لا أدري إذا كان من يقف في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة أو «أصحاب الهمم» كما تسميهم دولة الإمارات الشقيقة، يعرف كم من المعاناة والمشقة يتكبدونها وهُم يحاولون قضاء احتياجاتهم في الأسواق أو مراجعة دائرة حكومية، وحتى ساحات المساجد لم تسلم من تطفل البعض، والحقيقة أن من أمن العقاب أساء الأدب. تخصيص مواقف لذوي الاحتياجات الخاصة هو جزء يسير من استحقاقاتهم، ورغم قلتها وندرتها يزاحمهم الأصحاء عليها، صحيح أن بعض الإدارات الحكومية خصصت لهم مواقف ومسارًا ومكاتب وموظفين ودورات مياه وسرعة لإنجاز معاملاتهم، لكن مازالت بعض الإدارات لم تستوعب أهمية خدمة ذوي الاحتياجات وما يعانونه من جهد في الحركة والنزول والدخول والخروج، إدارة خدمية اخرى صحيح أنها خصصت أربعة مواقف لهم، لكنها لم تجهز دورات مياه ولم تحدد مصاعد لهم ولم تكلف موظفًا من الأقسام العلوية للنزول إليهم ومساعدتهم! هُم فئة أجبرتهم ظروفهم الصحية على أن يكونوا مختلفين في تحركاتهم، فلنكُن لهم عونًا ونمد لهم يد المساعدة أينما كانوا، ولتكن لهم ميزات أكثر تساعدهم على تحمل حياتهم التي اختارتهم ولم يختاروها.