قبل حوالي سنتين طلبت إحدى محطات التلفزيون في العاصمة الأمريكية مشاركتي في مناظرة تلفزيونية للحديث عن اليمن وما يجري بين دول التحالف وعصابة الحوثيين. وفي البداية قدمت الاعتذار كوني مرتبطا لحضور ندوة ضيفها الجنرال «مايكل هايدن» رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق. ولكن معدة البرنامج أصرت على أهمية حضوري حتى لا يتم ترك الساحة أمام إعلاميين أحدهم من إيران وآخر من اليمن والثالث من جنسية غربية ولكن توجهاتهم ضد المملكة. وبالفعل حضرت المناظرة ليأتي بعدها الكثير من التعليقات التي تكلمت بإيجابية خاصة أن الكثير يعرف عمق وقدم علاقة المملكة باليمن وشعبه. ففي نهاية المطاف فالإعلام أمر ضروري لتسليط الضوء على وجهة النظر السعودية. قبل عدة أيام تم إطلاق عدة صواريخ على المملكة في خطوة غير مستغربة من الحوثيين لرغبتهم في إطالة مدى النزاع. وهذه الصواريخ تحمل البصمات الإيرانية ويصفق لإطلاقها إعلاميا - وللأسف - محطة الجزيرة القطرية. وما أن تم اعتراض هذه الصواريخ بدقة، حتى بدأت قناة الجزيرة بإظهار وجهة النظر الحوثية المتطابقة مع وجهة النظر الإيرانية. ولكن هذا ليس بيت القصيد. فالسؤال هو.. ماذا قدمت إيران للشعب اليمني مقارنة بما قدمته المملكة. وكم مواطن من اليمن يعيش ويعمل في المملكة منذ عقود وفي نفس الوقت كم مواطن من اليمن يتجه للعمل والعيش في إيران. أي أن الواقع محسوم بعيدا عن العاطفة. فالصواريح التي هربتها إيران وأطلقها الحوثي وصفقت لها قناة الجزيرة أثبتت أن دفاعاتنا الجوية الأقوى في العالم وأكثر قوة استطاعت إسقاط صواريخ باليستية. ومع اعتراض كل صاروخ تحس بوحدة وتلاحم بين الشعب السعودي وقيادته في وقت لم يأبه المواطن السعودي بهذه الصواريخ ومضى حياته بشكل عادي. بالطبع البعض من المواطنين صور صورا «سيلفي» وهو يبتسم وكأنه يقول أيها الحوثي مت بغيظك. فالمملكة صبرها طويل ولكن لديها من الترسانة العسكرية ما يمكن أن يدمر مدنا يمنية، ولكن المملكة تتجنب أي دمار شامل يمس اليمن. ولكن وفي نهاية المطاف وللتاريخ فإيران التي أمدت الحوثيين بالصواريخ والجزيرة القطرية التي صفقت لإطلاق الصواريخ فأنتم شركاء في الهجوم على المملكة. ولقناة الجزيرة نقول.. للحديث بقية.