وسط تصاعد التوتر بين واشنطنوبكين، ابحرت مجموعة من القوات البحرية الامريكية باتجاه بحر الصينالجنوبي بقيادة حاملة الطائرات «يو اس اس روزفلت»، التي تعمل بالطاقة النووية، فيما وصفه الجيش الامريكي بأنه تدريب روتيني في هذا البحر الاستراتيجي. وفي استعراض لقوتها، تعلن بكين دائما ان بحر الصينالجنوبي يقع ضمن مياهها الاقليمية، وتقول صحيفة «الاندبندنت» في تقرير لها: ان صور الاقمار الاصطناعية اظهرت استعراضا عسكريا للصين في بحر الصينالجنوبي المتنازع عليه. وفي استعراض موازٍ لقوتها ايضا، اجرت البحرية الامريكية المتجهة لبحر الصينالجنوبي تدريبات مكثفة، وفي غضون 20 دقيقة اقلعت 20 طائرة من طراز «أف 18» ثم هبطت على حاملة الطائرات «تيودور روزفلت»، ما وفر عرضا قويا للدقة والكفاءة العسكرية، وهو ما ادانته الصين. والولاياتالمتحدة ليست الدولة الوحيدة، التي تنفذ دوريات في هذا الممر المائي الاستراتيجي، فالبحريتان الصينية واليابانية وبعض دول جنوب شرق اسيا هي الاخرى تنفذ دوريات مماثلة بين الحين والاخر، ما يزيد من التوتر وينذر بوقوع حوادث في هذا البحر. وقال قائد القوة الامريكية الضاربة، الادميرال ستيف كولر، من على متن ناقلة عمرها 30 عاما: لقد رأينا سفن الصين حولنا، انها واحدة من القوات البحرية التي تعمل هنا في البحر الجنوبي، لكننا لم نر شيئا من السفن، التي صادفناها سوى العمل المهني. وتعمل القوات البحرية في غرب المحيط الهادي، بما في ذلك الصين وتسع بلدان اخرى من جنوب شرق اسيا، على وضع قانون لتجنب وقوع مواجهات غير متوقعة في هذا البحر الاستراتيجي ومنع الصدام بينها. ويأتي وجود حاملة الطائرات «يو اس اس روزفلت» ومجموعة السفن المرافقة لها في البحر الجنوبي، بعد ايام من تدريبات جوية وبحرية ضخمة اجرتها القوات الصينية في المنطقة، ووصفها بعض المحللين بأنها عرض كبير بشكل غير معتاد لقوة بكين المتنامية. وتقول الصحيفة: ان الولاياتالمتحدة انتقدت عسكرة الصين للجزر الاصطناعية التي اقامتها في هذا البحر، لتنفذ واشنطن دوريات جوية وبحرية منتظمة لتأكيد حقها في حرية الملاحة فيه. وقال ستيف كولر لمسؤولين عسكريين فلبينيين اثناء جولة لتفقد عمليات اقلاع الطائرات من على متن السفينة، التي يبلغ وزنها 100 الف طن: هذا العبور في بحر الصينالجنوبي ليس جديدا في دورة التخطيط، لقد جاء كرد فعل على اي نشاط لقوات اخرى، بل ربما هي مصادفة ان تحدث كل هذه التدريبات في توقيت واحد. واضاف كولر: كل عملياتنا في بحر الصين او حوله، او اي قطع بحرية تعمل هنا، لها وظيفة في القانون الدولي وهذا ما نريد ان يعترف به. وقد اعترضت الصين منذ فترات طويلة على العمليات العسكرية الامريكية قبالة سواحلها، حتى في المناطق التي تصر واشنطن على انها تمتلك الحق في حرية المرور فيها. وتواصل «الاندبندنت»، قائد مجموعة السفن الامريكية ستيف كولر يقول: ان للصين الحق في القيام بتدريبات على سواحلها مثلنا تماما، لكنها ليست مسؤولة بالضرورة عن دورة الترانزيت الخاصة بنا، فنحن من نخطط لنشر قواتنا. واعلنت وزارة الدفاع الصينية: يحق لنا ان نعزز دفاعاتنا في الجزر الواقعة في البحر الجنوبي، لكنها أضافت: ان تلك التدابير لا تستهدف أي دولة بعينها.