قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إن الملك لديه الحق في اختيار ولي العهد وولي ولي العهد، ولا يمكن لأحد أن يصبح ولي العهد أو ولياً لولي العهد دون إجراء التصويت بين 34 ناخباً يمثلون أبناء الملك عبدالعزيز. وأشار سموه في لقاء مع مجلة «تايم» الأمريكية الى اتفاق الجميع في المملكة على الغايات المتمثلة في حكم القانون، وحرية التعبير، وحرية العمل، والأمن، وقال: لا نميز بين السعوديين بناء على طوائفهم.. فنحن نعيش في السعودية باعتبارنا سعوديين. ووصف سموه النظام الإيراني ب «العدو الأكبر» في المنطقة وانه سبب المشاكل في الشرق الأوسط ولكنه لا يشكل تهديدًا كبيرًا للمملكة، موضحا أن المملكة تتعامل مع جميع المنظمات المتطرفة كمنظمات إرهابية، وأكد سموه أن المملكة لم تستغل إلا 10% من قدرتها ولدينا 90% متبقية لنحققها.. ونرسم اقتصادنا بناءً على مكامن القوة لدينا، وحول الازمة السورية قال سموه، إن بشار الاسد باقٍ في الوقت الحالي، وان سوريا اذا غيرت أيديولوجيتها، فسيكون الاسد دُميةً لإيران. علاقة عميقةٌ# ¿ المحاور: منذ متى وأنت تفكر في القيام بهذه الجولة.. وما هدفك من ورائها؟ ¿¿ ولي العهد: حينما بدأت أفكر في القيام بجولة؛ كانت لدينا خطة لأجل السعودية. ونحن نفعل ما بوسعنا لتحقيق وتنفيذ هذه الخطط، ولتنفيذ ما نقوم به؛ توجّب علينا أن نحظى بكثيرٍ من الشركاء من حول العالم. والولاياتالمتحدة أحد أقدم حلفائنا في العالم بأكمله، ونحن أقدم حلفائها في الشرق الأوسط، والعلاقة الاقتصادية بين البلدين عميقةٌ جدًا. مواجهة المخاطر ¿ المحاور: لقد قضيتَ بعضًا من الوقت في واشنطن، كيف كان ذلك؟ إذ يبدو أنك تحظى بعلاقةٍ شخصيةٍ جيدة جدًا مع الرئيس وعائلته. ¿¿ ولي العهد: بالطبع لدينا علاقة جيّدة مع الرئيس ترامب، ومع فريقه، ومع عائلته، ومع جميع الأشخاص المهمين في إدارته، ولدينا أيضًا علاقة جيدة جدًا مع كثير من أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين وكثير مع الأشخاص في الولاياتالمتحدةالأمريكية. والجميعُ يؤمن بأهمية البلدين في مواجهة المخاطر التي تواجهنا، وبأهمية الاستمرار في إيجادِ مستقبلٍ أفضل لكلا البلدين. مكافحة الإرهاب# ¿ المحاور: أثناء عهد الإدارة السابقة، الأمور قد أصبحت شائكة جدًا في النهاية، خاصة فيما يتعلق بصراع اليمن. ¿¿ ولي العهد: نعم. قد لا نتّفق حول بعض الأمور مع الرئيس أوباما.. حول بعض آراء الرئيس أوباما، ولكننا أيضًا نتفق حول كثيرٍ من الأمور. ولذلك عملنا سويًا في مكافحة الإرهاب مع الرئيس أوباما في بداية عام 2016 وكانت لدينا وجهات النظر ذاتها تجاه النظام الإيراني والخطر الذي يشكّله، وكان الفارق الوحيد يتمثل في الطريقة التي يجب أن نتعامل بها مع تلك الرواية الشريرة للنظام الإيراني. وهذا ليس فرقًا كبيرًا. فنحن في صفٍّ واحدٍ بنسبة 99 %، والفارق ما هو إلا 1 % فحسب. ولكن، كما تعلم، الناس تحاول التركيز على الواحد % وتتجاهل ال 99 % التي نتفق حولها. آراء شخصية ¿ المحاور: لقد تطرقت لإيران، أنا متأكد أنك رأيت اختيار الرئيس ترامب مؤخرًا جون بولتون مستشارًا للأمن الوطني. وجون يشاركك كثيرًا من الآراء التي لديك أنت تحديدًا تجاه إيران. كيف كانت ردّة فعلك عندما تم اختياره؟ ¿¿ ولي العهد: حسنا، نحن نتعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأيّاً كان الشخص الذي يمثّلها، فنحن سنعمل معه، ونعتقد أن مصالحنا متماشية مع المصالح الأمريكية. وأعتقد أنه بإمكاننا أن نعمل معه بالطبع. ولا نخوض كثيرًا في آرائه لأنها آراؤه الشخصية، ليست آراء الولاياتالمتحدة. وأنا متأكدٌ أنه عندما يتم تعيينه؛ فإنه سيمثّل آراء الولاياتالمتحدةالامريكية، وسنتعامل معه وسنرى إلى أين تسير الأمور. ولكننا بالطبع سندعمه. ثقافة العمل ¿ المحاور: هل تعتقد أنه بإمكانك الحصول على ثقافة العمل؟ ولي العهد: بالطبع.. يجب علينا فعل ذلك.. ويجب أن نكون منافسين. ممارسة الإسلام ¿ المحاور: إن الإسلام الذي تصفه ليس بالضرورة هو الإسلام الذي يرتبط به الجميع في بلدك. ¿¿ ولي العهد: نعتقد أن الممارسة اليوم في القليل من الدول - من بينها السعودية - ليست ممارسة الإسلام، بل هي من ممارسة الأشخاص الذين اختطفوا الإسلام بعد عام 1979، كما أنها ليست من ممارسة الحياة الاجتماعية في السعودية حتى قبل عام 79. بل إنها أيضا لا تتماشى مع فكرة السعودية بأنها دولة تتبع الإسلام منذ الدولة السعودية الأولى، وكما ترى فإن الفكرة هي أن الدولة السعودية الأولى حاولت معالجتها، إن الإسلام مختلف تمامًا عما يحاول المتطرفون الترويج له اليوم. ففي الدولة السعودية الأولى، كانوا يحاولون جعل الناس يعبدون الله، وليس شجرة نخل، لأن الناس في ذلك الوقت كانوا يعبدون النخل لتصبح المرأة حبلى، وحاول المتطرفون الترويج إلى أن الدولة السعودية الأولى ستعود من أجل أن يروجوا لأفكارهم، وهذا ما كان يعملون على بنائه بعد عام 1979، خصوصًا أنهم اختطفوا النظام التعليمي وكثيراً من المجالات للتلاعب بذلك. بناء وتطوير# وهذا ما نحاول إظهاره للشعب السعودي وتحديهم بممارسات الدولة السعودية الأولى والثانية، والدولة السعودية الثالثة قبل عام 79، وأيضًا ممارسات الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفسه خلال حياته، فإذا قال أحدهم إن «النساء لا يحق لهنّ ممارسة الرياضة»؛ فسنقول لهم ماذا عن أن الرسول تسابق مع زوجته؟ وإن قال أحدهم إن «النساء لا يحق لهنّ ممارسة التجارة»؛ فسنسألهم ماذا عن زوجة الرسول، فقد كانت سيدة أعمال وكان يعمل لديها، إذًا حتى ممارسات الرسول في صفّنا. لذا أعتقد أنه بإمكاننا إنجاز ذلك بسرعة كبيرة. أنا لا أريد إضاعة وقتي، فأنت تعلم أني لا أريد إضاعة وقتي. فأنا شابٌ ولا أرغب أن يضيع 70 % من الشعب السعودي حياته محاولًا التخلص من هذا.. نرغب بفعل ذلك الآن، نرغب بقضاء 70 % من وقتنا في البناء وفي تطوير اقتصادنا وتوليد الوظائف وإنشاء أشياء جديدة، وتحقيق الأمور. رقم قياسي# ¿ المحاور: أنت لا تمثل فقط الجيل التالي، ولكن أيضًا تمثل عائلة واحدة فقط، لذلك فإنه بالنسبة للشعب فسيبدو أنك قد تكون أكثر حذراً، وربما أقل استقرارًا.. ومع ذلك قمت بتحركات قوية جداً. ¿¿ ولي العهد: لا، في الواقع، أولاً، الملك لديه الحق في اختيار ولي العهد وولي ولي العهد، ولا يمكن لأحد أن يصبح ولي العهد أو ولياً لولي العهد دون إجراء التصويت الذي يتم بين 34 ناخباً يمثلون أبناء الملك عبدالعزيز، وأنا حصلت على أعلى نسبة أصوات في تاريخ المملكة العربية السعودية، أكثر من أي شخص آخر قبلي. فقد حصلت على 31 من بين 34 صوتًا من مجلس البيعة. لذلك هذه هي الأعلى. وثاني أعلى