطني، وهي رؤية قاصرة لأنها تتغير حسب تغير الشارع. وهنا أشدد على طائف جديد تدعو له المملكة العربية السعودية، الوحيدة القادرة للدعوة لهذا المؤتمر يحضره المجلس وكل أطياف المعارضة خارج اطار المجلس، ليتوحد الجميع على رؤية واحدة، ثم ينسحب الجميع ويبقى جهة واحدة صغيرة تمثل المعارضة، وكلنا سنقف خلف هذه الجهة
كشف غنّام، أن التدخل السعودي وراءه قرار سياسي مدعوم اقتصادياً ويملك المفاتيح الدولية كلها، وهو الوحيد القادر على تغيير المشهد، معتبراً دخول السعودية على خط الأزمة بأنه جاء نتيجة تخوف كبير من اتجاه الوضع في سويا نحو مرحلة الحرب الأهلية التي يراهن عليها النظامإذا كنا في القيادة أو لم نكن، ولكن المشكلة في المشهد السوري أنه مشهد متغير والتغير سريع جداً.
تحت الإقامة الجبرية
* هناك مقارنة غريبة، لم يواز ذلك انشقاق في السياسيين كما حصل مع القذافي؟
- توجد اسباب، انشق المفتش الأول في وزارة الدفاع، قبل أسبوعين واجتمع معي، وسألته عن أسباب ذلك، فكان الجواب أن جميع الأسر تحت الإقامة الجبرية، حتى اسرة السفير الموجود في لندن، تحت الإقامة الجبرية، إن لم تكن أسرته وزوجته بسبب تواجدهم في الخارج، فوالدته وأشقاؤه، وأعلن مباشرة عن طريق الخارجية، سيتم اعتقال، وكلمة اعتقال لدينا تقشعر لها الأبدان، فلذلك لن يحدث ذلك الانشقاق، لن يحدث على الإطلاق كيف سيحصل، كل الأسر كبار المسئولين والوزراء والسلك الدبلوماسي في سوريا، كلهم تحت الاقامة الجبرية في سوريا، ممنوع مغادرة أي موظف رسمي في الحكومة السورية، هذا من ناحية.
سرقة تاريخية
* لماذا لا يتحول المجلس الوطني لحكومة منفى؟
- لأنه في هذه المرحلة لن يحصل على الاعتراف الرسمي. ثم إن حكومة المنفى لا تأتي إلا في ظل احتلال، ثم إن هذا لا يكفي، لأن مشكلة المجلس أنه بني على قاعدة التعيين وليس على نصاب العمل الديمقراطي أي لن يدعو جميع أطياف المعارضة إلى مؤتمر شامل جامع.
* ولماذا من البداية لم تجتمعوا جميعاً وتختاروا أشخاصاً يكونون النواة؟
- هكذا قرر الإخوان المسلمون، اجتمعوا في اسطنبول واتصلوا بأشخاص وفجأة ظهرواً على الإعلام وقالوا هذا هو المجلس الوطني، وكان لهم أطراف في الداخل اخوان مسلمون ممولون من اخوان مسلمين ومدعومين من تركيا، رفعوا هذا الموضوع وانتهى الأمر، هذه سرقة لحظة تاريخية.
* هل هذا اتهام؟
- نعم، شيء واضح، ماذا تسمي التعيين في السياسة، إنها سرقة، أما الديمقراطية فتعني انتخاب، الأخوان لو كان هدفهم ساميا ونبيلا كان يفترض بهم أن يدعوا جميع الطيف المعارض إلى دولة ما.. تركيا السعودية، نجتمع هناك ككتل وأشخاص، ثم نذهب إلى صندوق الاقتراع ونقترع اعضاء الهيئة، والمكتب التنفيذي ما حصل أننا فوجئنا في اليوم التالي، أنهم قرروا أن هذا هو المجلس ويمثلنا، سأقول لك أحد أعضاء هذا المجلس وهذا يقع في خانة التسفيه أحياناً، أحدهم كان عندي اجتماع هام في تركيا اجتماع خاص، نحن متواجدون تحت كتلة شخص، وهو ينتمي لفئة معينة في المجتمع السوري، لا أريد أن أحددها سيكتشف الأمر، طرحنا موضوعا للنقاش وللموافقة أو لعدم الموافقة برفع الأيدي، فيسألني هل أرفع يدي أم لا؟ قلت: هذا يعود لك، ماذا فهمت من القرار وهل ستؤيد أم لا، قال لي أنت ماذا تريد موافق، قال لي خلاص أنا أثق بقرارك وهو الآن عضو في المجلس ، هل أأمن لهذا النوع من المعارضين أن يشكلوا حكومة انتقالية؟ لا طبعاً.
