أكد رئيس مجلس إدارة معارض الظهران الدولية عبدالله بن عبداللطيف الفوزان، أن المعارض والمؤتمرات لم تعد كما كانت في السابق نشاطًا تكميليًا، بل أصبحت رافدًا اقتصاديًا يسهم في زيادة الناتج المحلي ويساعد في خلق الوظائف، كما تعد أحد أهم المعايير التي يقاس من خلالها تطور الدول، مبينًا في حوار مع (اليوم) أننا أمام فرصة تاريخية لتحويل هذا الرافد إلى صناعة مربحة لها مردود على الاقتصاد السعودي بكل جوانبه، خصوصًا أنها إحدى ركائز رؤية المملكة 2030. ■ كيف تنظر لواقع صناعة المعارض والمؤتمرات في المملكة وما مدى تفاؤلكم بمستقبلها؟ ■■ بلا شك تغير كثيرًا في السنوات الأخيرة عما كان عليه في السابق، الآن هذه الصناعة أصبحت رافدًا هامًا من روافد الاقتصاد السعودي، وينتظرها الكثير في المستقبل المنظور وعلى المدى البعيد، والجميع متفائل بمستقبل هذه الصناعة خصوصًا وأننا نشهد الكثير من التغيرات والتطورات الاقتصادية في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله جميعا-. صناعة المعارض والمؤتمرات في وقتنا الحالي تستمد زخمها وقوتها ودفعها لمرحلة مقبلة مما تنشده رؤية المملكة 2030، إذ تعتبر هذه الصناعة واحدة من أهم ركائزها، وإحدى وسائل تنوع الاستثمارات بالنسبة للدولة لتنويع مصادر الدخل، وما يؤكد ذلك الإعلانات السابقة بأن الدولة تنوي استثمار ما يقارب 6 مليارات ريال حتى 2020 في هذا القطاع، من خلال استحداث مراكز معارض في مدن ومناطق المملكة المختلفة وغيرها من المرافق، وبالتالي فإن مثل هذه الخطوات وهذا التوجه وفي ظل هذه البيئة المشجعة سنستطيع التغلب على كل ما يحد من تقدم هذه الصناعة وتطورها، وتوفير رافد اقتصادي يسهم في تنويع وتجديد مصادر الدخل ويسهم أيضا في توفير وتوطين الكثير من الفرص الوظيفية لشباب وشابات الوطن. ■ على مستوى المنطقة الشرقية.. هل ترى أن المنطقة من خلال هذه الصناعة تسير في الطريق الصحيح؟ ■■ بكل تأكيد، ما يميز هذه الصناعة هنا في المنطقة الشرقية أنها تحظى برعاية ومتابعة مستمرة من قبل سمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف -حفظه الله-، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان -حفظه الله-، ودعني هنا استشهد بأحد التصريحات لسمو الأمير سعود بن نايف، طالب من خلاله بأهمية إيجاد فعاليات على مستوى عالٍ، والعمل على إيجاد مركز معارض ومؤتمرات دولي؛ لتعزيز قدرات المنطقة في استقطاب فعاليات ذات جودة عالية. نحن في الظهران أكسبو نتلقى مثل هذه التوجيهات بكثير من الاهتمام والرعاية والمتابعة، ومن هذا المنبر نعد بأن هذه التوجيهات ستكون بالنسبة لنا خارطة طريق في أعمالنا المستقبلية. ما يميز المنطقة الشرقية بمحافظاتها أنها تعتبر مركزًا اقتصاديًا عالميًا، خصوصًا فيما يتعلق بصناعة البترول والغاز والبتروكيماويات، وهذا الأمر يساعد على استقطاب معارض دولية، ناهيك عن موقع المنطقة الجغرافي باعتبارها مركزًا رابطًا لدول الخليج العربي، وبحسب الإحصاءات الصادرة من البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، فإن الشرقية استحوذت على 16٪ من إجمالي فعاليات الأعمال التي أقيمت في المملكة في عام 2017م، فيما ارتفعت أعداد فعاليات الأعمال التي أقيمت في المنطقة الشرقية في عام 2017م بنسبة 4٪ مقارنة بعام 2016م. كل هذه المؤشرات تدفعنا إلى التفاؤل والإيمان بأن المنطقة الشرقية ستلعب الدور الرئيسي في استضافة الأحداث الهامة والمعارض والمؤتمرات الاقتصادية العالمية، وستصبح المنطقة ضمن الخارطة الدولية لهذه الصناعة في المستقبل القريب بإذن الله. ■ ما أبرز المعوقات التي تواجه هذا المجال.. وكيف نستطيع تجاوزها؟ ■■ نستطيع أن نسميها متطلبات وليس معوقات، قلت لك في السابق الدولة لديها توجه واضح ومعلن في رؤية 2030 بتطوير هذه الصناعة، وهذا كفيل بتذليل أي أمر يعيق أو يؤخر هذا التقدم، ولكن لنكن أكثر منطقًا فإن هناك متطلبات ستسهم في تسريع وتيرة التقدم في هذه الصناعة، أولها إيجاد خطة تنفيذية شاملة تكون مستمدة من أهداف رؤية 2030، ويشارك في بنائها وصياغتها جميع الأطراف التي تعمل في هذه الصناعة من القطاعين العام والخاص، كذلك تأسيس المزيد من المراكز والمعاهد المتخصصة في تدريس هذا التخصص على غرار الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات، وتنظيم الدورات المتخصصة في مختلف مدن المملكة لتأهيل جيل سعودي شاب يقود هذه الصناعة ويطورها، إضافة إلى أنه يجب أن نكثف الوعي بهذه الصناعة وأهميتها؛ لأن المعارض والمؤتمرات لم تعد ثانوية الاهتمام كما كانت في السابق، بل أصبحت رافدًا اقتصاديًا يسهم في زيادة الناتج المحلي ويساعد في خلق الوظائف، كما تعد أحد أهم المعايير التي يقاس بها تطور الدول. ■ أفهم من ذلك أن هناك قصورًا في الجانب التوعوي بأهمية المعارض والمؤتمرات.. من المسؤول عن ذلك من وجهة نظرك؟ ■■ ليس قصورًا بمعناه الواسع، أنا أقصد أن مفهوم أهمية المعارض لدى القطاع الحكومي والخاص لا يسير كما يجب، أيضا هناك بعض الفعاليات يجب إعادة صياغتها، المعارض يجب ألا يقتصر هدفها على الترويج والبيع والترفيه غير الهادف، السوق السعودي اليوم بحاجة ماسة إلى من يلعب دور المُثقف لا البائع فحسب، وهذا ما يجب أن تكون عليه معارضنا ومؤتمراتنا، لا بد من وجود ثقافة ترفع من أهمية الوعي الاستهلاكي وتخلق لدى المستهلك قاعدة واسعة من المعلومات حول السلع ومواصفاتها وجودتها، يجب أن تكون المعارض وفق استراتيجيات نوعية ومحددة وتخضع لمعايير الترويج والتسويق، وأن تكون فعالياتها الترفيهية هادفة، وورش عمل تثقيفية تفاعلية محفزة للمستهلكين بمحاور تضمن تحقيق ثقافة استهلاكية، كما يجب التركيز على المعارض التي تساعد في تعظيم المحتوى المحلي، وتساعد المملكة للاستثمار في كل المجالات بهدف تعزيز قدراتها للوصول إلى الاكتفاء والاعتماد على الاقتصاد الداخلي. اعتقد أن ظاهرة إقامة المعارض بطرق عشوائية غير مدروسة هدر للطاقات والموارد، إذ ان المستهدف منها يجب أن يكون وفق خطة متكاملة مع إضافة جوانب تحفيزية للحضور، كما أن إقامة المعارض مجال خصب لتبادل الأفكار حول التنمية الاقتصادية، ومعرفة اتجاهاتها وأبعادها ومؤثراتها لتكون صناعة تدعم مكونات الاقتصاد وتحفزه في هذا الاتجاه. ■ كيف تقيم أثر قطاع المعارض والمؤتمرات على نمو القطاع السياحي؟ ■■ يعتبر قطاع المعارض والمؤتمرات أحد أهم القطاعات الداعمة للاستثمارات الصناعية والتجارية والمحركة لقطاع السياحة والسفر، اللذين يستفيدان بشكل مباشر من زخم المعارض والمؤتمرات التي تستقطب أعدادًا كبيرة من المشاركين، ما يسهم في إنعاش قطاع الإيواء والسفر والتجارة بشكل عام، هنا أشير إلى إحدى الدول الخليجية التي استثمرت المعارض والمؤتمرات كمحرك مستدام للسياحة والسفر، ما ساعد في رفع مساهماتهما في الناتج المحلي الإجمالي، وفِي السعودية بدأ قطاع المعارض والمؤتمرات في النمو التدريجي، وهذا جيد، نريد أن نصل إلى نقطة النمو الفعلي التي تنعكس على القطاع السياحي، وكذلك القطاع الخدمي، نحن أمام فرصة تاريخية لتحويل هذا الرافد إلى صناعة مربحة لها مردود على الاقتصاد السعودي بكل جوانبه. التوجه نحو صناعة المعارض والمؤتمرات جيد من الدولة، ويحتاج إلى استثمار وتطوير وليس الاعتماد على ما هو متوفر ومتاح الآن، لأن المتاح لا يحقق الأهداف التي تطمح إليها الدولة في تطوير هذا القطاع وجعله قطاعًا اقتصاديًا قادرًا على المساهمة والمشاركة في التنمية الاقتصادية، وفي تحقيق الرؤية الاستراتيجية للمملكة 2030. ■ كيف ترى نشاط هيئة الترفيه في هذا الجانب، جانب صناعة المعارض والمؤتمرات والمهرجانات؟ ■■ في الماضي القريب كانت صناعة الترفيه منسية ومفقودة وغائبة لدينا، أنا هنا أتحدث من الناحية الاستثمارية، تأسيس هيئة الترفيه وانطلاقها يعني رافدًا اقتصاديًا جديدًا، فالهيئة وبالرغم من حداثة إنشائها إلا أنها استطاعت أن تضع القاعدة التشريعية والتنظيمية لتحويل الترفيه إلى صناعة مربحة، وهذا بدوره سينعكس ايجابًا بلا شك على شركات تنظيم المعارض والمؤتمرات، فالهدف واحد وهو صناعة اقتصاد جديد يقوم على تطوير وسائل الجذب السياحي، وبناء الكادر المحلي في مجال الترفيه بالمملكة، خصوصًا وأن هذه التوجهات تتواكب والرؤية الطموحة لمملكتنا، والتي أدرجت صناعة الترفيه ضمن مجالات التنمية. ■ ما خطط الظهران أكسبو لتعزيز مكانتها، ومواكبة هذه التحولات في صناعة المعارض والفعاليات في المملكة؟ ■■ في الظهران أكسبو لدينا الكثير من العمل والأفكار والطموحات والشراكات الجديدة أولها العمل مع هيئة الترفيه حاليا لتوفير كل ما تحتاجه لتنفيذ أعمالها ومناسباتها بالمنطقة الشرقية، كذلك اعتمد مجلس الإدارة مؤخرًا الاستراتيجية الجديدة والتي تستمد محاورها وأهدافها من رؤية المملكة 2030 في صناعة المعارض والفعاليات، كذلك بدأنا في تطوير بنيتنا التحتية من خلال مجموعة من المشروعات، انتهى أولها في ديسمبر الماضي بافتتاح المبنى الغربي (بوابة اكتفاء) بمساهمة مشكورة من شركة أرامكو، كذلك نعمل على تنفيذ مشروع المبنى الجنوبي الذي ينتهي بإذن الله في نهاية 2018، كما تم إعادة تأهيل القاعات الرئيسية وتطوير مواقف السيارات، إضافة إلى أننا نعمل الآن على المشروع الأكبر لدينا، وهو مشروع المنطقة المركزية والذي يحتوي على مجموعة من المرافق السياحية والترفيهية وكذلك قاعة مؤتمرات، وباعتقادنا أن هذا المشروع كفيل بأن يجعل مركز معارض الظهران القلب النابض لصناعة المعارض والفعاليات في المملكة، ووجهة سياحية جديدة لزوار المنطقة الشرقية. أمير الشرقية ونائبه الداعمان الرئيسيان لنا أكد عبدالله الفوزان أنهم يتفهمون امتعاض الجميع من مستوى معارض الظهران في الفترة الماضية، مبينًا أنهم بدأوا في تنفيذ خطة طموحة لإعادة هيكلة كامل البنية التحتية للمعارض، لتكون وفق تطلعات سمو أمير المنطقة وسمو نائبه اللذين نستمد من توجيهاتهما بأن تأخذ المنطقة مكانها الطبيعي على خارطة الفعاليات والأحداث الهامة، كما وعد الفوزان أهالي المنطقة وزوارها بأن تكون الظهران أكسبو المكان الأمثل لإقامة الفعاليات على مستوى المملكة. صورة تخيلية لبهو المبنى الجنوبي الذي تجري إعادة بنائه صورة تخيلية للمبنى الجنوبي الجديد السيرة الذاتية: يرأس عبدالله الفوزان مجالس عدة شركات وهي: الفوزان القابضة، اكسترا، بلوم السعودية، معارض الظهران، رتال العقارية، أجدان العقارية، نائب رئيس مجلس إدارة شمول القابضة، كما يمثل شركتي عبداللطيف ومحمد الفوزان، وشركة معالي القابضة كعضو منتدب. الفوزان يحمل درجة البكالوريوس في تخصص المحاسبة من جامعة الملك سعود عام 1989م، وله إسهامات اجتماعية هامة أبرزها: منصب رئيس مجلس أمناء برنامج الفوزان لخدمة المجتمع، ورئيس مجلس إدارة «إطعام» و «إرتقاء»، عضو مجلس أمناء جمعية البر بالشرقية، رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ومركز الفوزان للتوحد. المبنى الغربي الحالي وبوابة اكتفاء