رقم في المملكة العربية السعودية كان 22 صوتا. لذا، من الناحية التاريخية، لقد حققت رقمًا قياسيًا في الأصوات المؤيدة داخل العائلة المالكة، وهم ينتهي دورهم عندما يقومون بالتصويت. وأصبحت رسمياً ولي ولي العهد ثم ولي العهد. ثانياً، أنا لا أعمل وحدي، بل أعمل مع كل الأشخاص الأذكياء حقًا من جيلي في العائلة المالكة، لدينا على سبيل المثال أكثر من 13 أميرا من جيلي ونفس عمري يعملون في 13 منطقة، ويتواجدون أيضاً في مجلس الوزراء وهم يعملون بجد، ويتواجدون أيضاً في مناصب مختلفة في مختلف الدوائر الحكومية. يوجد الكثير منهم. لذا فأنا أعمل مع أكثر من 40 شخصاً من العائلة المالكة من مختلف الفروع لإنجاح الأمور في المملكة العربية السعودية. السلاح النووي ¿ المحاور: في هذه الحالة.. أنت يجب أن تكون مستعدًا للدفاع عن بلادك. ¿¿ ولي العهد: بالتأكيد. المحاور: إذًا هل بدأت في البحث عن اقتناء سلاح؟ ولي العهد: أتقصد السلاح النووي؟ ¿ المحاور: نعم. ¿ ¿ ولي العهد: لا، فيما يتعلق بالسلاح النووي، فإننا لن نبدأ بفعل أي شيء. المحاور: لا. ¿¿ ولي العهد: حتى نرى إيران تعلن عن أنها تمتلك سلاحا نوويا.. وبالتالي، فما ذكرته لن يحدث حتى يحدث الأمر الآخر، ومما لا شك فيه أننا نقوم بتجهيز جيشنا.. نحن نمتلك جيشا قويا ومجهزًا للغاية، جيش يحظى بأعلى معايير الجودة ويجمع بين الجودة والحجم في الشرق الأوسط. وقد تجدُ في المنطقة جيوشًا أكبر في الحجم، لكن معداتهم ذات جودة منخفضة.. ستجد أن هناك فقط جيشا واحدا يملك تقنيات أفضل منا، لكننا أكبر بكثير في الميزان بخمسة أضعاف. وإذا ما نظرنا إلى الجودة والحجم؛ فإن السعودية تملك أفضل جيش، غير أن ما نريد ضمانه هو ألّا يشعر الشعب السعودي بما قد يحدث. والاقتصاد يجب ألا يتضرر أو يشعر بذلك.. لذلك نحن نحاول التأكد من أننا بعيدون عن أي تصعيد قد يحدث، وألا يؤثر ذلك على الحياة الاجتماعية والحياة الاقتصادية الطبيعية في المملكة.. نحن نحظى بذلك بالفعل، ولكننا نود بأن نكون بعيدين عن هذا الأمر بالتأكيد. تحسين الاستهداف# ¿ المحاور: أود العودة إلى اليمن.. في ظل إدارة ترامب، ذكرت أن عمليات الاستهداف قد تحسنت. ما الذي تغير في ظل هذه الإدارة والذي خوّل لكم تحسين عملية الاستهداف أو جمع المعلومات الاستخباراتية وغيرها من الأمور؟ ¿¿ ولي العهد: لا نتلقى الكثير من المساعدة من الولاياتالمتحدة ولا نطلب الكثير من الدعم منها.. نحن نقوم بذلك بأنفسنا عن طريق تحالف من الشرق الأوسط، ونعتقد أننا نقوم بذلك بما فيه صالح العالم بأسره ومعظم بلدان العالم، على الصعيد الاقتصادي والأمني، وذلك كما أوضحنا في بداية هذه المقابلة. محو القاعدة# ¿ المحاور: بالتأكيد. ولكن هناك دور للولايات المتحدة بالطبع. ¿¿ ولي العهد: إنهم يراقبون ما يحدث هُناك.. نحن نقاتل تنظيم القاعدة معًا. لدينا الكثير من العمليات الجارية في السعودية، الكثير من التخطيط، الكثير من البرامج لنقوم بها ونحن نزيد من أعمالنا لضرب تنظيم القاعدة بقوة في اليمن. وهنالك الكثير من المناطق، والكثير من المدن التي لا يمكن للناس التجول فيها بحرية، ثمة مدنٌ خاضعة حاليًا لسيطرة الحكومة الشرعية لأول مرة منذ خمسة عشر عامًا والتي كانت تحت سيطرة تنظيم القاعدة. إذن، فقد تلقى تنظيم القاعدة العديد من الضربات خلال هذه الأعوام الثلاثة الأخيرة، وهو أكثر مما تلقوه في الخمسة عشر الماضية وهُم يوشكون على الاختفاء، ويختبئون في الكهوف ومناطق مختلفة في اليمن. وإن الدور الذي نركز عليه مع الولاياتالمتحدة هو المزيد من العمل والمزيد ضد تنظيم القاعدة في اليمن والقيام بالمزيد والمزيد لضمان أن نمحوهم بالكامل بأسرع وقت ممكن. ذوق رفيع ¿ المحاور: لدي سؤال شخصي واحد، كيف أصبحت مهتمًا بدافينشي؟ ¿¿ ولي العهد: دافينشي، لقد قلنا إن هذا حديثٌ ليس دقيقًا. المحاور: ليس صحيحًا؟ ¿¿ ولي العهد: ما الذي يجري، لا أعلم كم مرة ينبغي علينا أن نعلن ذلك. ¿ المحاور: الناس تابعوا مقابلة برنامج «60 دقيقة» واعتقدوا أنك توافق على كل ما تم نشره من تقارير. ¿¿ ولي العهد: لقد قلت مسبقًا لبرنامج 60 دقيقة الثراء ليس جريمة. بل الجريمة تكمن في أن تكون فاسدًا. وفي حال كُنت فاسدًا، أرجو أن توضّح لي فسادي وتقدم دليلا على ذلك. ولا يبدو أن هناك أي أحد يقدم أدلة. ومن المعروف أن الملك سلمان وأبناءه وفريقه نزيهون تمامًا والكل يعلم ذلك في السعودية.. ويمكننا إعطاءك سجل العائلة، عائلة آل سعود قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، وسجل الملك سلمان منذ ولادته، وسجلي أيضًا إنه ناجح في السعودية. وفي الحقيقة إنني أحب الفن.. وأؤمن أن أي شخص يمتلك ذوقا رفيعا، يجب أن يحب الفن ويقدره، وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم ولا يمكنني أن أحدد شخصا واحدا ليكون فناني المفضل. مستعدون لطرح أسهم أرامكو.. وننتظر الوقت المناسب ¿ المحاور: هل هُناك - بالنسبة لتأخير طرح أرامكو الأولي للاكتتاب العام - لم أخرتموه وهل ما زلتم تدرسون طرحها في بورصة نيويورك؟ ¿ ¿ ولي العهد: نحن لا نقوم بتأخير الطرح. لقد قُلنا إننا سنكون جاهزين لطرح أسهم أرامكو في حدود العام 2018. ونحن مستعدون. صغنا جميع القوانين. وقمنا بجميع الخطوات التي تجعلنا مستعدين لطرح أسهم أرامكو. أما الآن فالمسألة هي اختيار الوقت المُناسب. نعتقد أن أسعار النفط سترتفع في هذا العام وسترتفع بشكلٍ أكبر في عام 2019، لذا نحن نُحاول أن نختار الوقت المُناسب. لكننا مستعدون للطرح الآن إذا ما أصبح الوقت مناسبًا. ¿ المحاور: أما زلتم تفكرون في إدراجها في بورصة نيويورك؟ ¿ ¿ ولي العهد: نحن ننظر في جميع الخيارات، والفريق الذي يعمل على طرح أرامكو الأولي للاكتتاب العام يظل يقول لي، «لا تقُل شيئاً عن ذلك». تعليمنا يضاهي فرنسا .. ونطمح لأفضل 20 «نظامًا تعليميًا» العام المقبل ¿ المحاور: ما مدى التحدي الذي تواجهه في وضع الاستثمار في الأماكن الصحيحة، وما مدى التحدي الذي تواجهه في تغيير طبيعة التعليم في السعودية، وتغيير التوقعات الثقافية حول من يفترض أن يعمل؟ ¿ ¿ ولي العهد: أولا وقبل كل شيء، إن تعليمنا ليس سيئا. إنه جيد. فنحن في المرتبة 41 من بين «أفضل» أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم. وتحتل فرنسا المرتبة 40، لذا فنحن تقريبا مثل فرنسا – وذلك فيما يتعلق بجودة نظام التعليم. ولا يمكن لأي بلدٍ كبير أو اقتصاد كبير أن يكون من بين أفضل 10 دول.. إنه أمر صعب للغاية، لأنك إذا نظرت إلى أفضل 10 أنظمة تعليمية، فسوف ترى سنغافورة وسوف ترى الدول الصغيرة التي يمكنها التركيز بسهولة على نظامها التعليمي. ومع ذلك، فإن طموحنا هو ألا نستمر بجانب