3 أشهر
* النظام آيل للسقوط، هكذا تقولون، ولكن ما تصوراتك للمشهد المقبل، وكم سيستغرق؟
- المدة ستطول، في مقال لي، ذكرت أن الثلاثة أشهر القادمة هي نهاية النظام السوري، في حال واحد فقط، إذا لم يذهب باتجاه الدولة العلوية، إذا ذهب باتجاه الدولة العلوية ستأخذ العملية سنة، لأنه سيكون هناك قتال شديد بين كل الثوار، ونحن سنعود فوراً للداخل حتى نسقطه في أماكن تواجده، أما في حالة إذا تم تظهير القرارات بصورة قوية، ممارسات اقتصادية، وممارسة قيد ضاغط على النظام، واستطعنا أن نضعف الورقة الإيرانية.
رهان على الجيش
* على ماذا تراهنون بالضبط؟
- أنا لا أراهن إلا على الجيش السوري، وسيسقط النظام من الداخل ولا يسقط من الخارج على الاطلاق، ولن يسقط هذا النظام إلا من خلال انقلاب عسكري، وهذه مقولة لي منذ اليوم الأول للثورة وحتى هذه اللحظة لن أغير على الاطلاق، حتى لو كان الجيش من ضمن الطائفة، بالعكس هذا الانقلاب سيحمي الطائفة وكبار قادة الجيش الذين لم يتورطوا بالدم السوري، وسيعتبرون أبطالا اذا قاموا بهذا الانقلاب، فأنا لا أرى الحل إلا بهذا الانقلاب، وإلا فنحن أمام مشهد طويل وعنف وقتل.
أين الأكراد؟
* تحليلك للمقبل ما رأيك في تفاعل الأكراد مع الثورة؟
- سنعود إلى سوريا بحلم الحرية والديموقراطية، التي قد تتجاوز الكثير مما لدى الأشقاء العرب، والسبب الخلفيات الاجتماعية.. لا تنس أن لدينا الأرمني والمسيحي والدرزي والكردي، ستجد نوعاً من الديمقراطية، ولن نكرر نموذج العراق. لأن لدينا طبيعة تسامحية وليست انتقامية.. تذكر.. من كان وزيرا للأوقاف في سوريا، كان فارس الخوري المسيحي، هل هناك بلد في الوطن العربي لديها وزير للأوقاف الإسلامي مسيحي، وكذلك كان رئيس وزرائنا ورئيس جمهوريتنا، أنا غير متخوف على سوريا على الاطلاق.
فقط شيء واحد يقلقني، وهذا يثير قليلا من الإشكاليات تجاهي، أنا معروف أن مواقفي جيدة تجاه الكرد السوريين، هم يطالبون بتغير اسم الدولة، امتيازات خاصة مبدئياً دون أن يقدموا شيئا، أنا لا أظن أن هذا يصب في العامل الأخلاقي، وهذه انتهازية سياسية، يتحدثون عن الفيدرالية، وانا مقتنع بالفيدرالية ليس على قاعدة التقسيم الجغرافي، أنا اتحدث عن مركزية الدولية، يعني الفيدرالية، بالنسبة للكرد يعني الحفاظ على خصوصيتهم وهذا حقهم، أقصد بها عملية الانماء وإدارة ذاتية للمكان وليس على قاعدة التقسيم الجغرافي.
لكن ان نتحدث عن عملية تقسيم بطريقة ملتوية أو متوارية بعض الشيء لا يجوز ولا يصح وأنا اتحدث كمحب للاخوة الكرد وأنا قريب كثيراً من المجلس الوطني الكردستاني ومن الاخوة الأكراد ولذا أقول لهم اعملوا في الحراك الثوري بقوة، أنا متأكد لو أن الحراك الثوري في المناطق الكردية اشتد فستتغير المعادلة لا يستطيع هذا الجيش الضعيف المنهار على مدى 12 شهراً أن ينتشر على كامل الجغرافيا السورية، سيساعدوننا في عملية اسقاط النظام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.