عرفت الرومانسية كمذهب أدبي عندما ابتدعها الكاتب الفرنسي ستندال وأراد بها في دراسته لشكسبير ورايس الحالة النفسية التي من أهم خصائصها زيادة الحساسية وعدم القناعة بما يمليه العقل وتدبر الأمور بحكمة. وتطورت تفاسير الرومانسية فيما بعد في ثلاثة مذاهب في المانياوانجلتراوفرنسا فعند الالمان كانت تعني الثورة على المبادئ الجمالية الموروثة واحلال الوجدان والانفعالات الشخصية بها. وفي انجلترا مثلت الثورة على الأوضاع الارسطوطالية لتحرير الشعر من جمود القافية وزيف الصنعة, وفي فرنسا اهتمت الرومانسية بالانا والتعبير عن الوحدة والحزن. فكانت الرومانسية في مفهومها العام والمتداول تشكل هروبا من الواقع وتغليب الاحاسيس المرهفة. تطورت الرومانسية بالمفاهيم الخاطئة فقد يقول لك احدهم: هذا عصر رومانسي, وتقول احداهن: فستان رومانسي مع انها حالة مرتبطة بالاسلوب التعبيري.ولكن ماذا عن الرومانسية اليوم في المفهوم العام وليس الخاص في الادب تتكرر هذه المفردة على ألسنة الكثيرين تارة يطلبونها واخرى يبحثون عنها على انها جلسة شاعرية لشخصية على ضوء الشموع والاستماع لنغمات موسيقية هادئة والرومانسية أيضا في وقتنا الحالي ممكن ان تكون جلسة انفرادية في الجو السابق نفسه الشموع والموسيقى وفي مجتمعاتنا العربية لم نعرف هذه الاجواء الا من خلال الافلام ولهذا تخيل كثيرون او فهم كثيرون ان الرومانسية مرتبطة بالحب وتبعاته من شعور بالحزن أو الشوق أو الاستعداد للقاء أو العيش فيه. وتطورت الرومانسية بالمفاهيم الخاطئة فقد يقول لك احدهم: هذا عصر رومانسي وتقول احداهن: فستان رومانسي مع انها حالة مرتبطة بالاسلوب التعبيري عند الإنسان وليس أي إنسان. وبالتأكيد هو ليس ذلك الذي يسمي المثلوثة رومانسية أو يخص الرومانسية بشكل وطعم ورائحة المثلوثة برزها وجريشها وقرصانها. مطعم الرومانسية للمثلوثة سبب لي صدمة ثقافية لا علاج لها ولا شفاء منها كصدمة تلك الأم بابنها المراهق عندما دخل عليها يوما فوجدها في حالة استرخاء على انغام الموسيقى فما كان منه الا أن صاح مندهشا يا سلام. يا أمي على الجو الكوميدي. وكان جادا في فهمه المختلط، اما زوجها الذي عاتبته يوما قائلة: ان حق زهرة الروز لا يزيد عن ستة ريالات فكان جوابه انا اشتري لك صندوق خيار تأكلينه واولادك بعشرة ريالات افضل. فلم تعد الرومانسية مذهبا ادبيا ولا وصفا لحالة انسانية مبدعة بل أصبحت مزيجا مختلطا من المفاهيم كاختلاط مكونات المثلوثة واسلوبا يمثل مادة استهلاكية هلامية تشكل حسب رغبة الزبون وتناسب الوقت الحاضر بكل سلبياته. [email protected]