فرنسا، بل هو أن نكون ضمن أفضل 30 إلى 20 «نظامًا تعليميًا» في السنة القادمة. وخصوصا أن طريقة التعليم تتغير في العالم، ولذلك، إذا كنا نريد الاحتفاظ بالمرتبة 41 ولم نفعل شيئا، فإنه مع التغيير الجديد في أسلوب التعليم وفهم التعليم، لن نكون في قائمة أفضل 100 خلال السنوات العشر القادمة، ولذلك نحن نعمل على ذلك. كما أننا نُتابع ذلك بعناية ولا نريد الاستمرار في هذه المرتبة، فنحن نريد أن نكون في وضع أفضل في السنوات ال 12 المقبلة. وطبعا هذا بخصوص الحديث عن التعليم. وفيما يتعلق بالجوانب الثقافية والاجتماعية، فإننا نريد أن نحصل على أفضل المواهب ونقنعها أن تأتي من الخارج وتعيش وتعمل في السعودية، فيجب أن يكون لديك معايير اجتماعية وثقافية جيدة، ولا يمكن أن يكون لديك معايير معيشة وثقافية سيئة إذا كنت تريد أن تنمو وأن تكون أكبر بكثير اقتصاديا. لذا، هذا أمر مهم للغاية، فنحن نحاول أن نتطور. وأعتقد أنه في السنوات الثلاث الأخيرة، فعلت السعودية أكثر مما حدث في الثلاثين سنة الماضية. وذلك لأن هذا يتماشى مع اهتماماتنا كسعوديين لكي نكون قادرين على المنافسة في الحياة الثقافية والاجتماعية. وإن الإسلام مُنفتح. وليس مثل ما يحاول المتطرفون إظهاره عن الإسلام بعد عام 1979. ولذلك، نحن نعمل جاهدين في هذا المجال، ونحاول أن نبذل قصارى جهدنا، فلدينا أكثر من 10 ملايين أجنبي في السعودية، ومعظمهم يعملون ومن أسر هؤلاء الموظفين، ونحن نعتقد أن هذا العدد لن ينخفض، بل سيزداد، لأننا نعتقد أن السعودية، كي تحقق طموحها، تحتاج إلى الكثير من الموارد البشرية والقوة البشرية، لذلك سيتم خلق الكثير من الوظائف للسعوديين وللأجانب لتنفيذ ما نحاول بناءه في السعودية. إيران سبب مشاكل الشرق الأوسط ولا تشكل تهديدًا كبيرًا للمملكة ¿ المحاور: أنا أريد العودة للحديث عن الصفقة الإيرانية.. هل تحدثت إلى البيت الأبيض حول ذلك وإمكانية إلغاء التصديق؟ فأنت ذكرت من قبل أنه إذا كانت إيران تتجه نحو تصنيع السلاح النووي فستقوم السعودية بنفس الشيء.. هل وجهت حكومتك للقيام ببعض الأبحاث حول ما يمكن أن يتطلبه الأمر وكيف يمكن الحصول عليه بسرعة؟ ¿¿ ولي العهد: حسنا، لا يمكنني الحديث عن ذلك، لكن بإمكاني إخبارك أن الإيرانيين هم سبب المشاكل في الشرق الأوسط، لكنهم لا يشكلون تهديدا كبيرا للمملكة، ولكن إن لم تراقبهم، فقد يصبحون يوما ما تهديدا. إنهم السبب الرئيسي في المشاكل، لكنهم لا يشكلون تهديدا للسعودية. لماذا؟ ببساطة إيران ليست من ضمن الدول الخمس الأكبر في المجال الاقتصادي في العالم الإسلامي. وحجم الاقتصاد السعودي هو ضعف الاقتصاد الإيراني، كما أنه ينمو أسرع بمرتين أو ثلاث مرات من الاقتصاد الإيراني. كما أن الاقتصاد الإماراتي والمصري والتركي أكبر من الاقتصاد الإيراني...وهناك الكثير من الدول الإسلامية التي تحظى باقتصاد أكبر من الاقتصاد الإيراني. وذات الأمر ينطبق على الجيش. فهم ليسوا من ضمن الخمسة جيوش الكبرى في الشرق الأوسط. لذا فهم متخلفون بكثير. لكن مشكلة النظام هي أنهم قد اختطفوا البلاد. فهم يستخدمون أصول دولتهم من أجل تحقيق غاياتهم الأيديولوجية. وقد شاهدوا كل يوم، منذ ثورة 1979م، وهم يسعون إلى نشر أيديولوجيتهم. حتى في الولاياتالمتحدة، وبقيامهم بذلك سيخرج إمامهم المختبئ ليحكم العالم أجمع: الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان والعالم ككل، وهم مؤمنون بذلك ويقولون ذلك بكل وضوح. وفي حال كانوا لا يقولون ذلك، فليخرج المرشد الأعلى وينكر كلامي بعد هذه المقابلة ويقول إنه لا يؤمن بما قُلته. إنهم يقومون بذلك منذ 1979م، ومتى ما رأيت أي مشكلة في الشرق الأوسط فستجد لإيران يدا فيها. ففي العراق؟ كانت إيران متدخلة، وفي اليمن؟ كانت إيران متدخلة. وفي سوريا؟ كانت إيران متدخلة، وفي لبنان؟ كانت إيران متدخلة.. أين هي الدول المستقرة؟ مصر.. إيران لم تكن هناك.. السودان؟ إيران لم تكن هناك.. الأردن؟ إيران لم تكن هناك.. الكويت؟ إيران لم تكن هناك.. البحرين؟ إيران لم تكن هناك.. لذا فإن جميع الدول المستقرة تنعم بالاستقرار لأن إيران لم تتدخل فيها. والأمر ليس فقط بين إيران والسعودية.. إنه بين إيران والسعودية والإمارات ومصر والكويت والبحرين واليمن، والعديد من الدول في شتى أنحاء العالم. لذا فإن ما نريد ضمانه حقا هو أنه مهما كان الأمر الذي يريدون فعله، يفعلونه داخل حدودهم. وقد أخرجناهم من أفريقيا بشكل قوي بأكثر من 95%، وذات الأمر ينطبق على آسيا. وذات الأمر ينطبق على اليمن، وفي العراق، فقد شاهدنا 70 ألف مشجع يرفعون علم العراق والسعودية معا في مباراة كرة القدم التي جرت بين المنتخبين السعودي والعراقي. لذا فإنه يتم إعادتهم إلى داخل إيران تقريبا.. ونحن نتمنى أن تحظى إيران كدولة وشعب بمستقبل أفضل بدون أولئك القادة.. وفي حال تغير ذلك، فبالتأكيد ستكون إيران مقربة منا كما كانت عليه قبل 1979م. لكن في حال لم يتغير ذلك، فبإمكانهم الاستمتاع بأنفسهم لفترة طويلة من الزمن حتى يتغيروا. «الأسد» باقٍ في الوقت الحالي ولن يرحل دون حرب ¿ المحاور: لنتحدث عن سوريا للحظة.. ما النهاية الواقعية لتلك المأساة؟ ¿¿ ولي العهد: لا أعلم إن كان بعض الأشخاص سيغضبون حينما أجيب عن ذلك السؤال، لكنني لا أكذب. أعتقد أن الكذب على الناس أمرٌ مُخزٍ فعلًا، وخصوصًا في عام 2018م، حيث يكاد يكون أمرًا مُستحيلًا أن تُخفي شيئًا عن الناس. أعتقد أن بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءًا من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جدًا. ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد، وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيديولوجيتها، حينها بشار، سيكون دُميةً لإيران. لذا، فمن الأفضل لهُ أن يكون نظامه قويًا في سوريا، وهذا الأمر أيضًا سيكون إيجابيًا بالنسبة لروسيا. أما روسيا، فمن الأفضل لهم أن يكون لهم قوة مباشرة وأن يُمكنوا بشار ولديهم نفوذ مباشر في سوريا ليس عبر إيران، لذلك، فإن هذه المصالح قد تُقلل من النفوذ الإيراني بشكل كبير، ولكننا لا نعرف ما النسبة المئوية لذلك.. ولكن بشار لن يرحل في الوقت الحالي. لا أعتقد أن بشار سيرحل دون حرب، ولا أعتقد أنه يوجد أي أحد يريد أن يبدأ هذه الحرب لما ستحدثه من تعارض بين الولاياتالمتحدةوروسيا ولا أحد يريد رؤية ذلك. ¿ المحاور: لذلك أنت ترغب في رؤية وقف الصراع لأن النتيجة باتت مؤكدة. ¿¿ ولي العهد: أعتقد أنها اقتربت لتكون كذلك. لدينا الآن أراضٍ يُسيطر عليها بشار، أما الأراضي الأخرى فهي تحت سيطرة الشعب السوري بدعمٍ من الولاياتالمتحدةالأمريكية. ونحن نحاول أن نركز في السعودية على كيفية مساعدة الشعب من خلال المعونات، ونحن لا نقوم بإرسالها بشكل مباشر. بل نرسلها عبر الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وحلفائنا، ونأمل أن تتوقف الأمور التي تحدث في سوريا في أقرب فرصة ممكنة. وذلك لأن الناس يُعانون هُناك. ¿ المحاور: قال الرئيس أعتقد اليوم بأنه سيكون هنالك انسحاب للقوات الأمريكية من سوريا. هل ذلك أمرٌ تستحسنه؟ ¿¿ ولي العهد: حسنًا، نعتقد أن على القوات الأمريكية البقاء على المدى المتوسط على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل، وذلك لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحتاج لأن تمتلك أوراقًا للتفاوض وممارسة الضغط. وفي حال إخراج تلك القوات، فأنت تخسر تلك الأوراق. هذا أولًا. أما ثانيًا: تحتاج إلى نقاط تفتيش في الممر بين حزب الله وإيران، لأنك إن أخرجت هذه القوات من شرق سوريا، فستخسر نقطة التفتيش تلك وسيساهم ذلك الممر في تصعيد أمور أخرى في المنطقة. ¿ المحاور: إذن ذلك أمرٌ تخشاه، ذلك الممر المباشر. ¿¿ ولي العهد: بالطبع، ولكننا سنتولى أمره - ولكنه سيكون أكثر صرامة. المتطرفون وإيران روَّجوا لفكرة الوهابية لعزل المملكة عن العالم الإسلامي ¿ المحاور: هل ترى أن هذا الأمر يُشكل خطراً بأي شكل من الأشكال على سلامتك، طبعًا أعني محاولة الابتعاد عن الوهابيين؟ ¿ ¿ ولي العهد: من هو الوهابي؟ ينبغي عليك أن تشرح من هو الوهابي، لأنه لا يوجد شيء يُعرف بالوهابي، وإن هذه عبارة عن أحد أفكار المتطرفين بعد عام 1979، وذلك لإدخال العامل الوهابي لكي يكون السعوديون جزءًا من شيء لا ينتمون له. لذا أحتاج شخصًا يشرح لي ما هي تعاليم الوهابية. لا يوجد شيء يسمى بالوهابي. لدينا في السعودية طائفتان، السنية والشيعية، ولدينا أربع مدارس فكرية سنية، كما أن لدينا مدراس فكرية شيعية كثيرة، وهم يعيشون حياة طبيعية في السعودية. فهم يعيشون باعتبارهم سعوديين في السعودية. وقوانيننا مشتقة من القرآن وممارسات النبي، وهذه القوانين لا تُحدد أي طائفة أو مدرسة فكرية بعينها. هناك عضو في المجلس، مجلس الوزراء في السعودية، من اتباع الطائفة الشيعية. وهناك عضو في البرلمان «مجلس الشورى» من اتباع الطائفة الشيعية. إن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، وهي أكبر شركة في العالم، من أتباع الطائفة الشيعية، أهم جامعة في الشرق الأوسط، وتقع غرب السعودية -جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»- من يترأسها؟ إنه شخص من أتباع الطائفة الشيعية، ولذلك، فإننا لا نميز بين السعوديين بناء على طوائفهم. فنحن نعيش في السعودية باعتبارنا سعوديين. مما يعني أن فكرة الوهابية تم الترويج لها من قبل طرفين؛ المتطرفين الذين يرغبون في أن تُختطف السعودية من قبل فكرة يروج لها باعتبارها فكرة ليست بجديدة، وأنهم أرادوا أمراً قديمًا، وهو أن ذلك أساس السعودية، وأنه يجب علينا أن نلتزم به، هذا هو الطرف الأول.. الطرف الثاني هو النظام الإيراني من أجل عزلنا عن العالم الإسلامي بأكمله، وذلك بزعم أننا نختلق طائفة مختلفة في السعودية، وإذا ما نظرت إلى مجلس العلماء الذي يُعد مجلس الإفتاء؛ فإنك ستجد أنه مكون من أشخاص قد يميلون إلى المدرسة الفكرية الحنبلية وبعضهم للمدرسة الفكرية الحنفية أو المالكية أو الشافعية.. ونحن نشجع هذا التنوع في المدارس الفكرية في السعودية. ¿ المحاور: هل لديك أي مخاوف بشأن محاولة الانفصال هناك؟ ¿ ¿ ولي العهد: مخاوف بشأن ماذا؟ ¿ المحاور: أمنك الشخصي. ¿ ¿ ولي العهد: لا، إننا نقوم بالأمور الصحيحة، ولا يُمكن لأي شخص عقلاني أن يجادل مع ما هو صائب، وما هو صحيح، ومع الأمر المهم. لذا، فإن ما نفعله هو الإسلام، وما نفعله هو ممارسة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما نفعله هو ممارسة أسلافنا في الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، قبل عام 1979. ثانيًا، إن ما نفعله يصب في مصلحة الشعب والعامة. إن غالبية البشر، الغالبية العظمى، واقعيون. وبالطبع إذا عملنا جيدًا، فسوف يفهم الناس ذلك. وبطبيعة الحال، بدون دعم الناس لم نكن لنستطيع فعل ما كنا نفعله في السنوات الثلاث الأخيرة. وفي الواقع، اعتقدنا أن الأمر سيستغرق أكثر من 10 سنوات، لكن لماذا نفعله خلال ثلاث سنوات؟ لأن الناس يدعمون هذه الخطوة. سأعطيك مثالًا، اليوم الوطني الأخير. كما تعلم، الشعب في السعودية لم يعتد على الاحتفال باليوم الوطني لأن كثيرًا من المتطرفين قد أخبروهم بأن الاحتفال باليوم الوطني محرم، وعندما نظّم المسؤولون السعوديون خططًا لليوم الوطني في كل مدينة وقرية في السعودية، هاجم المتطرفون ذلك، وأن ذلك ضد الإسلام، ولن يذهب أحد، هذا ضد رغبة الشعب.. وفي اليوم الوطني، يظهر الناس، وهناك الملايين في الطرقات يحتفلون باليوم الوطني. لذا من الواضح أن الشعب يدعم ذلك، ودون دعمهم، من المستحيل، ومن غير الممكن أننا سنحقق أي شيء. حل القضية الفلسطينيية شرط العلاقة مع إسرائيل ¿ المحاور: إلى أي مدى تتوافق مصالح السعودية مع مصالح إسرائيل؟ هل سيكون هناك مجال لإسرائيل في خطتك للتنمية؟ ¿¿ ولي العهد: حسنا، يبدو أن لدينا عدوا مشتركا، ويبدو أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي، ولا يمكن أن يكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن كلا منهما لهما الحق في العيش والتعايش. وحتى حدوث ذلك، سنراقب، وسنحاول دعم حل للسلام. وعندما يحدث ذلك، بالطبع في اليوم التالي سيكون لدينا علاقة جيدة وطبيعية مع إسرائيل، وستكون الأفضل للجميع. ¿ المحاور: هل صحيح بأنكم استدعيتم أبو مازن لتخبروه بأن يقبل بخطة السلام أو يرفضها، هل هذا أفضل ما بإمكانكم فعله؟ ¿¿ ولي العهد: تربطنا علاقة وثيقة بأبو مازن، وأعتقد أنه رد على هذه الشائعات بنفسه ونفى صحتها. ¿ المحاور: إذا لم تكن صحيحة، فما هو الذي حدث فعلا؟ ¿¿ ولي العهد: في الواقع أخبره الملك سلمان أن هناك مقولة في المملكة العربية السعودية تقول إن أهل مكة أدرى بشعابها، لذلك دائما ما يذكره الملك سلمان ويخبره: كما تعرف يا أبو مازن، أهل مكة أدرى بشعابها، ونقول إن أهل فلسطين أدرى بشعابها. لذا فكل ما تراه مناسبا لك، سندعمه، أيا كان ما نسمعه من حلفائنا الأمريكيين، أيا كان، سنحاول إيضاحه، وسنحاول دعمه لجعل الأمور تحدث. ولكن إذا لم يناسبكم الحل، فهو حل غير مناسب. ¿ المحاور: ما فعله ترامب بالقدس جعلك لحد ما تبدو كالوسيط الجديد. ¿¿ ولي العهد: في الواقع، نحن نحاول فعل ما بوسعنا، إنني أحاول التركيز بإيجابية على الفرص التي أمامنا، وعلى الخطوة القادمة، وكيف تؤخذ الأمور في وضع أفضل، وليس كيفية المجادلة مع أي خطأ.