شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي في مسيرة سلمية بقطاع غزة، كجزء من فعاليات حق العودة. وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية: إن المشاركين الفلسطينيين في المسيرة بدأوا يسيرون نحو السياج الذي يفصل القطاع عن اسرائيل، وتمت مقابلتهم بنيران حية أسفرت عن مئات الجرحى و16 شهيدًا. وعلى المستوى الداخلي، استطاع التحالف الاسرائيلي المتشدد الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يستوعب الانتقادات على الجبهة السياسية من خلال تعزيز المحرمات والمحظورات التي تقول لا تنتقد مواجهات الجيش مع الفلسطينيين. وتقول الاندبندنت: اذا كانت هناك حقيقة واحدة للتخلص من فضيحة معاداة السامية التي دمرت حزب العمال البريطاني، هي أن الخط الفاصل بين انتقاد اسرائيل والتحيز ضد اليهود لهو أمر جيد، لكنه بات غامضا وغير واضح، وفي اسرائيل ايضا يتم استخدام هذه الاتهامات «اتهامات معاداة السامية» ضد كل سياسي أو ناشط يخرج عن الخط. وفي هذا السياق، انتقدت القائد الجديد لحزب ميرتس اليساري الاسرائيلي تامار زاندبيرج، رد الجيش الاسرائيلي بالرصاص على مسيرات الفلسطينيين، ودعت إلى اجراء تحقيق داخلي وذلك في رسالة على تويتر لمتابعيها. ولكن التغريدة اجتذبت ردودًا رافضة، واطلقت عليها اسمًا عربيًا هو «تامار ابو زاندبيرج». ووصفت تعليقات اخرى تامار زاندبيرج بأنها ليست كسياسية تحاول توجيه دولتها بشكل مشروع، لكن كجزء من حملة دولية تهدف لاذلال اسرائيل وتقويض شرعية وجودها. من ناحيته، رد وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد اردان بأنه يأسف لأن اليسار الاسرائيلى لا يستطيع حتى تقديم الدعم الاساسي للجيش الاسرائيلي ضد منظمة ترغب في تدمير اسرائيل. وترى الصحيفة ان تجاهل محنة الفلسطينيين والأزمات التي يعانون منها حتى في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء يساعد على تعزيز هذا الوضع الصعب. فالنقد لا يجد سوى آذان صماء، وبسبب نوع من الاستثنائية الاخلاقية، فإنه عندما تتعرض اسرائيل للتهديد، يجب على السياسيين والنشطاء ان يقبلوا بقيام الجيش بكل ما يلزم لضمان وجود الدولة. وبالتالى لا يترك اليمين الاسرائيلى أي مساحة للنقد، كما اتضح من مهاجمته لتغريدة زعيمة اليسار زاندبيرج، التي ترى ان الرخاء المتبادل أفضل من استخدام الرصاص الحي.