مساء الجمعة كُنت في أحد المستشفيات الحكومية بقسم الطوارئ، «ومن رأى ليس كمن سمع» فقد رأيت أعدادًا كبيرة من المراجعين (أطفالًا ونساء ومسنين)؛ بسبب موجة الغبار التي اجتاحت المنطقة الشرقية، واستمرت لأكثر من عشر ساعات، كان الزحام كبيرًا في القسم، وعملية الدخول إلى الطبيب أو الطبيبة المتواجدين بطيئة جدًا، ولا يوجد سوى ثلاثة أجهزة أوكسجين، واستخدام المريض للجهاز يتطلب وقتا طويلا، وحتى يستقبل الطبيب مريضا آخر يتطلب وقتا أطول أيضا، هناك تكدس للمرضى وسوء تنظيم ومحدودية لأجهزة التنفس، كل ذلك كان من الممكن أن يتلافاه المستشفى، خاصة وأن موجة الغبار لم تأت فجأة فالأرصاد حذرت منها قبل أيام، وأعداد المراجعين الكبيرة أيضًا لم تكُن غير متوقعة، فمع كل موجة غبار سيتضرر حاملو أمراض الربو والحساسية وكبار السن؛ مما يوجب الاستعداد الجيد وحالة الاستنفار وتأمين الأجهزة الكافية، وأرجو قبل أن نلتقي موجة غبار أخرى أن يكون هناك شيء من الاهتمام.