انتشرت خلال الفترة السابقة العديد من اللوحات الإعلانية التي اكتنفها الغموض وأثارت التشويق، حاملة بين حناياها كلمة «غصب»، مما لفت الأنظار لها بشكل مثير، خاصة أن هذه الكلمة تعيد ذاكرة جيل الطيبين، كما يطلق عليهم، إلى أيام ما قبل الستلايت، حينما كان الجميع يمازحون بعضهم البعض، بالقول: «ما لكم إلا غصب1 وغصب2»، في إشارة إلى القناتين السعوديتين الأولى والثانية. ويبدو أن كثافة الحملة قد نجحت في جذب استحواذ وانتباه الجميع، فكانت التساؤلات تتزايد عن فحوى هذه الإعلانات، قبل أن يصل الغموض إلى مراحل متقدمة بظهور لوحات إعلانية أخرى، كتب عليها عبارة: «SBC.. غصب تحبها». هذه العبارة أشعلت نوعا من التحدي لدى المواطن السعودي، الذي بدأ بالترديد بأنه لا يمكن أن يغصب على حب ما لا يريد، فهو من سيحدد فقط ما إذا كان هذا المنتج الغامض، سيحوز على إعجابه أم لا؟! وبينما كان الجميع يتظاهر بأنه غير مهتم بهذا الاعلان، كان تأثيره يزداد يوما بعد الآخر، حتى أصبح الشغل الشاغل، وحديث الديوانيات والمجالس، وهو ما يؤكد على نجاح القائمين عليه في استفزاز الفئة المستهدفة منه. البساطة قد تكون واحدة من أبرز الأساليب التي يتم استخدامها في زمن التعقيدات؛ من أجل الوصول لقلوب المتابعين، وهو بالتحديد الأسلوب الذي اعتمده داوود الشريان الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون في الإعلان عن القناة السعودية الجديدة، التي ستحل كبديل عن القناة الثقافية، وتحمل مسمى «SBC». وستكون قناة ال«SBC» -التي سينطلق بثها في الأول من شهر رمضان المقبل- محط رهان القائمين على هيئة الإذاعة والتلفزيون، وقدرة التلفزيون السعودي على المنافسة بقوة، في بحر يموج بالقنوات الفضائية المتميزة، التي تقدم باستمرار كل ما هو جديد. «SBC»، القناة السعودية المرتقبة ستقدم الكثير من الأعمال المتنوعة والمتميزة، والمختارة بكل عناية، بل والحصرية؛ مما ينبئ بأن تحوز على انتباه ومتابعة المشاهد العربي، وتضرب الأرقام القياسية منذ لحظاتها الأولى.